
نقولا أبو فيصل يكتب”هل الكتابة فعلُ شفاء”؟


لم أكن أعلم يومًا أن بعض نصوصي قد تتحوّل من مجرّد كلمات إلى وسيلة خلاص. حين يقرأ البعض هذه التأمّلات اليومية ويجدون فيها ما يُشبههم، ما يُواسيهم ويُصغي إليهم، يشعرون أنهم ليسوا غرباء في هذه الحياة، طالما هناك من يُجسّد مشاعرهم بحبر قلمه ويحوّل الصفحات إلى مرايا لأوجاعهم وأحلامهم، صدقوني فالكتابة الصادقة قادرة على اختراق جدران اليأس، وإشعال شمعة في عتمة الروح .في مقالاتي اليومية، لا أكتب فقط لنقد الواقع، بل لأزرع رجاءً في أرضٍ قاحلة. فالكتابة عندي ليست هواية بل خيار وجود.
ولطالما اعتبرتُ أن الجامعات ليست مؤسسات تعليمة فحسب، بل ساحات تتشكّل فيها مصائر الأوطان. لذلك، سيبقى تواصلي الدائم مع هذه الصروح التعليمية ، مصانع صقل العقول وإبراز المواهب مستمرًا بزخم كبير من خلال المحاضرات والمبادرات التحفيزية والحوارات المفتوحة ، بهدف واحد هو زرع الإيمان في نفوس طلابنا.هناك، وسط ضجيج الامتحانات وضغوط المرحلة، يحتاج شباب لبنان إلى صوتٍ يُخاطبهم: أنتم الأمل، أنتم الطاقة التي يُبنى عليها الوطن.
فالتحفيز المجاني ليس ترفًا ولا استعراضًا، بل قرار. أمدّ يدي لكل شاب تائه، ولكل طالب جامعي يبحث عن ذاته وسط دوّامة المقارنات والخوف من المستقبل. أُؤمن أن كل إنسان يستحق فرصة ثانية، وأن كلمة طيبة في الوقت المناسب قد تغيّر حياة. هذه مهمّتي، وهي ليست خيارًا عابرًا، بل التزامٌ عميق. أنا أكتب لا لأسترزق … بل لأرفع، لأُحيي ولأُضيء شعلة في زمن الضياع.
نقولا أبو فيصل كاتب وباحث وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين