مبادرة روسية لتسهيل عودة اللاجئين السوريين
بعد نحو شهر على إطلاق الخطة الروسية لإعادة اللاجئين والنازحين السوريين، تأمل موسكو بأن تتسارع عملية إعادة اللاجئين من لبنان بعد محادثات وزير الخارجية اللبناني المكلّف جبران باسيل اليوم مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وأفاد بيان صادر عن الخارجية الروسية بأن الوزيرين سيناقشان “القضايا الدولية والإقليمية بالتفصيل، مع التركيز على تطور الوضع في الشرق الأوسط، وفي شكل أساسي في لبنان وسورية وما حولهما، والعمل الشامل الجاري بمبادرة من روسيا لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم”.
وفي ظل الموقف الأوروبي الذي يربط إعادة اللاجئين وعملية إعادة الإعمار بالتقدم في العملية السياسية، وتفضيل بلدان الجوار الأخرى التمهل، تراهن موسكو على أن يشكل لبنان بداية لإعادة اللاجئين السوريين، علماً أن “حزب الله” والقوى المتحالفة معه، بينها التيار الوطني الحر الذي يمثله باسيل، رحبت بالمبادرة الروسية لإعادة اللاجئين، والتي عرضها الشهر الماضي المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف مع رئيس الحكومة سعد الحريري.
ووفق البيانات الروسية، عاد من لبنان إلى سورية في الشهر الأخير حوالى 8 آلاف لاجئ سوري، وهو عدد ضئيل مقارنة بأكثر من مليون لاجئ هربوا إلى لبنان منذ آذار (مارس) 2011.
وفي إدلب، تواصل الهدوء النسبي لليوم الخامس، بعد أيام من لقاء وزيري الخارجية الروسي ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو. وفيما واصلت “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) حملة اعتقالات طاولت عشرات من الداعين إلى “المصالحات” مع النظام في مناطق إدلب وشمال حماة، طالبت قرى عدة بريفي إدلب الجنوبي والشرقي تركيا بتطبيق الوصاية عليها، لمنع هجوم قوات النظام على المنطقة وإعادة السيطرة عليها.
ووقع 17 مجلساً من المجالس البلدية العاملة في جنوب إدلب وشرقها على بيان مشترك ناشدت فيها تركيا “التدخل الفوري والسريع لتطبيق الوصاية”، وتعهدت “مساعدة الأتراك بإدارة المنطقة”، داعية إلى “تفعيل عمل المؤسسات التعليمية والخدمية والصحية وتنشيطها وغيرها”. وشدد البيان على الرفض القاطع لأي تدخل للنظام والروس في المنطقة.
ومع تصاعد المخاوف والقلق على حياة 29 مخطوفاً من أبناء السويداء لدى تنظيم “داعش”، معظمهم من النساء والأطفال، واصل النظام قصف تلال الصفا بين ريفي السويداء ودمشق، ووقعت اشتباكات مع عناصر من التنظيم الإرهابي سعوا إلى كسر الحصار المفروض منذ أيام، علماً أن “داعش” شن هجوماً مباغتاً على قرى السويداء فجر 25 تموز (يوليو) الماضي، وقتل نحو 300 من سكان بعض القرى في الريف الشرقي وخطف 30 شخصاً، قتل أحدهم لاحقاً، فيما توفيت سيدة لأسباب مرضية.
ويتكتم النظام على مفاوضاته مع التنظيم، وكان مقرراً إطلاق المخطوفين قبل نحو أسبوع مع الاتفاق على ترحيل مسلحي التنظيم إلى ريف حمص. ويتهم ناشطون مدنيون وسياسيون من المحافظة النظام بمحاولة استغلال ورقة هجوم “داعش” والمخطوفين للضغط على المحافظة حتى تسمح بتجنيد أولادها في جيش النظام الذي يعاني نقصاً حاداً في الأفراد