الحريري في ذكرى تفجير الياس المرّ: تفجير لتفريغ لبنان مِن زعاماته الاستقلالية
في مِثل هذا اليوم، تعرّضَ الصديق الياس المر لمحاولة اغتيالٍ غادرة، كادت أن تخطفَه من بيننا، لولا العناية الإلهية التي حمته من مكائدِ القتَلة المجرمين وأبقَته حيّاً وحرّاً بين عائلته وأبناء وطنه.
ولا يَسعنا في مناسبة الذكرى الـ 13 لمحاولة الاغتيال الإرهابية هذه، إلّا أن نتذكّر بكثير من الأسى والمرارة ما حصَل في ذلك اليوم المشؤوم، وما تعرّضَ له الصديق المر من أذى جسديّ ومعنوي، لا تزال مشاهدُه وآثاره المؤلِمة محفورةً في أذهاننا وذاكرتنا، وما كان يدبّر لوطننا الحبيب لبنان من مكائد ومخططات هدّامة.
إنّ المحاولة الإرهابية هذه لا يمكن فصلُها عن سائر مسلسل الاغتيالات التي استهدفَت سائر الزعامات والرموز الوطنية والفكرية في تلك المرحلة، بدءاً من جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما تبعَها من جرائم، لكي يتمّ تفريغ لبنان من زعاماته الاستقلالية الحرّة، ويتسنّى للطامحين في تطويعه وإبقائه أسيرَ وصاياتهم وساحة حروبٍ متواصلة بالواسطة لتحقيق مخططاتهم ومصالحهم على حساب مصالح الشعب اللبناني.
هذه المناسبة محطّة أليمة، تُحتّم على جميع السياسيين، أن يتجاوزوا خلافاتهم ومصالحَهم الضيّقة، ويضَعوا مصلحة الوطن الغالي فوق كلّ اعتبار ويقطعوا الطريقَ نهائياً على منعِ تكرار مِثل هذه الجرائم الإرهابية التي نأملُ أن تكون قد ذهبَت بغير رجعة، بإذن الله.