حدد الصفحة

الزلزال الثّالث: “نمنا في منطقة وصحونا على أخرى”

الزلزال الثّالث: “نمنا في منطقة وصحونا على أخرى”

فجر أمس انقلب العالم رأساً على عقب، وتبدّلت حسابات الدول والأفراد. إنّها الحرب التي خذلت توقّعات العديد من المحلّلين وقادة الرأي بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصرّ على تجنّبها، وبأنّه يراهن على التفاوض الجاري مع طهران في عُمان. قرأ كثيرون الإشارات التي أرسلتها واشنطن حول إجلاء عائلات موظّفي سفاراتها من بغداد والمنامة والكويت على أنّها ضغوط نفسيّة على إيران. أخذتنا النظريّات التي تقول إنّ طموح الرجل النرجسيّ هو الفوز بجائزة نوبل للسلام. بات هذا الطموح بعيد المنال الآن.

اختصر المفكّر الاستراتيجي، وزير الثقافة اللبناني غسّان سلامة، نتائج الهجوم الإسرائيلي على إيران بالقول: “نمنا بالأمس في منطقة وصحونا في منطقة أخرى. إنّها منطقة نزاعات وحروب… دعونا نبحث عن هويّتنا الجماعية لأنّنا قادرون على استيعاب الأخبار السيّئة والتعلّم منها”.

اعتمد دونالد ترامب أسلوب المناورة والمداورة الذي تمارسه طهران، بالكلام الغامض وقول الشيء وفعل عكسه. غامر مثلما تفعل القيادة الإيرانية منذ عقود في علاقتها مع المجتمع الدولي، سواء في شأن برنامجها النووي أو في تمدّدها الإقليمي. سعى إلى تطمين العالم إلى أنّه يفضّل التفاوض على “الأشياء السيّئة” التي ستحصل لطهران إذا فشلت المفاوضات، ممتنعاً عن لفظ كلمة الحرب.

التّضليل الأميركيّ  

لا أحد سيصدّق ما قاله وزير خارجيّته ماركو روبيو من أنّ بلاده لم تشارك في الهجوم الإسرائيلي على إيران، الذي لم يحصل من دون الضوء الأخضر من البيت الأبيض، علاوة على المساعدة الاستخباريّة لتل أبيب. وهناك معلومات تفيد بأنّ وسائل الدفاع الجوّي الأميركية نُقلت إلى إسرائيل سرّاً للتضليل ومن دون ضجة إعلامية قبل تحديد ساعة الصفر للعمليّة الإسرائيلية.

أسقط ترامب المفاوضات التي كان يُفترض أن تجري غداً الأحد في عُمان، والتي لن تعود بسهولة. وإذا عادت فالأرجح أنّها ستأخذ صيغة أخرى. يسجّل مراقبون متابعون للموقف الأميركي بأنّ الغارات الإسرائيلية استهدفت معظم القادة العسكريين من الصفّ الأوّل، واستثنت القادة السياسيين، بما يعني أنّ هناك مساحة متروكة للمسؤولين الذين سيتولّون التفاوض لاحقاً، ولا سيما الرئيس مسعود بزشكيان ووزير خارجيّته عبّاس عراقجي.

فهمت الخارجية الإيرانية طبيعة الضربة حين قالت في بيانها بعد ساعات قليلة إنّ “الخطوات العدائية للكيان الصهيوني لا يمكن أن تكون قد نفّذت من دون تنسيق وإذن الولايات المتّحدة”، مشيرة الى أنّ واشنطن “مسؤولة عن التأثير الخطر وتداعيات مغامرات الكيان الصهيوني”.

إذا كان من الطبيعي أن تردّ طهران بقصف إسرائيل، فإنّ السؤال الذي طرحه الخبراء في السياسة الأميركية هو: هل تضرب طهران في إسرائيل أم تقصف القواعد الأميركية في المنطقة كما سبق لقائد “حرس الثورة” حسين سلامي أن أعلن قبل 3 أيّام؟ ومع استبعاد استهداف الوجود الأميركي من جانب طهران، فإنّ الخشية من استمرار الحرب وإطالتها شملت بدورها طرح سؤال عمّا إذا كان ردّ طهران سيطال البنية التحتية الإسرائيلية. فحينها ستواصل الدولة العبرية استهداف المرافئ الإيرانية والمنشآت الصناعية بعدما استهدفت جزءاً مهمّاً من الدفاعات الجوّية، وهو ما قد يؤدّي إلى عزل إيران عن العالم.

ترامب ترك باب التّفاوض؟

يمكن الاستدلال حسب هؤلاء المراقبين من كلام ترامب بعد أكثر من 12 ساعة على بدء الضربات على استعداده للتفاوض. إذ قال إنّ “الموجة المقبلة المخطَّط لها من الضربات ستكون أكثر وحشيّة، وعلى إيران أن تبرم صفقة قبل أن لا يبقى شيء، وتنقذ ما كان يُعرف ذات يوم بالإمبراطوريّة الإيرانية”.

