صدمة غزة: 3000 جامعي يتنافسون على عمل في مخبز
شعر سكان قطاع غزة، خصوصاً بعض النخب، بصدمة شديدة عندما كتب مخبز آلي معروف في مدينة غزة على حسابه في «فايسبوك»، أن «ثلاثة آلاف مواطن تقدموا لوظيفة عامل في المخبز خلال 24 ساعة فقط» من الإعلان عن الوظيفة. لم يكن العدد المرتفع للمتقدمين إلى هذه الوظيفة هو سبب الصدمة فقط، ولا المدة القصيرة التي سُجل فيها هذا العدد المرتفع، فالوضع الاقتصادي والمعيشي متدهور أساساً في القطاع الذي يعيش فيه مليونا فلسطيني، معظمهم تحت خط الفقر، فيما يتوعده رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بحرب، والرئيس محمود عباس بمزيد من العقوبات.
الصدمة الشديدة مردها إلى أن عدداً كبيراً من بين المتقدمين لهذه الوظيفة المتواضعة جداً، هم من حملة الشهادات الجامعية، وتحديداً درجة الماجستير والبكالوريوس. ووفق المخبز، فإن «من بين المتقدمين للوظيفة 55 خريجاً يحملون شهادة البكالوريس، وشخصاً واحداً على الأقل يحمل درجة الماجستير، و63 طالباً جامعياً»، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من المتقدمين الآخرين للطلب «حددوا أنهم جامعيون، من دون تحديد إن كانوا خريجين أم ما زالوا طلاباً».
ولم يكن المتقدمون من فئة عمرية محددة، بل لفت المخبز إلى أن «المتقدمين تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عاماً». وبعد أن أشار إلى أن عدداً من طلاب الجامعات من تخصصات الحقوق والتربية الإنكليزية والتمريض والهندسة الإلكترونية والمعدات الطبية والعلوم والسكرتاريا وغيرها تقدموا للوظيفة، حدّد أن «بينهم 15 خريجاً من كليات إدارة الأعمال، وسبعة من كلية تكنولوجيا المعلومات، و14 من كلية المحاسبة، وستة من كلية الصحافة والإعلام، وخمسة من كلية التربية الإنكليزية، واثنين من كلية الإدارة الصحية، وثلاثة من كلية علم النفس، ومثلهم من كلية التربية الإسلامية». بالتأكيد لم يكن خريجو هذه الكليات يحلمون بأنهم سينتهون إلى العمل في مخبز، لكن هذه الحادثة وما كشفته من معلومات، تعكس في شكل مأسوي الدرجة التي وصلت إليها الأوضاع الكارثية في القطاع، وحجم الفقر والبطالة وندرة فرص العمل في مجال تخصص هؤلاء الطلاب والخريجين.
وتدهورت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية والمعيشية في القطاع خلال السنوات الـ12 الأخيرة بسبب الحصار الإسرائيلي المحكم على القطاع. وزاد الأوضاع سوءاً فرض الرئيس عباس قبل عام ونصف العام عقوبات قاسية على القطاع. كما هدد في أكثر من مناسبة بأن تقطع السلطة الفلسطينية صلاتها وتمويلها القطاع إن لم تسلّمها حركة «حماس» كل قطاع غزة «من الباب إلى المحراب»، و «فوق الأرض وتحتها».
وكان نتانياهو كرر أمام اجتماع حكومته أول من أمس تهديده بشن حرب رابعة على القطاع، وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بشن حرب، فيما اتهم وزراء إسرائيليون عباس بـ «دفع» إسرائيل لشن هذه الحرب.
فتحي صباح – غزة – الحياة