الحكومة أمام الفرصة الأخيرة… فهل يأتي الضوء الأخضر من الضاحية؟ّ!
من خلال المتابعات اليومية لحركة الإتصالات التي تسابق الوقت يبدو أن الحكومة أصبحت أمام الفرصة الأخيرة، فإما أن تُشكّل الأسبوع المقبل، وهذا ما عبرّ عنه الرئيس المكلف، الذي أعطى لنفسه مساحة جديدة لهامش حركته، وألزم نفسه بمهلة لا تتخطى بضعة أيام وإما لا حكومة في المدى المنظور.
هذه بإختصار المشهدية السياسية لواقع مأزوم مبني على تفاؤل يُقال عنه دائمًا بأنه حذر، وذلك نظرًا إلى طبيعة العقد، التي لا تزال تقف حائلًا دون ترجمة النوايا إلى واقع والخروج من أزمة مستعصية على الحل، على رغم كل المساعي المبذولة، والتي لم تؤدِ حتى الساعة إلى إخراج التسوية الحكومية من عنق الزجاجة الإقليمية.
وبما أن الإعتقاد السائد لدى معظم الذين على تماس مباشر مع هذه الأزمة، التي لم يستوعب أحد بعد ما الذي يعيق إيجاد حل لها، أن العقدة خارجية أكثر منها داخلية، خصوصًا أن حجة تمثيل “اللقاء التشاوري” لم تجد لها مكانًا في قاموس التفسيرات الفائقة الطبيعة والبعيدة عن أي منطق سوي، وبالأخص أن الجميع من دون إستثناء يدركون المخاطر الإقتصادية والمالية التي يتعرّض لها لبنان.
ففي لحظة مفصلية، ومنذ ما يقارب الثلاثة اشهر، وبعدما قدّمت “القوات اللبنانية” تنازلات لتسهيل قيام حكومة اللحظة الأخيرة، ووضعت حدّا لما كان يُسمّى بـ”العقدة المسيحية”، بعد حلحلة “العقدة الدرزية”، أطل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وأعاد عقارب التأليف إلى ساعة الصفر عندما تحدّث عن أحقية تمثيل “اللقاء التشاوري”، وهي عقدة كانت موجودة في الأساس ولكن لم يكنأحد يعتقد أنها قد تكون عقدة المنشار، ومنذ ذاك الوقت دخلت التشكيلة الحكومية في ثلاجة الإنتظار، من دون أن تؤدي المساعي التي بذلت على أكثر من خطّ إلى أي نتيجة، وذلك بعدما دخل الوزير جبران باسيل على الخط وأصرّ على أن يكون جواد عدرا، وهو الإسم الذي تمّ التوافق عليه من قبل “اللقاء التشاوري”، محسوبًا على تكتل “لبنان القوي”، أي أن يحمل الرقم 11 من ضمن حصة رئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر، لضمان الثلث المعطّل، وهذا ما رفضه جميع الأطراف، بمن فيهم “حزب الله“، فتوقفت مساعي “عيدية الأعياد”، وطويت صفحة تجربة “الوزير الملك” أو “الوزير الوديعة”.
وبعد غياب طويل عن الساحة الإعلامية، وما رافقها من إشاعات عن صحته، يطل اليوم السيد نصرالله، وهو لديه الكثير من الكلام ليقوله، وقد يعطي إشارة الحلحلة، بعد التفاؤل الذي أبداه الرئيس نبيه بري، في تلميح رأى فيه بعض الذين يعارضون سياسة “حزب الله“، في الداخل وفي الخارج، أنه لن يُقطع خيط إلاّ إذا كان طرفه مربوطًا بما تؤّمنه أي حلحلة داخلية بمصالح بعض الخارج، في ظل صراع إقليمي محتدم بين محورين، وقد يكون للتهديدات الإسرائيلية الأخيرة للوجود الإيراني، سواء في الداخل السوري، أو في الداخل الإيراني، مع تصعيد لهجة التهديدات الأميركية، بعض من تفسيرات إستمرار مراوحة الأزمة الحكومية في مكانها غير الطبيعي.
وعليه، وإستنادًا إلى ما سيقوله “السيد” اليوم، فإن الحكومة إما أن تبصر النور وإما تعود إلى سباتها العميق، مع ما سينتج عن كلا الحالتين من مفاعيل إيجابية في حال أعطيت إشارة إنطلاق التأليف من الضاحية الجنوبية، وإما من مضاعفات سلبية قد تدخل البلاد في الحلقة الإقليمية الجهنمية.
وفي الإنتظار سافر الحريري إلى باريس، وهو سيلتقي هناك كلًا من الوزير باسيل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الغائب عن الساحة الإعلامية منذ فترة الأعياد، فهل يعود ومعه الحل؟
سؤال يبقى في رسم المتفائلين والمتشائمين على حدّ سواء، خصوصًا أن “حزورة” التأليف أو عدمه ستحتل مساحة واسعة من التحليلات وأحاديث صالونات “الويك أند”.
ليبانون 24