انسجام بين بعبدا وبيت الوسط: لا ثالث في التشكيل
قالت اوساط سياسية مراقبة في معرض قراءتها للمواقف الرئاسية انها اكدت على جملة مسلمات يتمسك بها رئيس الجمهورية:
– ان الموقع الرئاسي الاول في البلاد هو المحور في تشكيل الحكومة، لا يمكن لاحد تجاوزه او تخطيه او تجاهله بدليل ان بعض القوى السياسية وضع مفتاح حل عقد التشكيل في بعبدا، على غرار العقدة الدرزية فيما يسعى البعض الاخر لوضع مفتاح العقدة السنية لديها ايضا.
– التمسك بالتسوية الرئاسية وتعويمها بعدما تعرضت لسلسلة اهتزازات فاضطربت العلاقات بين بعبدا وبيت الوسط وبين بيت الوسط وميرنا الشالوحي. واظهر الرئيس عون من خلال حواره انه يترجم يمين الولاء والمحافظة على الوطن والدستور وتطبيق القوانين، ومن هنا جاء وصفه لتحريك “سنّة المعارضة” بالتكتكة السياسية التي تضرب الاستراتيجية التي يحافظ عليها العهد والقائمة على تحصين الوحدة الوطنية، فكان ان تولى بنفسه الرد على حزب الله من دون ان يسميه لانه يقف خلف هؤلاء، وذلك بهدف قطع الطريق على سجالات سنية- شيعية حول الموضوع في ضوء بروز ملامح تعبئة في الشارع السني ضد الحزب باعتباره ممثلا للطائفة الشيعية. فالتف عون على الحالة المذهبية بتأييد موقف الحريري الرافض تمثيل سنة 8 اذار وتبنى الطروحات التي قدمها المستقبل والدوافع الاعتراضية لعدم تمثيل هؤلاء، جازما ان لا طرف ثالثا يشارك في تشكيل الحكومة، خصوصا من سبق ان سلّفهم مواقف كانوا في امسّ الحاجة اليها فيما لم يبادلوه بالمثل حينما كان يأمل ان يحتفل بذكرى انتخابه بحكومة كاملة الاوصاف.
– امساك الرئاسة بالمفاصل السياسية الاساسية وقدرتها على معالجة الامور بعيدا من السياسات الانفعالية والتحدي، لحماية الوحدة الوطنية التي تتخطى كل الاعتبارات وغير مسموح لاي طرف مهما علا شأنه التهاون فيها او تعريضها للاهتزاز.
من جهة ثانية يقف التيار الوطني الحر متفرجا على العقدة الجديدة تستهلك من عمر العهد مزيدا من الوقت، غير أنه يبدي حرصا شديدا على تأكيد استمرار العلاقة “الطيبة” مع الحزب، على رغم بعض التباين في وجهات النظر. وفي السياق، تؤكد مصادر نيابية في تكتل لبنان القوي لـ “وكالة الأنباء المركزية” أن اختلاقا تكتيكيا من هذا النوع لا يمكن ولا يجوز أن يعكر صفو علاقة استراتيجية جمعت حليفين على مدى أكثر من عقد من الزمن”.