أين مصلحة العهد من التطبيع مع النظام السوري؟
يبدو ان الساعات الاخيرة كانت وحدها الشاهد الكافي على خطورة الزج بعامل التطبيع مع النظام السوري في عملية تأليف الحكومة إيحاء او مباشرة بدليل انفجار السجالات على اوسع مدى بين نواب ووزراء من “ التيار الوطني الحر “ و”القوات اللبنانية “ من جهة وبداية تصعيد في النبرة بين “ التيار الوطني الحر “ و”تيار المستقبل “ من جهة اخرى . والواقع ان التصعيد الأخذ في تسخين الاجواء كأنه يمهد لما بعد عطلة عيد الأضحى والذي ملأ فراغ السياسة في اليومين الاخيرين بإشغال مواقع التواصل الاجتماعي بأقذع الحملات الكلامية وأشدها سوءا سيشكل بطبيعة الحال المؤشر الاكثر صدقا على انهيارات تحصل ولا تعلن او لا تجري تثبيتها مثل انهيار تفاهم معراب العوني – القواتي والاهتزاز الأعمق والاخطر والمنذر بتهاوي التفاهم العوني – الحريري في وقت قد لا يكون بعيدا . واذا كان بعض النواب العونيين حاولوا التخفيف من وطأة الحملات الحادة التي جرى تبادلها في اليومين الاخيرين بعدما بدا واضحا ان الكلام المنسوب الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد اثار اصداء سلبية لجهة التلويح بموقف او باجراءات من جانب واحد من شانها ان تمس مهمة الرئيس المكلف لم تستبعد اوساط معنية بان يتسبب ذلك بإرباكات واسعة اضافية امام عملية تشكيل الحكومة وان يتحمل تبعة ذلك العهد تحديدا الذي لم تقلل بعض التوضيحات والتفسيرات لاتصاله الذي كشف عنه اخيرا برئيس النظام السوري بشار الأسد الأثر السلبي لهذه الخطوة ودلالاتها حتى لو ظللت بظلال الكلام عن ملف النازحين . اذ ان الانطباعات التي تجتاح فئات لبنانية واسعة تتمثل بان العهد يسهل عملية التطبيع مع النظام السوري بتنسيق وتوزيع ادوار مع حلفاء النظام من افرقاء 8 آذار وهذا التطور السلبي سيرتب تداعيات سيئة للغاية على مجريات تشكيل الحكومة وكذلك على التفاهم العوني الحريري ومن ثم على مجمل الوضع في البلاد ناهيك عن تداعيات خارجية تستلزم معالجة منفردة لتفصيل وجوهها المتعددة . وتبعا لهذه الاوساط المعنية فان مضي الامور وفق التصريحات الاستفزازية التي يطلقها نواب من فريق وردود نواب عليهم من فريق آخر بما يلزم من مواقف يكشف واقعيا اتساع الهوة الى حدود كبيرة جدا بين الافرقاء على خلفية اقحام الملف السوري في الاستحقاق فهل هذا هو المطلوب ؟ وهل نجح النظام السوري ومن يتحالفون معه في اعادة لبنان الى حقبات التوتر والتلاعب بمصيره وتعريضه للانقسامات الحادة ؟ والاهم اين مصلحة العهد في ترك هذه اللعبة الشديدة الخطورة تتمادى بتسهيل من فريقه ومنه ؟