ورشة عمل للمركز التربوي عن نتائج الإمتحانات الرسمية والإختبارات الوطنية والدولية
إفتتحت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ندى عويجان ورشة عمل تمتد ل5 أيام بعنوان: “نحو إستراتيجية تقويم وطنية”، في مبنى مطبعة المركز التربوي في سن الفيل، في حضور ممثلين عن وزارة التربية، والتفتيش التربوي، والمؤسسات التربوية الرسمية والخاصة، ونقابات وروابط المعلمين والأساتذة، والجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة والبنك الدولي، ومشروع “كتابي”، وجمع من التربويين والخبراء والباحثين من القطاعين الرسمي والخاص.
عويجان
بعد النشيد الوطني، وتقديم وتعريف من منسقة الهيئة الأكاديمية المشتركة في المركز التربوي رنا عبد الله، تحدثت قالت عويجان: “إن إجتماعنا اليوم في المركز التربوي حول موضوع التقويم، هو دليل عافية على أن الإرادة الطيبة والإندفاع نحو التطوير والتحسين التربوي ما زال موجودا. إذ أن البعض يسأل لماذا هذه الورشة ولماذا هذا الموضوع، والإجابة على هذه التساؤلات هي أن المحطة الأولى في هذا السياق بدأت في آذار من العام 2015 مع إنعقاد مؤتمر “كلنا للعلم”، حيث تحول المركز التربوي منذ ذلك التاريخ إلى خلية نحل، وهو يتابع إلتزامه بدوره في تطوير التعليم في لبنان. لقد مرت ثلاث سنوات على الإنطلاق في فكرة تطوير المناهج، تم في خلالها إنجاز الكثير من التحضيرات، وقد تم الإعلان عن بعض مفاصل هذه التحضيرات فيما لم نعلن عن بعضها الآخر. وذلك في ظل عدم وجود دعم للقيام بهذه الورشة. وأود في هذه المناسبة أن أحيي جميع العاملين والملحقين بالمركز التربوي على الجهود الجبارة التي قاموا بها على الرغم من الضغوط المادية والمعنوية التي كانت موجودة”.
وتساءلت: “لماذا تبقى السياسة التربوية والقضايا التربوية بعيدة عن أولويات الحكومة، لا سيما وأنها هي السبيل إلى بناء شخصية الإنسان وتكوين المواطن، ولماذا يتم وضعها بعد الكهرباء والطرق والإعمار فيما أن بناء الإنسان يبدأ ببناء المواطن. وأود أن أعبر عن الأسف من أننا لا نزال ننتظر أموال الهبات والقروض الدولية لتطوير مناهجنا، فيما نتمنى أن تخصص الدولة من موازناتها إعتمادات للتربية”.
أضافت: “من المهم أن تعلموا أن الكثير من ورش العمل قد عقد داخل المركز ومنها تشاركية ومنها كانت على شكل لجان مصغرة جعلتنا نصل مع الكثير منكم لمرحلة متقدمة جدا خصوصا بموضوع سمات المتعلم، وإن هذا الأمر جعلنا نخطو نحو هذه الورشة. إن لهذه الورشة أبعادا ثلاثة من حيث الأهداف، إذ أنها تتضمن أهدافا قريبة المدى (توصيف إمتحانات 2019)، وأهدافا متوسطة المدى (دراسة واقتراح مجموعة من الكفايات المتقاطعة والكفايات الخاصة بالمادة)، وأهدافا بعيدة المدى (المساهمة في بناء استراتيجة وطنية للتقويم). من أجل ذلك سميت الورشة ب “نحو استراتيجية تقويم وطنية” على اعتبار أن التقويم في النظام التعليمي، هو موضوع كبير وشائك وله أبعاد تتناول عملية التعليم والتعلم وجميع عناصرها ومكوناتها، كما تتناول الإدارة التربوية وجميع العاملين لمصلحة النظام التعليمي، إضافة إلى الأبنية المدرسية والتجهيزات الصفية والبيئة المدرسية وغيرها. لذلك فإن توصيف الإمتحانات الرسمية وكل ما سينتج عنها، تتناولها هذه الورشة من خلال توجهات وتوصيات سوف توجهنا نحو استراتيجية تقويم وطنية”.
