الملف الحكومي يراوح مكانه أمل لباسيل: الثلث الضامن لا يُصرف رئاسيا
على رغم استمرار الاتصالات لحلحلة الملف الحكومي، وخصوصا في ظل المبادرة التي يقوم بها الوزير جبران باسيل، عبر لقاءات علنية أو اتصالات بعيدا من الاضواء، لم يسجل حتى الآن أي خرق جدي في جدار ازمة تأليف الحكومة اللبنانية العتيدة، ولا يزال الملف يراوح مكانه، اذ ليس هناك أي تقدم يذكر، على ما قالت مصادر مواكبة لعملية التأليف لـ “الحياة”، واشارت الى ان الأفكار التي طرحها باسيل على الرئيس المكلف سعد الحريري، لم تلق قبولا خصوصا لجهة توسيع الحكومة لأكثر من 30 وزيرا. فيما العقدة الوحيدة المتبقية هي موضوع تمثيل “اللقاء التشاوري” بوزير، حيث البحث يتمحور حول التموضع السياسي للوزير السني الذي سيمثل هذا اللقاء.
وفي السياق اوضح نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي “ان الطرف الوحيد الذي لم يتجاوب او لم يبدِ حماسة تجاه إقتراح تأليف حكومة من 32 وزيراً هو الرئيس المكلّف”. وقال: “إذا كانت هناك نية للحل فحكومة الـ32 وزيراً حل منطقي، ويستطيع ان يتعاطى مع المرحلة في ظل سياسية تقول بإحضار مجلس النواب ووضعه في مجلس الوزراء”، مضيفاً “الرئاسة ستجري بعد 4 سنوات وستسبقها إنتخابات نيابية، والقول ان إنتخابات الرئاسة تتقرر اليوم غير صحيح وربط الحكومة بالإستحقاق الرئاسي هو للإساءة إلى الوزير باسيل”. ولفت إلى “ان الطرف المعني بالتشكيل هو رئيس الحكومة، واقتراحات باسيل دليل حسن نيّة الى انه يريد تشكيل حكومة”.
ودعا وزير السياحة اواديس كيدانيان الى “الكف عن اضاعة الفرص في مساعي تشكيل الحكومة”، متوقعا “ان ينعكس عدم تشكيل الحكومة على مستوى تمثيل القادة العرب في القمة الاقتصادية التي تعقد في بيروت”، ومستبعدا “ان تكون هناك نية ان يطلب لبنان تأجيل القمة”، لافتا الى “ان الجميع يريدون حكومة لكنهم يريدونها على شاكلتهم وهذه هي المشكلة”.
مراد: ما زلناعند موقفنا بطرح 9اسماء
وغرد عضو “اللقاء التشاوري” النائب عبدالرحيم مراد عبر “التويتر”: “مطلوب سرعة تشكيل الحكومة، لمعالجة المشاكل المتعددة التي يعاني منها الوطن. ونحن نرى بأن المبادرة الاولى معنا كلقاء تشاوري قد توقفت لأسباب معروفة. وما زلنا عند موقفنا بتقديم ثلاثة أسماء (حسن مراد، عثمان المجذوب وطه ناجي) كذلك ستة نواب، يمكن اختيار أحد الأعضاء التسعة ليمثل اللقاء التشاوري حصرا”.
واشار عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ميشال موسى، الى “أهمية ان تجتمع الحكومة من أجل أهداف محددة وأهمها إقرار الموازنة خصوصا وان الحكومة لا تزال معطلة”.
ولفت عضو الكتلة ذاتها النائب محمد خواجه (حركة أمل) الى أن “المنطق يفرض ان من يسمى من قبل اللقاء التشاوري يكون ممثلا له في الحكومة وليس كما يفكر البعض بضمه الى كتلة لبنان القوي أو غيرها من الكتل، ويبدو ان هذا البعض يجري حسابات بعيدة تتخطى تشكيل الحكومة”.
