هذا اللقاء مرتقب في بيت الوسط
توقفت مراجع سياسية واسعة الإطلاع امام سلسلة المواقف التي أعقبت الإطلالة التلفزيونية للرئيس المكلف سعد الحريري وتحديدا عند شكل ومضمون وتوقيت المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وردود القوات اللبنانية عليه. وقالت لـ “المركزية” ان ما شهدته الساحة اللبنانية في الساعات الماضية دلل على الكثير من الملاحظات التي لا بد من تسجيلها. ففي مقابل الحس الكبير بالمسؤولية الذي عبر عنه الرئيس الحريري في اطلالته التلفزيونية من خلال مقاربته للأمور بطريقة هادئة ومسؤولة، خرج الآخرون الى العلن بالمناقشات الحامية التي شهدتها الصالونات السياسية بين مختلف المكونات السياسية التي تتنافس على الحقائب السيادية وتلك الخدماتية ولا سيما بين القوات والتيار اللذين قدما وجها لم يعد يستسيغه احد ولا سيما على الساحة المسيحية رغم اعلان الطرفين حرصهما على المصالحة.
ولفتت المراجع الى ان رئيس الجمهورية رفض ان يعلق على ما شهدته الساحة المسيحية من مواقف قادت الى التشنج. واشارت الى انه ما زال ينتظر اللقاء المرتقب بينه والرئيس المكلف لاستكمال البحث في العناوين التي تم التفاهم عليها في اللقاء الذي جمعهما منذ أيام، وانه لا يراهن على المواقف المنفعلة فالحاجة ماسة الى التعقل والبحث الجدي ووقف مسلسل الإستعراضات التلفزيونة التي تخاطب الناس ولا تؤدي الغاية المطلوبة من اجل الإسراع بتشكيل الحكومة. وفي المعلومات المتبادلة على نطاق ضيق، جهد الوسطاء بعد ظهر امس، للجم ردات الفعل التي تركها المؤتمر الصحافي للوزير لتفادي انفلات الوضع الداخلي عشية الحراك الذي يقوده رئيس الجمهورية من اجل الإسراع بتشكيل الحكومة في مرحلة تقتضي تضامنا حكوميا لم تعرفه الحكومة السابقة.
والمرحلة المقبلة كما تقول أوساط قريبة من بعبدا لـ”المركزية” لا تتقبل منطق المعارضة من داخل مجلس الوزراء ولذلك على الجميع البحث منذ اليوم، بالضوابط التي تحمي الحد الاقصى المطلوب من التضامن الحكومي وتضمن انتاجيتها، فيما معارك اليوم لا توحي بذلك وخصوصا في ظل اصرار البعض على الإستئثار بالحقائب السيادية والخدماتية وكأنها ملك لعائلاتهم واحزابهم وليست ملكا للشعب اللبناني.
وعلى هذه الخلفيات تترقب الأوساط السياسية اللقاء المنتظر في الساعات المقبلة بين الرئيس الحريري وباسيل من اجل وقوف الحريري على الهواجس التي عبر عنها باسيل في مؤتمره الصحافي وربما انعقد خلال ساعات قبل ان يغادر باسيل مساء الأحد في جولته على دول مجلس التعاون الخليجي لتسليم ملوكها وامرائها الدعوات التي وجهها اليهم رئيس الجمهورية للمشاركة في اعمال القمة الإقتصادية المقرر عقدها في بيروت في 19 كانون الثاني المقبل.
وتتطلع المراجع المعنية التي تواكب عملية التشكيل الى ما يمكن ان يشهده بيت الوسط من لقاءات في الساعات المقبلة مع موفدين من حزبي القوات اللنانية والتقدمي الإشتراكي وتيار المردة في جولة جديدة من المشاروات تعهد بها الحريري للوقوف على الأجوبة النهائية منهم تجاه الطروحات الحكومية الجديدة والخاصة بتوزيع الحقائب على القوى الأكثر تمثيلا قبيل لقاء ينوي الحريري عقده مع رئيس الجمهورية قبل ان يغادر الاخير بيروت الأربعاء المقبل ومعه وزير الخارجية الى قمة الدول الفرانكوفونية في يريفان، وإلا سيؤجل اللقاء الى ما بعد عودته المقررة يوم الجمعة الى بيروت.