اليكم قصة “الطفل اليمني السعيد”
نالت صورة طفل يمني يبتسم لكاميرا مركز الملك سلمان للإغاثة إعجاب الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي. وهذه الصورة التقطتها كاميرا المصور إبراهيم عبدالله الشلهوب، وتظهر طفلاً يمنياً بابتسامة عريضة وسعادة غامرة.
وروى الشلهوب قصة هذه الصورة، ذاكرا أنه “التقطها عندما كان ضمن وفد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لتفقد أحد مشاريعه الإغاثية في مخيمات النازحين بمحافظة مأرب في شهر فبراير/شباط 2018”.
وأوضح المصوّر أنه “بينما كان أعضاء الوفد يقدّمون المساعدات الغذائية للنازحين، كنت أنا أتجول وأصور كالعادة، ولم يغب عن بالي أن أبحث عن التعبيرات الأكثر صدقاً، فوجدتها في وجوه الأطفال الذين عكسوا ما كان يشعر به أهاليهم آنذاك، ومنهم هذا الطفل الذي كانت الضحكات تتراقص بين عينيه وخَدَّيه، فأسرعت بالتقاط صور له”.
وأضاف الشلهوب “لا يمكن التنبؤ بالصور التي ستحوز على تفاعل المشاهدين أو الرأي العام، لكننا نبذل كل ما نستطيع لننجح في نقل صور صادقة تعبر عن الشخصيات والبيئات والأحداث الإنسانية التي نراها، وهذا الطفل هو صورة معبرة عن مجتمع أوسع يُعاني أهله النازحون خوفاً من ظلم الميليشيات الحوثية التي شرّدتهم من محافظة صنعاء إلى مخيمات مأرب التي تشهد حدا أدنى من الأمان”. وأكد الشلهوب أنه يعمل مصورا فوتوغرافيا منذ عام 2006 وقد التحق بالعمل لدى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في عام 2015.
وشرح الشلهوب أن “التصوير الصحفي يعتمد على توثيق اللحظة، والسرعة في التقاط الحدث. الكثير منه قائم على تصوير المناسبات التي قد يسودُ فيها التصنُّع والرسميات، بينما عند تصوير الأحداث الإنسانية فأنت تبحث عما هو أبعد من اللحظة وأعمق من الحدث. في التصوير الإنساني نبحث عن اللحظات المؤثرة، والتصرفات وردود الأفعال العفوية، والمشاعر الصادقة التي نريد أن يتعاطف معها المشاهدون ويتفاعلوا معها”.
وتابع: “أؤمن أن بعض الصور أبلغ من 1000 كلمة، لذا أقوم ببذل كل ما لدي من جهد كي لا يفوتني شيء مما أراه مناسباً للتصوير، وبالتالي فقد بلغت حصيلة الصور التي التقطتها لصالح المركز مئات الصور المعتمدة التي استفادت منها بعض وكالات الأنباء وعشرات الصحف والمواقع الإخبارية. كما جرى تداول الكثير من صوري دون أن يُعرف من هو مصوِّرها، لكنني أعتزُّ بعملي ومهمّتي، وأستشعر أهمية الدور الذي أقوم به، حيث أوَثِّق أصدق الصور المعبِّرة التي تعكس مشاعر متباينة وحالات عفوية وأخرى مأساوية”.
وأضاف: “لن أخفيك سراً حين أقول إن الأشخاص العاملين في بعض مجالات العمل الإنساني قد يضعون أرواحهم وسلامتهم على كفِّ القدر، فنحن نزور أو نقترب من مناطق خطرة جدّا كحقول الألغام ومناطق الكوارث الطبيعية أو نقاط تماسّ النزاعات المسلحة، ونزور شعوبا أنهكتها المجاعات، كما نشاهد مواقف إنسانية صادمة وأخرى تستنزف مشاعرنا وتحفر آثاراً غائرة في نفوسنا، ولكنني دائما أحتسب الأجر عند الله في نقل معاناة الآخرين إلى العالم، إضافة إلى توثيق ما تقدمه بلادي المملكة العربية السعودية للعالم، وخصوصاً لتلك الدول المتضررة والشعوب المحتاجة أو المنكوبة، وما أحدثته مساعداتها من أثر إيجابي طيب في حياة أولئك الناس حول العالم”.
(العربية)