اسمه المتوّج بالألق الفردوسي.. هاني شاكر مسيرة نصف قرن من النجومية وعيد الحب في بيروت!
عارف مغامس
رئيس تحرير وناشر موقع اليومية
اسمه المتوّج بألألق الفردوسي، كان كافيا لإغواء الموسيقى كي ترفو على وتر النبض، لا بل أن اسم هاني شاكر قلّ أن حظي اسم غنائي على مدى خمسين عاما بالألق الأيقوني والمكانة التي حجزها في قلوب الناس وعقولهم ووجداناتهم. وعلى مدى أكثر من خمسة أجيال متعاقبة، من دون أن يغادر الضوء، وكأن في كلّ أغنية يغنيها بإحساسه الرهيف حتى ينابيع الحقول، أغنياته اقديمة كانت أم حديثة، تسطع كأنّها لؤلؤة أعماق تكتشف للمرة الأولى، وألماس يشع من فيض نور وعبق صوت يرشح حبا وشجنا وشجى، ويهمي كغيمة لامسها السحر في لحظة الهطول، ويتوهج كجمر ما زاده الإشتعال إلا إشراقا ونورا من نور.
وكلّما انساب ذاك الصوت سطعت نجوميته التي بدت على مدى العامين المنصرمين كأنها البهاء في أعمق سطوعه، وأبلغ حضوره الفني، وبخاصة في لبنان، حيث كان اسم بيروت، فنيّا، موازيا لإسمه الياقوت، وهي التي كانت ملاذا للفن واختزالا للحياة رغم مآسيها وويلات لبنان من حروب ودمار وقتل وتهجير، فآثر أن لا يغادر وان لا يلغي حفلات وان يكون وفيا لجمهوره الوفي ويغني في بيروت والجبل والجنوب والبقاع والشمال، وأن يوقظ الموج على المتوسط، وأن يسرج القناديل والشموع كي تضاء على نيّة هذا البلد الخالد.
ربما، لهذا، كان يرى لبنان ملاذا ووطنا ثانيا بعد مصر أم الدنيا والفن، فيما يراه شعب لبنان قيثارة حب وبشارة أمل وصوتا هامسا ونابضا بالتجديد والتجدّد والإبتكار والتجاوز، ومسكونا بالحيويّة والحياة والحنين ومجبولا بالأصالة وبالروح الأثيريّة كدفق النايات على ضفاف النيل وشواطىء بيروت، وامتدادا إلى الكويت والإمارات ودول الخليج العربي والدول العربية التي كان على موعد معها في أنجح الاحتفالات وأكثرها انسجاما مع جمهوره الكبير والمتنوع من كافة الأعمار والأجيال، وهي سمة، قلما توفّرت لمطرب مخضرم بحجم هاني شاكر،عاصر عمالقة الزمن الجميل فغنّى لهم فأغنى الموسيقى العربية، كلاسيكية كانت أم رومانسية وطربيّة، فكان له نهجه الخاص وفرادته التي وضعته في موقع متفرّد، ووسمته بلون غنائي حتى أضحى مدرسة غنائية لها هندستها اللونيّة الخاصة وبريقها الفريد. فمضى في نهج يربط بين ماض يهبط في الروح كأنه السحر ، وحاضر يستعمر القلب ويحتل العقول كأنه الانخطاف الى مداه من دون ان يعيدنا من فردوسه الخلاق
فما سكن النجاح مطربا مثلما احتلّ أمير الغناء العربي هاني شاكر الذي كان لنجوميته التي تضاعفت بشكل غير مسبوق في لبنان خاصة، وفي العالم العربي ، كان لها أيقاعها الخاص ونهر ديمومتها الذي أمدّها بنسيج فني خاص، هو خلاصة فن وذوق وذكاء واحترام، وصفوة قلب وموهبة تحترف الفرح مثلما تحترف الحزن تاثرا وتاثيرا، همسا وطوفانا، دمعة وابتسامة، هو نسيج ذاته وذو بصمة خاصة لا يمكن أن تكون إلا بصمة هاني شاكر التي لا تشبهها أية بصمة في الفن.
وبعد النجاح الكبير الذي حصده في جولاته العربيّة وآخرها في دولة الإمارات التي أحيا فيها حفلا فنيّا ضخما في دار الأوبرا بدبي، كان هاني شاكر على موعد مع حفلين كبيرين ليلة رأس السنة في بيروت في البيال (sold out) ومن ثم في الأطلال بلازا (sold out) فغنّى الحب والطرب في مشهديّة عكست نجوميته التي ما زادها عداد الزمن إلا حضورا جماليا وألقا فنيا ونضارة ساحرة، في ليلة لا تنسى وستبقى شاخصة في عيون جمهوره الراقي الذي يتنامى حبه لأمير الغناء العربي كسحابة بعمر الحب الذي يتقطر من هذه السحابة.
سيغني هاني شاكر الحب في 15شباط في فندق الحبتور /بيروت، حيث وقع مدير أعماله الأستاذ خضر عكنان عقد الحفل الذي سيكون بحجم عيد الحب، خصوصا ان للنجاح اسرارا عميقة وخضر عكنان يمسك بناصية هذا الأسرار التي جعلت من حفلات هاني شاكر قبلة لمحبي الفن والطرب والغناء من مختلف المناطق والفئات العمرية خصوصا جيل الشباب الذي يعرف كيف يتذوق جمالية الغناء وسحر الكلمة، وروعة الموسيقى والآداء، حاصدا اعلى نسبة حفلات في لبنان، واكبر حضور جماهيري في حفلاته التي تجاوزت العشرين حفلة على مدى سنتين.
في عيد الحب ستكون بيروت مجددا مدينة للحب، ومن الحبتور سيعلنها هاني شاكر ليلة حب في سما بيروت.