وتابعت: “إن هذه الورشة تتناول تقارير علمية تتعلق بنتائج الإمتحانات الرسمية ونتائج الإختبارات الدولية PISA و TIMSS. كما تتناول عرضا سريعا لإشكاليات التقويم وللتوجهات المستقبلية والخبرات العالمية، وسعيا إلى إيجاد لغة مشتركة، وتوصيف للامتحانات الرسمية للشهادتين المتوسطة والثانوية، وفتح المجال لورشة عمل أخرى متخصصة تعنى بالتقويم لدى المتعلمين من ذوي الصعوبات التعلمية والحاجات الخاصة. لقد كان لهذا العمل إيجابيات عديدة أهمها أنه قرب وجهات النظر وفتح المسارات بين المسؤولين عن المواد، إذ أن اللجان التي كانت تجتمع كلها وتسمع مشاكل وهواجس بعضها البعض أصبحت على تواصل فعال بصورة أكبر”.
واردفت: “في خلال التحضير للورشة واجهتنا تحديات عديدة وتساؤلات حول ما إذا كانت مناهجنا قد بنيت على الأهداف أم على الكفايات؟ وإلى أي مدى تزامن وضع أسس التقويم وأدلة التقويم مع وضع الإطار العام لمناهج 1997 ومع هندسة هذه المناهج في وقت لاحق. جميعنا يعلم أنه يوجد أشياء ضاعت، وأن هناك أهدافا لم تتحقق، فنحن نقف بين الماضي والحاضر والمستقبل. بين الماضي المكبل بقوانين ومراسيم وقرارات، والحاضر والمستقبل الذي فيه الكثير من التحديات والهواجس. أولها، تحدي الحصول على تمويل لا يحد لنا من حريتنا في اختيار أولوياتنا، وتحدي اتخاذ قرارات وطنية، جدية وحكيمة تشبهنا وتشبه مجتمعنا”.
وختمت: “إن تطوير مناهجنا يعني تطوير ثقافتنا، معارفنا، طريقة حياتنا، ميولنا، مواقفنا ومصيرنا. إن تطوير مناهجنا يعني أيضا التصدي للعولمة المدمرة، لكي لا تجتاح بلدنا وتدخل عقول أولادنا وتأخذهم إلى اللاانتماء واللاإنسانية. إن تطوير مناهجنا لا يعنيني أنا وأنتم فقط، بل يعني كل انسان لبناني مؤمن بلبنان الوطن الحر المستقل لجميع أبنائه. فبالتربية نبني معا، هذا هو شعارنا، التعاون والمشاركة. ويبقى المركز التربوي للبحوث والإنماء مثل طائر الفينيق يحترق أو يحرقونه ولكنه في كل مرة ينبثق من رماده طائر فينيق جديدا ومتجددا”.
الخوري
ثم تحدثت مديرة الإرشاد والإمتحانات الرسمية في وزارة التربية هيلدا الخوري ممثلة المدير العام للتربية فادي يرق فقالت:
“يسعدني أن أكون في هذه الورشة التربوية المهمة، ممثلة سعادة المدير العام للتربية الأستاذ فادي يرق، وأن نتشارك مع الباحثين والتربويين الرأي والمشورة في هذا الموضوع الحيوي، سيما وأننا في القطاعين التربويين الرسمي والخاص، شركاء في المناهج التربوية وفي الإمتحانات الرسمية، وشركاء في الورشة القائمة راهنا في المركز التربوي لتطوير المناهج وطرائق التدريس والتقييم، وهي محطة بالغة الأهمية لكي نوحد الرؤية ونصل إلى إستراتيجية تقويم وطنية، لها أهداف ومرتكزات ووسائل ونتائج موحدة، وفاقا للمعايير واستنادا إلى الكفايات المطلوبة في كل مادة وسنة دراسية ومرحلة. إننا من خلال عملنا على تطوير المناهج التربوية نضع ملامح المواطن الذي نتطلع إلى إعداده لكي يكون متمتعا بمعارف وكفايات وسلوكيات وأخلاقيات. وبالتالي فإن السعي إلى وضع إستراتيجية وطنية للتقويم يجب أن يلحظ كل هذه المكونات. إذ أننا من خلال التقويم الخطي يمكن أن نقيس المهارات والكفايات، أما قياس السلوكيات والأخلاقيات فيمكن ان يتم من خلال مراقبة المتعلم لدى عمله على المشاريع”.
