كتب علاء الدين الشمالي “سقوط بالضربة القاضية… من خيبةالى خيبات”!
يغادر بهاء الحريري لبنان وهو يجر أذيال خيباته التي لا تنتهي، يعقل هزائمه واحقاده على أخيه الرئيس سعد الحريري ويمضي من حيث أتى، تاركا زمرة متنفعين يرقصون على نعش انكساراته وبهلونيات استعراضاته الوهمية في بيروت والمناطق، حيث مني بهزائم مدويٌة تتهاوى على جثث وعود عرقوبية لا تصرف الا على تخوم الهذيان السياسي الذي بشٌر به اللبنانيين من حديث رخيص بحق أخيه الذي قدم كل شيء في اشد الأوقات صعوبة ليبقى إرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري مصانا في ضمائر جمهور يعرف كيف يكون وفيا لمن صان الأمانة وحفظ العهد.
غادر بهاء بعد أن قالت المناطق كلمتها، من بيروت التي شهرت هويتها ورفضت ان تقع في فخ التضليل الذي يتكرر كلما حاول الزائر الموسمي ان يجرب حظوظه في صنع مكان له، لكن حسابات بيروت تبقى اكبر من زعامة وهمية، تستجدي موعداً هنا او لقاء اعرجا هناك.
واذا كان الضرب في الميت حراما، فماذا كان ينتظر من ترك اخاه محاصرا في غزوة بيروت وجاء ليطالبه بمبلغ من المال في وقت كانت فيه بيروت محاصرة وبوادر اشعال حرب اهلية واردة ودفنها الشيخ سعد الحريري بحكمته وشجاعته.
وعليه، فهل يجوز دخول بيروت حبيبة الرئيس الشهيد الحريري الا من بوابتها الاساسية ودار اللبنانيين .وعليه ان يعي ان للطائفة السنية الكريمة مرجعية روحية لا يمكن تخطيها او تجاوزها، وهي اعلى مرجعية تكون ملاذا لابنائها المؤمنين، وموئلا لابنائها الضالين التائبين، ويبدو ان زائر الصدفة لا هذا ولا ذاك، فغريب أمرك وما الذي يجعلك تحمل كل هذه الضغائن والاحقاد على اقرب الناس إليك؟!
ما من شك ان الشمال قال كلمته ايضا، فلم تكن زيارة بهاء الى الشمال إلا من باب الزائر الغريب على أهله، لأن”ذل الرجال في خيبة الآمال” على حد قول الامام علي بن ابي طالب عليه السلام. وكان له في شمال لبنان موعدا جديدا مع فشل جديد ونكسة كان يجب ان يتوقعها قبل قدومه اليها اعزلا الا من المشاريع الوهمية، وبعض المتصيدين وقناصي الفرص.ويكفي ان نذكر بكلام السيدة التي واجهته بحقيقته ونفسيته، ونرجسيته لكن اهل الشمال اهل وفاء وكرامة وأصالة.
الى البقاع توجه بهاء الحريري حيث ضرب له منظمو الزيارة مواعيد كثيرة في فندق بارك اوتيل شتورا، فوصلت قوافل مرافقين ومستشارين،غير مدرك ان في البقاع بيتا من بيوت الله في أزهر البقاع الذي خرّج مئات العلماء وآلاف الائمة والقضاة وقاد مسيرته العلامة الراحل الكبير المفتي خليل الميس، ويستكمل مسيرته المفتي الدكتور علي الغزاوي. الا يدرك ان هذا الصرح الديني والعلمي هو قبلة المؤمنين ومحجة زائري البقاع الاشم؟
أكبر خيبات بهاء كانت في البقاع الذي شهر ولاءه جهارا للرئيس سعد الحريري، ليس فقط من خلال غابة اللافتات المؤيدة لزعامة الشيخ سعد ومسيرته ومرجعيته ومكانته في وجدان الناس وقلوبهم وعقولهم، بل ايضا من خلال المقاطعة الكبيرة لمعظم مكونات البقاع من مشايخ وعلماء ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات.
نعم، من المعيب استحضار وفود عبر دفع خمسين دولارا لكل فرد من المجموعات التي استقدمت عبر باصات نقل كما تناقلته الاخبار فأي زعامة وهمية انت؟ واي لقاءات هذه التي تعقد من دون اي مضمون سياسي او موقف او كلمة تطيب خاطر البقاعيبن.
ألم تنظر في تلك الوجوه المكفهرة الواجمة لتقرأ قسمات الخجل وتقاسيم الاشمئزاز من مواجهة تاريخك البعيد كل البعد عن مسيرة الراحل الشهيد.
سياسيا لا يليق الاسم الثلاثي الا بالشيخ سعد رفيق الحريري، الذي حافظ على الإرث منذ استشهاد والده، فبأي حق تريد يا سيد بهاء ان تقتنص من دون وجه حق هذا الإرث الكبير؟
البقاع يا سيد بهاء عصي على الغرباء ومن يريد ان يشهر زعامته على جثة اخيه كما تفوهت في احد اللقاءات سيلفظه التاريخ وسيسقطه البقاع من حساباته ويكفيك رسالة ما قاله احد أئمة المساجد الشجعان في خطبته بعنوان “سنشد عضدك بأخيك” ومن المؤسف حقا ان ما بدر منك هو عكس قوله تعالى، فأي اخ انت؟
وحال إقليم الخروب لم يكن أفضل حالا من باقي المناطق رغم جهود مساعدك ابو مرعي ومساعده الاسعد، فقافلة الفشل طريقك ومسار الخيبات قدرك، وما عليك الا ان تعلن الانسحاب مرة جديدة وتجرب مرة اخرى.
وعليك ان تدرك ان الزعامة لا تؤخذ بأموال ولا تبنى بحجار دمى ولا تقاس باستعراضات وعراضات غب الطلب.
الزعامة لها اربابها وصانعوها قلة جدا والشيخ سعد واحد من هذه القلة القليلة خصوصا في طائفتنا وعلى المستوى الوطني، ويكفي ان بيت الوسط تحول الى محجة للبنانيين في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري وجمهوره الوفي بايع من يستحق حمل الراية واكمال مسيرة النهوض والبناء ولا بد للقيد من ان ينكسر ولا بد لليل من ان يزول.
مشروعك اليتيم الذي اتيت به هو دعم دار الايتام الإسلامية التي تستحق الكثير الكثير، فكانت الضربة القاضية حيث مغادرة بلا رجعة.
وللحديث صلة
