كيف سيردّ “حزب الله” على بكركي؟
في موازاة الدعوة المتكررة لبكركي وسيّدها الى تشكيل الحكومة في اسرع وقت والترفّع عن المصالح الحزبية والطائفية الضيّقة، لان البلد لم يعد يحتمل ترفها، كانت لافتة امس دعوة المطارنة الموارنة اثر اجتماعهم الشهري الى تفعيل عمل حكومة تصريف الاعمال الى ان يفكّ اسر الحكومة الجديدة من قيود الخارج والداخل معاً كما جاء في البيان الصادر عنهم.
وكان سبق هذه الدعوة دخول قوّي للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي على خط التشكيل، انطلق من محطة بعبدا اثر لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون مطلع الاسبوع اذ قال “يكفي خلق عقد. كان يتم تحميل المسيحيين مسؤولية عدم التشكيل بسبب “العقدة المسيحية”، وعندما حلت هذه العقدة ظهرت عقدة جديدة”، واستُكمل في بكركي برسالة الى “حزب الله” عبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان الذي التقاه، دعاه فيها إلى المساعدة في نزع العقبات امام تشكيل الحكومة.
فهل دعوة بكركي الى تفعيل عمل الحكومة المستقيلة مؤشر الى ان التأليف بات مستعصياً نتيجة تكاثر العقد ام للحثّ على الاسراع في إنجاز الاستحقاق؟ وابعد من ذلك. هل هذه الدعوة التي اتت بعد اقل من 24 ساعة على توجيه رسالة الى “حزب الله” كانت بناءً على معلومات توافرت لدى الصرح البطريركي بان جواب الضاحية سيكون سلبياً والردّ عليها سيأتي على لسان الامين العام السيد حسن نصرالله في اطلالته المرتقبة السبت باعلانه التمسّك بحق النواب السنّة الستة بالتمثّل في الحكومة اسوةً بغيرهم؟
راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر اوضح لـ”المركزية” “ان الدعوة الى تفعيل عمل الحكومة لا يعني اجتماعها مجدداً وانما ان ينصرف كل وزير الى الاهتمام بشؤون وعمل وزارته”.
وقال “البطريرك الراعي يعتبر ان من مسؤوليات رئيس الحكومة مراقبة عمل الوزراء والمشاريع التي ينفذّونها والاموال التي تُصرف، فاذا كان غائباً عن البلد كيف سيتسنّى له مراقبتهم؟ لذلك فان عودته ضرورية لمراقبتهم حتى ولو كانوا يصرّفون الاعمال”.
واشار الى “ان لا يجوز ان يُفهم من دعوة بكركي ان هناك استحالة للتشكيل لذلك يجب تفعيل عمل حكومة تصريف الاعمال، فهذا ليس من صلاحيتنا”.
وعمّا اذا كان ثمة ترابط بين الدعوة ورسالة “حزب الله”، اجاب المطران مطر “هذا غير موضوع، لان البطريرك لا ينفك يطالب في مناسبات عدة بتشكيل الحكومة، ومطلبه يتقاطع مع دعوات دولية بضرورة انجاز الاستحقاق كخطوة اساسية لصرف المساعدات المالية المقرّة في مؤتمر “سيدر”.
وعن رسالة “حزب الله”، لفت الى “اننا لا نزال ننتظر الاجابة عليها”، متوقعاً الا “تتأخر وان تأتي خلال يومين”، مشدداً على “ان هذه الرسالة هي صرخة ضمير من بكركي وسيّدها للاسراع في تأليف الحكومة. فهل يجوز استمرار الوضع على ما هو عليه”؟
“المركزية”