مع أنّ بنيامين نتنياهو قال إنّ الحرب ستطول، فإنّ العديد من دول المنطقة حجز لنفسه القدرة على لعب دور الوساطة، وأبرزها دول الخليج العربي، تتقدّمها المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان ودولة الإمارات ودولة قطر ومصر. وهي الدول التي حافظت على علاقة مقبولة مع طهران حين أعلنت استنكارها “الشديد للعدوان” ودعت مجلس الأمن “إلى تحمّل مسؤوليّاته لوقف العدوان الذي يقوّض أمن واستقرار المنطقة ويهدّد بإقصاء الحلول الدبلوماسية”.

ثمّة من قارب تهديد ترامب ودعوته القيادة الإيرانية إلى إنقاذ ما بقي على أنّه يعبّر عن تمايز مع نتنياهو. فالرئيس الأميركي لم يقفل باب التفاوض، ولم يتحدّث أيّ مرّة عن تغيير النظام في إيران، بينما انبرى رئيس الوزراء  الإسرائيلي إلى تهنئة الشعب الإيراني بأنّ “الحرّية ستأتيكم” (بعد الضربات) في إشارة إلى دعمه لتغيير النظام.

روسيا كانت حذّرت من خطأ صدّام

اتّجهت الأنظار إلى دول وجهات عدّة بعد تسقّط أخبار الخسائر الإيرانية، منها:

1- روسيا والصين الحليفتان لطهران. اكتفت الخارجية الروسية بإدانة الهجوم الإسرائيلي بوصفه “انتهاكاً لميثاق الأمم المتّحدة”. وليس متوقّعاً أن يكون لموسكو أيّ تعاون عسكري في مواجهة مستمرّة إيرانية إسرائيلية، على الرغم من إبرام اتّفاق تعاون “استراتيجي” بين البلدين يتعلّق بالنواحي الاقتصادية. فالاتفاق لا يشمل الدفاع المشترك. وعبارة “استراتيجي” طلبها الرئيس الإيراني بزشكيان عند التوقيع، لأسباب رمزية. بل إنّ المتّصلين بموسكو نقلوا عنها أنّها سبق أن حذّرت القيادة الإيرانية من ارتكاب غلطة عناد صدّام حسين.

أمّا الصين التي بينها وبين إيران اتّفاق يشمل الدفاع المشترك فليست مستعدّة للانحياز العسكري لطهران لخشيتها من تأثيرات التصعيد الاقتصادية الكارثيّة.

الزّلزال الثّالث بعد سوريا وضرب “الحزب”

2- الأذرع الإيرانية، لا سيما في لبنان، وتحديداً “الحزب”: اكتفى رؤساء الجمهورية جوزف عون والبرلمان نبيه بري والحكومة نوّاف سلام بإصدار بيانات استنكار التعرّض للسيادة الإيرانية. وردّة فعل “الحزب” اقتصرت على استنكار “التفلّت الصهيوني” ووصف العدوان بـ”الحماقات”، وعلى بيان أمينه العامّ الشيخ نعيم قاسم الذي توعّد أميركا بـ”الخزي والعار”.

يقول مصدر سياسي واسع الاطّلاع لـ”أساس” إنّ “الحزب” تلقّى رسالة تهديد قبل أيّام بأنّه إذا تورّط في أيّ مواجهة بين إيران وإسرائيل ستشنّ الأخيرة هجوماً واسعاً قد يؤدّي إلى احتلال مساحات واسعة من الجنوب.

إقرأ أيضاً: من يجرؤ على إعلان الهزيمة؟

يعتقد من يرصدون موقف “الحزب” أنّه بات يدرك أنّ ما حصل لإيران هو الزلزال المركزي الذي أصاب محور الممانعة، بعد الزلزال السوري بسقوط بشّار الأسد والزلزال الذي سبقه باستهداف “الحزب” وقياداته وكوادره وقدراته العسكرية، السنة الماضية.

أساس

المنظر لحالو بيحكي! مطعم و كافيه قدموس كاسكادا مول تعنايل للحجز 81115115 ‏ Our Online Menu: https://menu.omegasoftware.ca/cadmus Website: www.cadmus-lb.com #Restaurant #Cafe #Lakeside #CascadaMall ‏#5Stars #Lebanon #International #Fusion #Cuisine ‏#Royal #Zahle #SendYourSelfie #Halal #Mediterranean ‏#Lebanesefood #holiday #cadmusrestocafe #food #foodphotoghrafy #delicious #ribs #family #isocertificate #lebanese #yummy #tasty #Cadmus #waffles #wings

 

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com