رحلة بلاد بشارة… ذكرى جنوبية في وادي التيم
بقلم الإعلامي نادر حجاز
يخبرنا كبار وادي التيم عن تقليد سنوي قديم، يعود إلى مئات السنين.
فكان أجدادنا، لا سيما أصحاب المواشي، وكانت مصدر رزق أساسي للتيميين، ينتقلون في مثل هذه الأيام مع مواشيهم الى جنوب لبنان، ويطلقون عليها اسم “بلاد بشارة”، هرباً من الصقيع وأيام الشتاء القارسة.
كانت البلاد آمنة، يغدون ليلاً من قرى راشيا باتجاه مرجعيون، يمرّون بدير ميماس الى العدبسة والطيبة، نزولاً الى وادي زبقين المعلّق بين الأرض والسماء بأبهى لوحة ربانية، وصولاً إلى مراعي الخير حيث يمضون كل فصل الشتاء ليعودوا مع إطلالة الربيع مع قطعانهم، وقد زادها الخير عدداً، لتفيض على أصحابها انتاجاً طوال فصل الصيف.
تستحضرني هذه القصة، والجنوب يحترق تحت البارود والنار، وأهله الطيّبون خسروا البيت والرزق، والأرض التي ارتوت بعرق جبينهم طوال عقود من الصمود فوق ترابها.
قصة تروي ما في أصالة الجنوبيين من دفء وطيب ملقى وضيافة وكرم واحتضان، وكم فتحوا بيوتهم لأهلنا، فكانوا الأهل والبيوت المفتوحة العامرة.
سيعود الجنوب أرض خير، وأهلاً مكرّمين مهما طال الموعد. ولذاك البيت الجنوبي، وإن غدا ركاماً، ستعود عامراً ومرحّباً بضيوفك… “الله معك يا بيتنا”