اضافت: “إن ورش العمل الراهنة مهمة جدا لجهة ارتكاز المنهج على الأرقام المتوافرة وتحليلها واستخراج مؤشراتها، إن كانت هذه الأرقام ناتجة عن الإمتحانات الرسمية أو الإختبارات الوطنية والدولية، وبالتالي يتوجب علينا ان نعرف ما حققته مناهج العام 1997 المطبقة راهنا من نجاحات لنبني على أساسها وننطلق منها في تطوير المناهج ونحدثها. فإذا أردنا التغيير في سلوكيات المواطن وأخلاقياته نحو الأفضل والأرقى ، يجب أن نغير في المناهج، على اعتبار أنها الوسيلة التي نرسم من خلالها ملامح المواطن الذي نريد. إن التغيير في لبنان نحو الأفضل يتم بالتربية وعلى قاعدة الشراكة بين جميع المعنيين والتعاون والتقاطع بين كل المكونات التي يتشكل منها المجتمع”.
جلسات العمل
بعد ذلك عرض فريق من الباحثين ضم الدكتورة هيام إسحق والدكتورة ندى أبو علي والدكتور ريمون بو نادر تقريرا عن نتائج الإمتحانات الرسمية للدورة العادية في العام الدراسي 2016 – 2017 تم فيها التركيز على المتغيرات لجهة المحافظة والجنس والمادة التعليمية والقطاع التربوي بين رسمي وخاص ولغة التعليم الأجنبية الأساسية، وتناول الجانب المتخصص من التقرير مستويات الأهداف في المسابقات الرسمية ومدى تقاربها مع سمات المتعلم اللبناني الواردة في المناهج التربوية الراهنة التي صدرت عام 1997 وتقاطعها مع مهارات القرن الواحد والعشرين. وركز الباحثون على مبدأ المساواة في فرص التعليم، وشددوا على ضرورة استهداف مهارات التفكير العليا ومهارات القرن الواحد والعشرين.
ثم عرضت المنسقة العامة لاختبار DNE وسائر المشاريع الفرنكوفونية في وزارة التربية مي ليون تقريرا عن نتائج إختبار DNE للعام الدراسي 2015 – 2016، وأشارت إلى النقاط التي “يتوجب إجراء التعديلات في شأنها ضمن المواد التي شملها الإختبار”.
بعد ذلك عرضت رئيسة مشروع كتابي بوليت عساف والدكتورة ربى رعيدي تقريرا عن نتائج إختبار EGRA للعام الدراسي 2016 – 2017 المتعلق برفع مستوى القرائية.
وبعد الإستراحة عرضت منسقة الهيئة الأكاديمية المشتركة في المركز التربوي رنا عبد الله ومنسق الوحدات الفنية في المركز باسم عيسى ورئيسة قسم اللغة الفرنسية وآدابها بدرية الرفاعي، تقريرا عن نتائج إختبار PISA للعام 2015 وهو أحد الإختبارات الدولية التي يشارك فيها التلامذة اللبنانيون في العلوم والرياضيات.
ثم عرض تقرير عن نتائج إختبار TIMSS للعام 2015 قدمته كل من رئيسة وحدة المناهج ومسؤولة مركز الموارد في دار معلمي زحلة برندا غزالة والأستاذة في كلية التربية الدكتورة سناء شهيب ورئيس دائرة الإحصاء في المركز التربوي المهندس عصام المصري، وهو أحد الإختبارات الدولية التي يشارك فيها التلامذة اللبنانيون أيضا.