الطبخةالحكومية على نار الحقائب الدسمة
في موازاة السيناريوهات التي تتحدث عن المخارج المحتملة لتسهيل تشكيل الحكومة، ثمة من يشكك باحتمال اتيانها ثمارها بالنظر الى حجم العقبات التي تعوق تنفيذها. ولا يرى هؤلاء ان الإفراط في التفاؤل سيكون من مصلحة لبنان واللبنانيين بل على العكس فإن مصارحتهم واجب خصوصا ان البلد لا يحتمل المزيد من الهزات التي يتسبب بها الإنتقال من أجواء التفاؤل ببلوغ الحلول الى الوجهة السلبية الأخرى.
ومرد الحديث عن هذه المعادلة ما كشفت عنه مصادر واسعة الإطلاع لـ المركزية” تحدثت عن محاولة لإلهاء الناس وملء الوقت الضائع بالحديث عن مخارج وحلول ليس لها ما يبررها أقلّه الى الآن. فالرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري يستعد لتوسيع مروحة اتصالاته ربما خلال عطلة نهاية الأسبوع او مطلع الأسبوع المقبل وهي ستشمل في هذه المرحلة قيادات حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي والمردة وربما توسعت رقعة المشاورات الى بعض الشخصيات السياسية والحزبية التي تشارك بشكل من الأشكال في المعالجات الجارية.
وبانتظار ان تسلك الإتصالات مسارها المتوقع في الأيام المقبلة تخشى مراجع عليمة ان تعيش البلاد موجة معاكسة من تلك التي تعيشها اليوم بالنظر الى حجم الإستعدادات للمرحلة المحتملة في حال فشل الإتصالات الحالية. فالنوايا لم تصف بعد على حد تعبيرها واعتماد البعض على سياسة نصب المكائد لتبرير الفشل او لإستدراج الخصوم الى مواجهة في توقيت لا يكون له فيه اي خيار، باتت من ثوابت سياسات البعض وتوجهاتهم في مواجهة الإستحقاقات المقبلة سواء للتبرؤ من تفاهمات سابقة او لفرض أمر واقع جديد.
والمؤشر الى هذه النوايا ظاهر للعيان ولا يخفى على الكثير من العاملين في ميدان الإتصالات والوساطات، بحسب المصادر. فهم على علم بالكثير مما يقال في الكواليس ما لم يرضخ خصوم هذا الفريق او ذاك. والاستعدادات لمرحلة جديدة من المواجهة هي في الخيارات البديلة للأطراف كافة.
وفي هذا الاطار، تتحدث عن جهوزية الأجهزة الرقابية وبعض المؤسسات لتنفيذ بعض الخطط في السياق الطبيعي لسير الأمور تحت شعارت ورايات مختلفة. بدليل ان لديها الكثير من المعلومات حول مخالفات مرتكبة في أكثر من مجال وقطاع ولربما بدأ البعض منها بالظهور في قطاعات حيوية بغية توجيه اصابع الإتهام الى افرقاء سياسيين وحزبيين محددين.
والى ما هو متوقع على المستوى السياسي فقد برز اسلوب توجيه الإتهامات المسبقة بالعرقلة السياسية قبل ان تكتمل دورة الرئيس الحريري في اتصالاته الجديدة التي انطلقت من عين التينة وشملت رئيس التيار الوطني الحر حتى اليوم. ويعتمد الأسلوب الجديد على وسائل الإعلام لشن الحملات الإستباقية. ولذلك فقد توقف المراقبون امام الاتهام المسبق الذي وجهته قناة “الـ “أو تي في” في نشرتها ليل الجمعة الى كل من جنبلاط وجعجع إذا ما فشلت “الطبخة الحكومية” التي وضعت في بيت الوسط على نار قوية كما قالت. واضافت ان انضاجها “يتوقف على الجميع، إلا جبران باسيل”. وهو ما يوحي باستباق النتائج المحتملة من جولة الحريري التفاوضية الجديدة التي ستنطلق في الساعات المقبلة باتجاه جنبلاط وجعجع وفرنجية.
والى هذه المعطيات فقد حرصت مصادر التيار الوطني الحر عبر “المركزية” على نفي كل المعلومات التي قدمت لها بعض بعض وسائل الإعلام حول الصيغة المطروحة على القوات اللبنانية ولفتت انه ليس من بين ما هو مطروح على معراب اي شارة الى حقيبة سيادية بعد توقف النقاش نهائيا حول نيابة رئاسة الحكومة، وان الحديث عن أكثر من حقيبة اساسية لا صحة له على الإطلاق.
وكذلك – أضافت المصادر – فان الحديث عن حقيبتين اساسيتين وإثنيتن عاديتين للقوات ليس دقيقا ايضا. وبررت ذلك بعدم قبول التيار الوطني الحر وحلفاءه بـ “إحتكار حقائب وزراء الدولة”. فلهم ولحلفائهم الحق بحقائب اساسية مهمة برعوا في تحصينها وتعزيز اعمالها ولا بد من استكمال ما هو مقرر من مشاريع وخصوصا في القطاعات الحيوية المتصلة بالطاقة والمياه والقضاء والسياحة والإقتصاد بعد الخارجية والدفاع ولهم سياسة صحية وتربوية جديدة لا بد من مقاربتها وتنفيذها في القريب العاجل فهي لا تنتظر خططا ثلاثية او خمسية للعودة الى إدارتها