فكر فيها!إيّاك أن تكون الكلب! بقلم نقولا أبو فيصل
يقول الكاتب أمين معلوف: “كن الصيّاد أو كن الفريسة ولكن إيّاك أن تكون الكلب الذي يُحضر الفريسة للصيّاد”. وفي هذا القول يوجّه الأديب اللبناني تحذيراً واضحاً من التبعية العمياء التي تحوّل الإنسان إلى مجرد أداة تُستخدم لتحقيق مصالح الآخرين دون أن يمتلك حرية القرار أو يجني أي منفعة شخصية . والمضحك المبكي أن هذا هو حال بعض المسؤولين الحكوميين الذين تعاقبوا على إدارة البلاد والعباد ، لا سيما بعض الوزراء الفاسدين منهم الذين ظهروا عاجزين عن أداء دور الصيّاد الذي يُخطط لنهضة بلاده ولا حتى دور الفريسة التي تتحمل التحديات بشجاعة .
هؤلاء ايها السادة ، إختاروا ولفترة ليست قصيرة لعب دور “الكلب” حيث قاموا بتنفيذ مصالحهم الخاصة وخدموا أجندات الآخرين على حساب الوطن والمواطن ، هؤلاء لم يجدوا في المناصب مسؤولية لخدمة الشعب، بل وسيلة لإرضاء “صيّادي” النفوذ وجمع الاموال . فتحولت معهم الوزارات إلى “دكاكين”ودفع المواطن الادمي وحده الثمن . وتبعية هؤلاء لم تتوقف عند اتخاذ القرارات الخاطئة والاصح القاتلة ! بل امتدت إلى نهب موارد الدولة حيث كان يتم تقاسمها بين أصحاب السلطة، وكأن البلاد غنيمة تُقتسم بين “الصيّادين”. وفي هذا المشهد كان بعض الوزراء يتسابقون لاستغلال الوزارة “البقرة الحلوب” لاسترداد ما دفعوه مسبقاً للوصول إلى مناصبهم تاركين احتياجات الشعب ومعاناته جانباً وكأنها ليست ضمن أولوياتهم .
اطمأنوا أصدقائي فمحاسبة هؤلاء قادمة لا محالة ، مسألة وقت فقط ! وما يحتاجه لبنان اليوم ليس مجرد وزراء يملأون المناصب، بل قادة يتحلّون بروح الصيّاد ، قادة قادرون على صياغة المبادرات والتخطيط للمستقبل بشجاعة ومسؤولية . نعم الحاجة باتت ملحّة لمسؤولين شرفاء ، ويجب أن يكون للانتشار اللبناني حول العالم مشاركة فاعلة في بناء الوطن لأن هؤلاء لا يزالون مخلصين لقيمهم الوطنية يرفضون لعب دور “الكلب” لأسيادهم الحزبيين . لبنان يستحق وزراء شجعاناً، يضعون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ويؤمنون أن الكرامة تبدأ من رفض التبعية والعمل من أجل المواطن لا من أجل صيّادين يبحثون عن فرائسهم . اللهم إنّي بلّغت…
نقولا أبو فيصل كاتب وباحث وعضو اتّحاد الكتاب اللبنانيين
Nicolas Abou Fayssal
