نقولا أبو فيصل يكتب “قصة يوسف تتكرّر بعد 3700 سنة”
يقول الكتاب المقدس “أنتم قصدتم لي شرًّا، أما الله فقصد به خيرًا”(تكوين 50: 20)وهكذا فأن قصّة يوسف ليست مجرد فصل من التاريخ المقدّس، بل هي مرآة تتكرّر في وجوه أحبّاء كثيرين… كلّ من حَلمَ بنقاوة، ومشى باستقامة، ثم واجه في طريقه حسد الإخوة، أو صمت المقربين، أو قرارًا لا يشبه الحقيقة. يوسف رُذل من إخوته لا لأنّه أساء، بل لأن الحلم فيه أزعجهم . سقط في البئر، ثم في العبودية، ثم في السجن، لكنّه لم يسقط من يد الله ، لقد خذله البشر ليُكرَّم إلهيًا.
وهكذا اليوم في حياة يوسف جديد، تتكرّر في مسيرته صورة يوسف البار. قرار الرفض الذي تبلغه ومهما كانت أسبابه فأنه لا يلغي الدعوة . ومهما عظُمت الصدمة، فثمة يد إلهية تحيك لنا مجدًا مخفيًا في الخفاء. المسيرة التي حفرها يوسف بالصلاة والخدمة، لم ولن تنتهي عند محطة لم تكن من اختياره .الله لا يقيس المؤمنين بالمناصب بل بالأمانة ولا يتخلى عن الذين أحبّوه بصدق.
أخي يوسف، لقد رُفض القديس يوحنا ماري فيانيه لأنه لم يكن بارعًا في دراسته، ومنعت تريزا الطفل يسوع من دخول الدير لصغر سنّها، واضطهد القديس بيو رغم قداسته… لكنهم لم يتخلّوا عن دعوتهم، لأنهم أدركوا أن الاختيار الأهم لا تصنعه المجامع بل السماء. أما أنت، فتبقى كاهنًا بحسب قلب المسيح، تحمل الكلمة، وتمنح الغفران، وتُصلّي عن الناس. الأسقفية مسؤولية، نعم، لكنها ليست التاج الوحيد. فالكهنوت بحد ذاته، هو تاج النعمة. الرب لم يقل كلمته الأخيرة بعد. دَعْه يقولها بطريقته، وفي وقته. واثق أنا أن المجد الآتي لا يُقاس بما فات، بل بما يهيّئه الله للذين يحبّونه.
Nicolas Abou FayssalZahle tv
اتحاد الكتاب اللبنانيين