وأضاف: “اذا كانت قضية وزير اللقاء التشاوري مرتبطة بحسابات لها علاقة بالحصول على الثلث الضامن، فيهمنا أن نؤكد أن هذا الامر لا يصرف في مسألة الإستحقاق الرئاسي المقبل الذي تتحكم فيها معادلات وعناصر عديدة في اوانها”. وقال: “من يطلع على تاريخ الاستحقاقات الرئاسية منذ الإستقلال حتى اليوم يدرك هذا الأمر جيدا”.
وأعرب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب ماجد إدي أبي اللمع عن تشاؤمه بموضوع تشكيل الحكومة، مشيرا الى “أن اتهام رئيس الحكومة المكلف كلام مجحف في حقه”. ورأى “أن العقدة السنية أسبابها داخلية وخارجية”، معتبرا “أن طروحات أعداد الوزراء للاستهلاك المحلي وليست اقتراحات جدية وهي للابتعاد عن العقدة الفعلية”. واشار الى “ان القوى السياسية التي تميل إلى 14 آذار ضد دعوة الرئيس السوري(بشار الأسد) الى القمة الاقتصادية في لبنان”. وقال: “لسنا بحاجة لقرار أحد للبت بهذا الموضوع، لا أحد يريد المواجهة وأعتقد ان هذا هو سبب التريث في تشكيل الحكومة، الجامعة العربية لم تبت بالموضوع السوري وعندما تبت ننتقل عندها للموقف اللبناني من مشاركة سورية في القمة”.
وفي المقابل قال عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سليم عون ردا على تصريح للنائب فيصل كرامي، الذي أعلن عودة اللقاء التشاوري إلى المطالبة بتوزير أحد أعضائه: “إن العقدة لم تعد إلى المربع الأول، فاللقاء التشاوري يقول ألا أحد يتصل به هذا صحيح لأن الرئيسين ميشال عون والمكلف هما المعنيان بالتشكيل وعندما يتوصلان إلى صيغة للعقدة يعرضانها عليه”. واوضح “أن التشاوري ليس هو من يشكل الحكومة، والمشكلة هي في التمثيل السني والمعني الأول بها أيضا هو رئيس الحكومة لانه يمثل الشريحة الأكبر من هذه الطائفة”.
قاسم: لا يمكننا تحديد زمن للتشكيل
وأكد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم ان “حزب الله” يعتبر ان المسؤول الاول عن هندسة الحكومة وتقديم التشكيلة لها هو رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري هو عليه ان يسعى ويفاوض الجهات ويعمل على تذليل العقبات ويرى النتيجة المناسبة التي تقدّم لرئيس الجمهوربة حتى يوقع وتذهب الى المجلس النيابي”. ولفت إلى “اننا من اليوم الاول كـ”حزب الله” دعونا الى تشكيل الحكومة بأسرع وقت ولم يكن لنا اي مطلب خاص… ولكن نشأت مشكلة ان القاعدة التي وضعها رئيس الحكومة من اجل التشكيل والتي لها علاقة بتمثيل الاطراف الذين نجحوا في الانتخابات النيابية لم يلتزم بهذه النسبة للسنة للمستقلين او اللقاء التشاوري. نحن طالبنا بحق اللقاء ولكننا لم نتدخل بكيفية ترجمة هذا الحق، يعني ما يرضى به اللقاء التشاوري سواء بالتمثيل المباشر او باختيار من يمثلهم او بأي طريقة من الطرق نحن نرضى به لان المسألة تتعلق برضاهم عن تمثيلهم في داخل الحكومة المتوقعة”. وأكد ان “العلاقة بيننا كحزب الله ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون علاقة جيدة ومتينة ومع “التيار الوطني الحر” علاقة مستمرة ومستقرة وجيدة ومن اراد ان يلعب بيننا لتحقيق المكاسب لن تنفعك هذه الالاعيب، اما زمن تشكيل الحكومة فلا يمكننا ان نحدد زمناً، نتمنى ان تتشكل بأسرع وقت والمسؤولية في التشكيل تقع على عاتق رئيس الحكومة الذي عليه ان يذلل العقبات ليقدم التشكيلة”.