نقولا أبو فيصل يكتب “لويس لحود… مهندس تتويج زحلة مدينةً عالمية للنبيذ”

لبنان الوطن ، أرهقته الوعود وتراجع فيه أداء المؤسسات العامة لسنوات طويلة حتى سطع نجم بعض الاسماء الاستثنائية من قلب الإدارة اللبنانية أمثال المهندس لويس لحود، مدير عام وزارة الزراعة ، هذا الرجل الذي لا يُعرَّف بالمنصب بل بالموقف، ولا يُقاس بالسلطة بل بالرسالة. رسالته صامتة لكنها فاعلة، مليئة بالشغف والنزاهة والالتزام. تراه في الحقول وبين المزارعين أكثر مما تراه في المكاتب، حاضرًا بين الناس لا فوقهم، حاملاً همّ الأرض والفلاح، لا كشاهد على معاناتهم بل كشريك في معركتهم من أجل البقاء.
يمثل لحود في اندفاعه ونقائه الإداري صورة نادرة من تاريخنا الحديث ، هو الذي جعل من الوظيفة العامة مشروعًا أخلاقيًا لا ممرًّا للامتيازات ، هكذا هو وطني بلا حساب، ديناميكي بلا ضجيج، متشبّع بروح الخدمة لا بهوس الاستعراضات. في 23 تموز 2025 لم يكن تتويج زحلة “مدينة عالمية للنبيذ” من قبل المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ، لتكون بين عشر مدن في العالم ، مجرد إنجاز إداري، بل إعلان صريح عن نضج مشروع زراعي ، إنساني آمن به لحود منذ سنوات، ورافقه بعرق المزارعين وحبّ الأرض حتى قطاف المجد. وهو تتويج لمسار طويل من الإيمان بالهوية الزراعية اللبنانية.
إن هذا التتويج التاريخي لا يُقاس بالأرقام ولا بالمراسم، بل بالعناقيد والسهول والوجوه المتعبة التي زرعت لتبقى. خلف هذا المجد، اسماء عديدة عملت بصمت وهدوء: وكان لويس لحود ابرزهم ، هو صوت الكرمة، ووجّه زحلة في المحافل، وضمير الزراعة في الدولة. اليوم، ومع دخول زحلة نخب المدن العالمية، نحتفي بتعب الرجال الحقيقيين، ونُكرّم حضورًا رسميًا يشبه الأرض والناس. لويس لحود ليس مجرد مدير عام… بل استثناء لبناني جميل يعكس صورة الوطن كما نحب أن يكون صادقًا، منتجًا، عادلًا وعابقًا برائحة الكرمة والأمل.
نقولا ابو فيصل ✍️
www.nicolasaboufayssal.com













