هل يكون عهد الرئيس جوزاف عون فرصةللخلاص أم استمرارا للمعاناة؟ … القادم أجمل ! بقلم نقولا أبو فيصل
فكر فيها !
ليس خفيا على أحدٍ أن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية خانقة انعكست بشكل مأساوي على الشباب، حيث باتت البطالة كابوساً يطاردهم في كل زاوية . وقد فقد الآلاف من الشباب اللبناني الأمل في بناء مستقبلهم داخل وطنهم، ليصبح حلم الهجرة خيارهم الوحيد . وهذه الظاهرة لم تنبع فقط من غياب الفرص الاقتصادية، بل من شعورهم العميق بالظلم، حيث يرون طبقة سياسية فاسدة تتنعم بخيرات البلاد، بينما هم يعانون من أعباء الحياة اليومية .
وفي الوقت الذي تتراكم فيه الأزمات على كاهل الشعب اللبناني نجد “فاقدي الشرف”كما وصفهم الشعب من الطبقة السياسية في حالة من الرفاهية والفساد . وهذه الطبقة التي استغلت المناصب لتحقيق مصالحها الشخصية أثبتت على مدى عقود عجزها عن تلبية تطلعات المواطنين، بل تحولت إلى مصدر للأزمات بدل من أن تكون حلاً لها ، وبينما يعاني الشباب يتمادى الساسة في سرقة موارد البلاد، ضاربين بعرض الحائط كل قيم العدالة والمساواة .
لكن مع تولي الرئيس جوزاف عون رئاسة الجمهورية، يتساءل اللبنانيون عمّا إذا كان هذا العهد سيحمل تغييرًا حقيقيًا يُخرج البلاد من أزمتها , وهل سيكون قادرًا على اتخاذ خطوات جريئة للإصلاح ومحاسبة الفاسدين؟ أم ستبقى الزمرة الفاسدة مهيمنة على المشهد؟ لعل التحدي الأكبر أمام الرئيس يكمن في استعادة ثقة الشعب بالدولة، وتحقيق العدالة الاجتماعية التي طال انتظارها والآمال معقودة على خطوات حاسمة تعيد للبنان مكانته وتحفظ كرامة شبابه ، والخلاص من هذه الزمرة الفاسدة التي تحتمي ببعض الاحزاب يحتاج إلى إرادة سياسية قوية وشراكة بين القيادة والشعب. ويمكنني أن أجزم أن عهد الرئيس عون سوف يكون بداية لمسار جديد مذهل، لكن التغيير لن يتحقق من دون تعاون من المواطنين الشرفاء ومحاسبة فعلية تضع لبنان على طريق النهوض .
نقولا أبو فيصل كاتب وباحث وعضو اتّحاد الكتاب اللبنانيين
Nicolas Abou FayssalZahle tvتجمع الصناعيين في البقاع Association of Bekaa Industrialistsاتحاد الكتاب اللبنانيينLebanese Presidency
