الأميركيون باقون في سوريا
قال مصدر دبلوماسي أميركي رفيع زار مؤخراً العاصمة الأردنية عمان، لـ”المدن”، إن الإدارة الأميركية على دراية كاملة بالنقاشات بين “قوات سوريا الديموقراطية” والنظام، إلا أنها لم تعلق على الأمر بشكل نهائي، بحسب مراسل “المدن” وليد النوفل.
ووفق الدبلوماسي، فقد غيّرت الإدارة موقفها منذ أسبوعين، وطالبت “قسد” بـ”التروي قليلاً وعدم اتخاذ أي قرار بشكل سريع”، مشيراً إلى طلبها استكمال المفاوضات.
وشدد على أن الإدارة “تحترم” تطلعات “قسد” وقرارها بتحديد مصيرها، إلا أنها فضلت “الانتظار في الوقت الراهن” بانتظار ما ستؤول إليه الأمور في سوريا. مؤكداً أن الإدارة “حسمت” قرارها، خلال الأسبوعين الماضيين، بعدم الخروج من سوريا، وربطت تواجدها بتواجد المليشيات الإيرانية في سوريا. مشيراً إلى أن بلاده تتابع بحذر التحركات الإيرانية داخل سوريا، خاصة المواقع التي تشكل خطراً وبعداً استراتيجياً.
وأوضح أن الروس أرسلوا الكثير من التطمينات بشأن خروج إيران من سوريا، إلا أن الإدارة لازالت تشكك بقدرة الروس على إخراج إيران أو مليشياتها، لاسيما أن إيران “تحاول دائماً الالتفاف على أي قرار أو عملية تؤدي إلى إخراجها من سوريا”. وأكد أنه لا يمكن للإدارة أن تُفرّط بمنطقة تشكل بعداً عسكرياً واستراتيجياً بالنسبة لها، حتى مع وجود وعود وتطمينات روسية. مشيراً إلى أن الولايات المتحدة والتحالف الدولي مستعدون للدفاع عن مصالحهم إذا لزم الأمر.
واستبعد شن النظام أي هجمة عسكرية باتجاه المناطق التي يتواجد فيها “التحالف الدولي” شمال شرقي سوريا، معتبراً ذلك بأنه سيكون “انتحاراً وغباءً”.
وأضاف الدبلوماسي أن “التحالف الدولي” في الوقت الحالي لا ينوي الانسحاب من قاعدة التنف، التي تُعتبر جزءاً من التواجد شمال شرقي سوريا، وأن ذلك مرتبط بتواجد مخيم الركبان والميلشيات الإيرانية وتنظيم “داعش” في البادية السورية. وأضاف أنه مع التحركات الأخيرة لـ”داعش” في البادية السورية والهجمات على السويداء أصبح بقاء القاعدة في التنف ضرورياً.
وأضاف: “اليوم نحاول عدم التدخل المباشر والصدام مع النظام والميلشيات على الأرض، لكن أيضاً مصالح الولايات المتحدة قد تتغير أحياناً”.
وقال إن الإدارة سلمت الملف السوري “إلى حد ما لروسيا في انتظار ما ستفضي إليه الأمور، ومدى قدرة الروس على حل المشاكل”، شريطة “الانتقال الى حل سياسي عبر جنيف”، فالإدارة لن تقبل بأي حل روسي عبر أستانة. وأكد أن العودة الحقيقية إلى جنيف من أجل الحل في سوريا “لم تعد بعيدة”. وقال إنهم لا يثقون بنتائج المباحثات الجارية بخصوص الدستور السوري، خاصة مع وجود شخصيات وأطراف غير منسجمة، مشيراً إلى أن “المشكلة ليست بالدستور، حتى الدستور الحالي في سوريا، إلا أن المشكلة بفهم النظام والأجهزة الأمنية للدستور والقانون وضرورة تطبيقه، لذلك ما الفائدة من كتابة دستور جديد إذا كان الهدف تغيير الشكل الخارجي وعدم تفعيل آلية تطبيق الدستور في سوريا”.