الراعي: حكومة عاديّة لا تستطيع مواجهة أوضاع البلاد
رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي انّ “المسؤولين السّياسيّين عندنا، الذين يعرقلون أو لا يسهّلون تأليف الحكومة، بأيّة صيغة أتت، مصغَّرة كانت أم موسَّعة، إنّما ينتهكون واجب العمل من أجل إحلال السّلام في لبنان الذي يحتاج إليه المواطنون”، مضيفاً: “نعني بالسّلام الاستقرار السّياسيّ والاقتصاديّ والمعيشيّ، والمشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة، والالتزام بالميثاق الوطنيّ والدّستور ومعهما تطبيق اتّفاق الطّائف روحًا ونصًّا”.
وشدد الراعي في عظته بقداس حلول السنة الجديدة على ان “ما تفرضه أوضاع البلاد والمؤسّسات وحاجات الشّعب على السّلطة السّياسيّة، من الصّعب جدًّا، إن لم نقل مستحيلاً، أن تواجهه حكومة عاديّة كالتي يفكّرون بتأليفها”.
وأشارإلى انه “إذا كانت هناك لدى ذوي الإرادات الطّيّبة نيّة بالنّهوض بلبنان وتجنيبه المخاطر الإقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة، وبالمحافظةِ على مؤسّساته من الفساد المستشري والمتأصّل، وحمايتِه من التّدخّل السّياسيّ المذهبيّ، يجب في مرحلةٍ انتقاليّة تأليف حكومة مصغَّرة من ذوي الاختصاص، الحياديّين، المعروفين في المجتمع اللّبناني بأخلاقيّتهم وحسّهم الوطنيّ وفهمهم لأصول السّياسة وممارستها. غايتها إجراء الإصلاحات اللازمة في الهيكليّات والقطاعات، وتوظيف المال الموعود في مؤتمر “سيدر”، من أجل النّهوض الإقتصاديّ”.
واعتبر انه “من شأن هذه الحكومة المصغّرة بناء السّلام المنشود الذي يحتفل به العالم بيومه، على ضوء موضوعه: “السّياسة الصّالحة هي في خدمة السّلام”، كما أعلنه قداسة البابا فرنسيس”.