تكريم الشاعر الكبير طلال حيدر في رحاب رجل الاعمال الصناعي عصام قاسم

تكريم الشاعر الكبير طلال حيدر في رحاب السيد عصام قاسم
مع قصيدة الشاعر عمر شبلي في تكريم الشاعر طلال حيدر بمناسبة تجاوزه التسعين من عمرٍ حافلٍ بالعطاء والحضور.
لقاء ادبي وثقافي لتكريم الشاعر العربي الكبير طلال حيدر في تمنين القوقا، وضم اللقاء شخصيات ثقافية وأدبية واجتماعية في منزل رجل الأعمال الرجل الصناعي والاجتماعي العامل دائماً على إقامة الندوات الثقافية والاجتماعية السيد عصام قاسم.. وقدم السيد عصام قاسم الندوة بالترحيب بالحاضرين وبالمحتفى به الشاعر طلال حيدر الذي تجاوز التسعين من عمره وبيَّن الغاية المتوخاة من هذه اللقاءات الثقافية والاجتماعية وأثرها في خلاص مجتمعنا مما يعانيه في هذا الزمن الصعب. ثم تكلم الشاعر طلال حيدر وأسهب في شرح تجربته الشعرية باللغة المحكية، وقد أجاد في كلامه التاريخي عن تجربته الشعرية وعلاقته الفنية مع فيروز والرحابنة، ثم القى الإعلامي نبيه البرجي كلمة ترحيبية عن تجربة طلال حيدر الشعرية ثم ألقى الشاعر عمر شبلي قصيدة بعنوان “نقش على جدران التسعين” تحكي عن تجربة طلال حيدر الشعرية، وستقرؤون القصيدة بعد هذه المقدمة.
واخيرًا قُدِمَ قالب الكاتو وبدأت أغاني فيروز وبشعر طلال حيدر تملأ المكان.
وهذه هي قصيدة الشاعر عمر شبلي:
نقشٌ على جدرانِ التسعين
واحتجاج المشيمة على الكفن.
إلى الشاعر الخالد طلال حيدر
بقلم عمر شبلي
17/7/2025
يا عابرَ التسعينَ دونَ بطاقةٍ
من أيِّ مسؤولٍ وأيِّ مقاولِ
فلقد أخذتَ بطاقةً من عبقرٍ
لتجوسَ هذا الكونَ دونَ تساؤلِ
فأمامَ مجدِ العبقريّةِ وحدَها
ينهارُ مجدُ جبابرٍ وجحافِلِ
غَنَّيْتَ للشرقِ المُؤزّرِ فارتدى
حُلَلَ الجمالِ على ثرى بدنايلِ
فالعبقريّةُ منذ كانت لم تكنْ
مرصودةً لأماكنٍ ومنازلِ
لكنّها مرّتْ على بدنايلٍ
فازْهَوْهَرتْ منها حدائقُ بابلِ
من كان يدركُ أن بحرَ مشاعرٍ
يطوي بحارَ الكونِ دونَ سواحلِ
مَرّتْ على بدنايلِ ورأتْ بها
طفلاً يَخُطُّ الشعرَ دونَ أناملِ
أنساغُ أنْمُلِهِ تَسيلُ قصائداً
ملأت مشاعرُها ضفافَ جداولِ
وتجوسُ فيه خلالَ قلبٍ عاشق
تُهَمُ الحروف عليه خيرُ دلائلِ
وترى الحِسانَ يَطُفْنَ حولَ قصائدٍ
يقرأنَ فيها فألَ عامٍ قابلِ
أُزُرٌ الجمالِ تُحاكُ قبلَ ولادةِ
من دونِ سعيِ أواخرٍ وأوائلِ
صبواتُهُ صَهلَتْ به وصَبا لها
واجتاحَها بصهيلِ مهرِ جافلِ
من طولِ ما ازدحمتْ مواجدُ روحهِ
جعلَ الحروفَ لهنّ خيرَ بدائلِ
والشعر سيفُ الروحِ ما اقتحمتْ به
إلّا وكان الحُسنُ خيرَ مقاتلِ
إنّ الجمالَ إذا أقامَ ببلدةٍ
ألغى إقامةَ كلِّ شيءٍ زائلِ
يا شاعرَ النهر الذي منكَ اكتسى
غزلَ الضفاف وزغرداتِ عنادلِ
هذي حروفُكَ في الحناجر كلِّها
في صوتِ فيروزٍ وصوتِ مناضلِ
والنهرِ لا يأتي له عُشّاقِه
وضفافُهُ بالشعرِ غيرُ أواهلِ
من كان يُدركُ أنْ ذُرا صِنِّينَ قد
أعطتْكَ هذا الشعر دون مقابلِ
هو شاءَ أن يُعطيكَهُ لتكونَهُ
جبلاً أشمَّ وأنتَ في بدنايل
تمشي بها في شارع التسعينَ، لا
عُكّازَةٌ غيرَ الزمانِ الراحلِ
ما نالت التسعون منك مرامَها
بمسيرِ شعرِكَ في غناءِ قوافلِ
أعطتْكَ عبقرُ ما تشاءُ، ولم تزلْ
تعطيكَ موعدَها لعامٍ قابلِ
سيظلُّ شعرُكَ للجمالِ قلادةً
في عاصفاتِ صواعقٍ وزلازلِ
إنّ الهوى في النفسِ ليسَ ضلالة
بل سَجْعُ إيمانٍ وبَوْحُ دَواخلِ
هو صبوة تندَى بها أعمارُنا
فإذا غمامُ الحبِّ سكْبُ جداولِ
والحبُّ ينمو والجمالُ معاً معاً
يَتَلاقيان كَشُرَّبٍ ومناهلِ
ولذاكَ أنتَ تعيشُ فيما بيننا
تحيى بمجدٍ فيكَ ليس بآفلِ
هذي مَهَمَّةُ كلِّ شعرٍ خالدٍ
خالٍ من المُتَصاعِدِ المُتنازِلِ
غَرِّدْ لِنَقتلَ ما يجوسُ خلالَنا
من سوءِ دهرٍ بالمآتِمِ حافِلِ
ولْتَبْقَ ذاكَ الطفلَ حيثُ صُداحُهُ
يلغي حروبَ مَذاهِبٍ وقبائلِ













