باسيل لم يترك مجالًا لرئيس الجمهورية ليقول رأيه في كلام الحريري
لم يكد حبر تفاؤل الرئيس المكّلف يجفّ حتى جاءه من كان “حاضرًا ناضرًا” في المقابلة التي أجراها معه الزميل مارسيل غانم في برنامجه الجديد “صار الوقت”، ليقول له وبالفم الملآن: بعد ما صار وقت تشكيل الحكومة.
في أقل من 24 ساعة على كلام الرئيس سعد الحريري، الذي حاول أن يبشرّ اللبنانيين، بعد خمسة اشهر ونيّف من تكليفه بأن الحكومة المنتظرة سوف تبصر النور خلال أسبوع أو عشرة أيام، لبط الوزير جبران باسيل سطل الحليب، الذي جهد الحريري على ملئه بالقطارة.
“القوات” لن تعطي جواباً على أيِّ صيغة إلّا إذا صدرت عن الحريري.. وعلام يراهن باسيل؟
“حوار طرشان” حول تشكيل الحكومة
فالضمانة التي تحدّث عنها على قاعدة تمثيل الجميع في الحكومة الموعودة ليل الخميس لم تعد كذلك ظهر الجمعة، وكأن بين الحريري ويوم الخميس علاقة شؤوم، وهو الذي غنّى قبل تقديم إستقالة حكومته من الرياض، وهو في طريقه إلى السعودية: بكرا شو؟ بكرا الخميس.
فمهما حاول المحاولون “ترقيع” ما خزقه وزير الخارجية فإن الأيام العشرة التي وعد بها اللبنانيون قد طارت بلحظة.
فما قبل الكلام الباسيلي أصبح من الماضي، خصوصًا أن نفحة التفاؤل التي حاول الرئيس المكلف أن يغلّف بها إطلالته التلفزيونية لم تترافق مع آلية واضحة التي على اساسها سيتم تشكيل الحكومة الموعودة، وهو لم يكن يعرف طبيعة ردّ باسيل، وكان قد ترك المجال واسعًا لمزيد من المشاورات مع جميع الأطراف السياسية، إعتقادًا منه بأن مبادرته ستلقى تجاوبًا من صهر العهد قبل غيره، لأنه هو المعني في الدرجة الأولى في إنجاح العهد، لكن وقائع مؤتمره الصحافي صدم الحريري، وهو الذي سّلف رئيس الجمهورية ما لم يسّلفه غيره من قبل.
وقبل هذا وذاك، فقد سبقت تفاؤل الحريري تسريبات صحافية عن تسهيلات على خطّي العقدتين المسيحية والدرزية، تمثّلت أولًا بما نُسب إلى بعض المصادر عن قبول رئيس الجمهورية بإسناد نيابة رئاسة مجلس الوزراء إلى “القوات اللبنانية”، فضلًا عن تنازل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عن الحصّة الدرزية كاملة وقبوله بوزيرين درزيين مقابل حصوله على وزير مسيحي من “اللقاء الديمقراطي”، ليتبين لاحقًا أن مفبركي هذه التسريبات لم ينجحوا في تلميع الصورة التي علاها الغبار، وقد جاءت تصريحات باسيل لتزيد الطين بلّة، خصوصًا أنه لم يترك مجالًا لرئيس الجمهورية ليقول رأيه في كلام الحريري التفاؤلي.
من جهتها فقد أعادت “القوات اللبنانية” عقارب الساعة إلى ما قبل إطلالة الحريري التلفزيونية، حيث أصرّت على عدم تنازلها عمّا أعتبرته حقًّا لها بأن يكون تمثيلها على أساس ثلث الحصّة الوزارية المسيحية، أي خمسة وزراء من تشكيلة الخمسة عشر وزيرًا مسيحيًا، وهي النتيجة التي أفرزتها الإنتخابات النيابية. أما إذا أحتسب التمثيل على أساس أن لكل كتلة نيابية وزير عن أربعة نواب فيكون تمثيلها بأربعة وزراء. وعلى اساس هذه الفرضية يتحرّك الرئيس المكلف، وفق معايير نسبية محدّدة وواضحة.
من هنا جاءت التسريبات الإعلامية عن إعطاء “القوات اللبنانية أربعة وزراء من ضمنهم نائب رئيس مجلس الوزراء من دون حقيبة، وهذا ما لم تقبل به “القوات”، مما يفتح باب التفاوض على مصراعيه مجدّدًا، مع أرجحية السير بهذه المعادلة في حال أعيد النظر في الحقائب التي ستسند إليها، وهي التي رفضت “فتات” الحقائب. وتؤكد مصادرها أن معراب لم تتلق حتى الساعة أي عرض رسمي. وفي إنتظار الصيغة التي على اساسها بنى الحريري تفاؤله بقرب الإنفراج يمكن أن يبنى على الشيء مقتضاه، مستغربة ما قاله الرئيس المكلف عن أن حصة رئيس الجمهورية هي بين أربعة أو خمسة وزراء.
ولم تنتظر “القوات” طويلًا حتى جاءها الردّ من المكان الذي كانت تتوقعه، فكان كلام وزير الإعلام مختصرًا، وهو الذي قال أن باسيل لا يريد حلًا.
ليبانون 24