حدد الصفحة

كتب مروان أبو لطيف* “قمة الاسكا أم يالطا -٢” ؟

كتب مروان أبو لطيف* “قمة الاسكا أم يالطا -٢” ؟


لا اظن ان اختيار الاسكا كمكان للقاء بوتين مع ترامب كان بالصدفة . الترميز في السياسة امر معروف . فكيف اذا كانت الاسكا ، تلك المساحة الشاسعة المغطاة بالجليد والتي كانت جزءاً من اراضي روسيا القيصرية ، والتي باعها القيصر الكسندر الثاني عام ١٨٦٧ لاميركا بمبلغ بخس يساوي ٧.٢ مليون دولار ، اي ما يعادل اقل من دولار واحد لكل ٢٠٠ الف متر مربع .
وبغض النظر عن تفاصيل تلك الصفقة واسبابها ، والتي أهمها خروج روسيا منهكة وشبه مهزومة من حرب القرم مع بريطانيا وفرنسا (١٨٥٣-١٨٥٦ )، وبغض النظر كذلك عن الندم الروسي على ابرام الصفقة بعد اكتشاف النفط والغاز والذهب والماس وغيرها من المعادن الثمينة تحت جبال الجليد ، فإن الاتحاد السوفياتي لم يحاول الطعن بتلك الصفقة ولم يلجأ الى نقضها او عدم الاعتراف بها ، لان ذلك كان سيفتح عليه ابواب المعاهدات والاتفاقيات الاخرى وكذلك ديون روسيا القيصرية للغرب . لكن المانع الاهم كان ولادة الاتحاد السوفياتي على انقاض روسيا القيصرية المنهكة كذلك وشبه المهزومة بعد الحرب العالمية الاولى ، وبعد حرب اهلية ضارية بين الجيشين الاحمر (البلشفي )والابيض (القيصري) .
اذن الصفقة الخيالية المسماة صفقة التاريخ تمت في زمن اختلال الموازين العسكرية ، ولحظة الضعف الاستراتيجي الخطير، اما احتمالات التصويب فقد جاءت في لحظة مشابهة من الضعف ، فتكرست الصفقة الى الابد .
انتصار الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية رغم الكلفة البشرية والمادية الهائلة مكنه من نشر سيطرته على كامل اوروبا الشرقية ، لكن هزيمته في الحرب الباردة افقدته اوروبا الشرقية (حلف وارسو ) وادت الى انهياره السريع وتقسيمه .
استعادة روسيا لعافيتها الاقتصادية والعسكرية فتح الابواب لاستعادة شبه جزيرة القرم من اوكرانيا عام ٢٠١٤ ، ثم اعلان ضم الدون باس اليها بعيد بداية ما سمي “بالعملية الخاصة ” الواضحة الاهداف الاستراتيجية ، والغامضة الاهداف الجغرافية (ربما في الاساس للوصول الى نهر الدنيبر و الى آخر شبر اوكراني يطل جنوباً على البحر الاسود تمهيداً لتقسيم اوكرانيا ) .
وبغض النظر عن خطأ الحسابات من الجانبين قبل واثناء الحرب الروسية – الاوكرانية ، والتي هي بالحقيقة حرب بين روسيا والناتو ، فإن معيار القوة والضعف كانا ولا يزالان المؤشر الاساسي لما ستؤول اليه هذه الحرب ومتى ستنتهي .
بالعودة الى رمزية الاسكا ، يبرز سؤال وجيه وخطير : هل سيكون لقاء الاسكا شبيهاً بمؤتمر يالطا الذي قسم العالم بعد الحرب العالمية الثانية ؟
وهل سيكون المعيار بيع الاراضي او استئجارها لعقود طويلة او تبادلها ؟
واين سيقف مشروع الدولة الفلسطينية في هذا السياق ، وكيف سترد الصين القابضة على جمر تايوان .
وهل يفعلها ترامب مع غرينلاند التي طلب شراءها وهدد بضمها للولايات المتحدة ؟
الكوكب يبدو أشبه بشركة عقارية ، والسياسة قد تصبح مداولات في شركات ال Real Estate !
*مروان ابو لطيف طبيب وكاتب

المنظر لحالو بيحكي! مطعم و كافيه قدموس كاسكادا مول تعنايل للحجز 81115115 ‏ Our Online Menu: https://menu.omegasoftware.ca/cadmus Website: www.cadmus-lb.com #Restaurant #Cafe #Lakeside #CascadaMall ‏#5Stars #Lebanon #International #Fusion #Cuisine ‏#Royal #Zahle #SendYourSelfie #Halal #Mediterranean ‏#Lebanesefood #holiday #cadmusrestocafe #food #foodphotoghrafy #delicious #ribs #family #isocertificate #lebanese #yummy #tasty #Cadmus #waffles #wings

 

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com