بري أكد أحقية مطالب القوات والاشتراكي،الحريري العراقيل مفتعلة
بصريح العبارة وبلا لفّ ومواربة، وضع رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري أمس الإصبع على مكامن التعثر في ولادة الحكومة ليحسم لعبة التنظير في «المعايير» ومحاولات تحديد الواجب والمحظور في عملية التأليف، فأعاد تصويب البوصلة ورسم خطوط التأليف العريضة دستورياً وسياسياً، سواءً عبر ما جاء في بيان كتلته النيابية لجهة التشديد على كون «التزام مقتضيات الدستور هو الذي يحكم المسار الذي اختاره الرئيس المكلّف ويتقدم على ما عداه من آراء واقتراحات ومحاولات لإسقاط أي أعراف جديدة على عملية التأليف»، أو عبر ما جاء على لسانه في دردشة مع الصحافيين بعد ترؤسه اجتماع الكتلة لناحية تحديد «الشراكة» بوصفها «المعيار الوحيد» لديه في عملية تشكيل الحكومة، وسط إشارته للمرة الأولى إلى أنّ العراقيل التي تواجه مهمته إنما هي «مشاكل مفتعلة من قبل كل من يضع إعاقات في درب التشكيل».
وإذ جدد رفضه الشروع في تأليف «حكومة أكثرية» مُذكّراً بأنّ مشاورات التكليف في بعبدا والتأليف في ساحة النجمة، خلصت بدايةً إلى تسميته من قبل 112 نائباً لتشكيل حكومة وفاق ومن ثم حصلت مشاوراته على أساس هذا التوجه، حذر الحريري في المقابل من «التفريط» بالإنجازات التي تحققت، وأردف: «الإجماع الذي حصلنا عليه والتسوية التي قمنا بها هما فقط لكي يكون كل الأفرقاء في الحكومة ونتحمل جميعنا مسؤولية الأمور في البلد». ورداً على سؤال، أجاب: «من المستحيل أن أزور سوريا، لا في وقت قريب ولا بعيد، حتى وإن انقلبت كل المعادلات، وإذا اقتضت مصلحة لبنان ذلك فساعتها بتشوفولكم حدا تاني غيري». علماً أنّ الحريري كان قد غرّد أمس على صفحته عبر موقع «تويتر» قائلاً: «بعض السياسيين بلبنان راكضين يروحو عسوريا قبل النازحين.. يا سبحان الله، مدري ليش».
أما عن لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، فأبدى الرئيس المكلف تأييده لأي «لقاء يؤدي إلى مصالحة بين اللبنانيين» باعتباره «جيداً للبلد والعمل الحكومي والتشريعي».
وكان باسيل قد زار عين التينة أمس بمعية نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، فالتقيا بري الذي نقل عنه زواره إثر اللقاء لـ«المستقبل» أنه «لم يفاتح باسيل بالماضي إنما تطرق الحديث إلى الحاضر والمستقبل»، فكان تشديد من رئيس المجلس على «عدم جواز تأخّر تشكيل الحكومة والاستمرار في وضع العراقيل أمام عربة التأليف»، مؤكداً في هذا الإطار ضرورة «تدوير الزوايا ووضع حد لتضييع الوقت لأنّ البلد لم يعد يحتمل مزيداً من الاستنزاف الزمني خصوصاً أنّ أمامه استحقاقات داهمة وكبيرة».
وبحسب الزوار، فإنّ بري أكد لرئيس «التيار الوطني الحر» أحقية المطالب الوزارية لحزبي «القوات اللبنانية» و«التقدمي الاشتراكي»، فأيد مطلب منح «القوات» 4 مقاعد وزارية وحرصه على إرضاء رئيس «الاشتراكي» وليد جنبلاط ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية.
وكان باسيل، قد آثر عدم الخوض إعلامياً في مضامين النقاشات التي دارت خلال اللقاء مع بري، فاكتفى بالاستعانة بكلام للبابا فرنسيس عن كون «فن اللقاء هو دائماً أفضل من استراتيجيات الصراع»، مختصراً فحوى اللقاء بوضعه في إطار التباحث في «المواضيع المفيدة (…) من تأليف الحكومة إلى حل مشاكل لبنان السياسية إلى موضوع النازحين».