
نقولا أبو فيصل يكتب.. أصحاب الدراما المفتعلة والتشاؤم الدائم


فكر فيها !
أصحاب الدراما المفتعلة … والتشاؤم الدائم
كثيرة هي الامثال الشعبية في لبنان ، وبالامس استوقفني مثل بالعامية يقول “بوجوب الحذر من اللي صحتو منيحة وبيبكي، واللي جيبتو مليانة وبيشكي، واللي بيعمل منيح وبيحكي ” وهذا المثل هو اختصار لواقع اجتماعي بات مألوفًا في لبنان: أشخاص لا تنقصهم النِعم، لكنهم يتقنون فنّ التذمّر، ويعيشون دور الضحية دون سبب حقيقي . هؤلاء لا يكتفون بعدم الامتنان، بل ينقلون لك شعورًا بأن الحياة قاتمة السواد ، وأن كل شيء سيّء ، وإن جلست معهم، خرجت محبطًا، متعبًا، وكأن عليك أن تحمل همومهم
وهولاء الناس يا أصدقائي ، غالبًا ما يكونون أصحّاء، ناجحين، يملكون دخلاً ثابتًا، لكن لا شيء يُرضيهم. يشكون من الشغل، من الناس، من البلد، من الطقس… وكلما قدّمت لهم حلاً، برعوا في إيجاد مشكلة جديدة. في المقابل، هناك أناس فقدوا الكثير، لكنك تراهم مبتسمين، عاملين، لا يشتكون إلا عند الحاجة، ولا يُحمّلون من حولهم ثقل يومهم. هؤلاء هم مَن تستحق أن تقترب منهم.
لذا ليس المطلوب أن نبتعد عن كل شخص يمرّ في مرحلة صعبة، بل عن أولئك الذين لا يريدون الخروج منها، والذين اعتادوا أن يكونوا مركز الشكوى لا مركز الحل .
وعليه عليك ايها القارئ أن تحمِي طاقتك فالحياة قصيرة، لا تهدرها مع مَن يُتقن دور الضحية ويعيش في مسرحية لا تنتهي. كذلك فإن مساعدة الناس لا تعني أن تتحمّل كل ما ينهكك ، كن متنبهاً لمن تُصاحب ولمن تُشارك ايامك واسرارك .
نقولا ابو فيصل كاتب وباحث وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين