فنزويلا: تفاصيل التحضير لإنقلاب غوايدو
قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير مايك بومبيو “سيتوجه إلى نيويورك للمشاركة في جلسة لمجلس الأمن الدولي حول فنزويلا مقررة السبت”. وأضافت الوزارة في بيان، أن بومبيو سيحثّ أعضاء مجلس الأمن والمجتمع الدولي على الاعتراف برئيس البرلمان خوان غوايدو، رئيساً انتقالياً لفنزويلا. كما سيدعو بومبيو إلى دعم تشكيل حكومة انتقالية تساعد الفنزويليين على إعادة الديموقراطية وسيادة القانون إلى وطنهم.
وأضاف البيان أن بومبيو سيؤكد على دعم الولايات المتحدة للشعب الفنزويلي. ووزعت الولايات المتحدة مسودة بيان لجلسة مجلس الأمن، تقول إنه “مع استمرار تدهور الأوضاع في جمهورية فنزويلا، يبدي مجلس الأمن تأييده الكامل للجمعية الوطنية بوصفها المؤسسة الوحيدة المنتخبة بشكل ديموقراطي في فنزويلا”. وتدعو مسودة البيان أيضاً “إلى البدء فوراً في عملية سياسية تفضي إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة وموثوق بها، مع رقابة دولية للانتخابات في أقرب وقت ممكن”.
وفي وقت سابق، أعلن بومبيو تعيين إليوت أبرامز، مبعوثاً جديداً للمساهمة في “عودة الديموقراطية” في فنزويلا. ولعب إليوت أبرامز أدواراً سياسية ودبلوماسية في إدارة الرئيسين السابقين رونالد ريغان وجورج بوش. وقال أبرامز من ناحيته، إن الأزمة في فنزويلا “عميقة ومعقدة وخطيرة”.
وكان غوايدو قد رفض، الجمعة، دعوة قدمها الرئيس نيكولاس مادورو للحوار، ووصفها بأنها دعوة لحوار شكلي. وقال غوايدو: “عندما لا يحصلون على النتائج التي يريدونها من خلال القمع، فإنهم يعرضون بدلاً من ذلك إجراء حوار شكلي. أريد أن أوضح للعالم ولهذا النظام أنه لا أحد هنا مستعد لإجراء حوار شكلي”.
وفي السياق، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول أميركي رفيع المستوى أن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو، قبل يوم من إعلان نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد أعرب فيه عن “وقوف الولايات المتحدة إلى جانبه”.
وقال المسؤول إن “بنس أعرب لغوايدو عن تأييد الولايات المتحدة الكامل له”. وأضاف أن “بنس أخبر غوايدو أن الإدارة الأميركية ستعترف به حال إعلان نفسه رئيساً للبلاد استناداً للمادة الدستورية التي تجيز له ذلك”.
وذكرت الصحيفة أن “الخطة التي جرى العمل عليها خلال الأسابيع الأخيرة بين عدد من المسؤولين الأميركيين وغوايدو وفريقه، وصلت ذروتها الأخيرة مع المكالمة الهاتفية”.
وكشفت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية نقلاً عن مصادر متعددة أن غوايدو قام في كانون الأول/ديسمبر 2018 بجولة سرّية شملت الولايات المتحدة والدول الرئيسة المجاورة، لتنسيق استراتيجيته المناهضة لحكومة مادورو. ونقلت عن المصادر أن أنصار غوايدو أخفوا حتى اللحظة الأخيرة خططه ونبأ جولته السرّية عن المعارضة المعتدلة.
وقال أحد مساعدي غوايدو وعمدة كاراكاس السابق أنطونيو ليديسما، إنه في منتصف كانون الأول سافر غوايدو سراً إلى واشنطن وكولومبيا والبرازيل لإبلاغ المسؤولين هناك عن خطط المعارضة الفنزويلية لبدء أعمال احتجاج جماعية بالتزامن مع أداء مادورو، الذي أعيد انتخابه لولاية جديدة، اليمين الدستورية في 10 كانون الثاني/يناير.
ونقلت الوكالة عن متحدث باسم المعارضة أن غوايدو غادر فنزويلا عبر جزء غير خاضع للرقابة من الحدود مع كولومبيا، حيث يمنع حرس الحدود في بعض الأحيان مغادرة أعضاء المعارضة.
وتأتي هذه التطورات فيما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها تعمل على تشديد الخناق المالي على مادورو. وقالت: “ستستخدم الولايات المتحدة أدواتها الاقتصادية والدبلوماسية لضمان توافق التعاملات التجارية لحكومة فنزويلا مع اعتراف واشنطن بغوايدو رئيساً، بما في ذلك التعاملات التي تشمل المشروعات المملوكة للدولة والاحتياطيات الدولية”.
وتعاني فنزويلا من أزمة اقتصادية عميقة رغم أنها المصدر الأول للنفط في أميركا اللاتينية. وحذر صندوق النقد الدولي أن نسبة التضخم في فنزويلا قد تصل إلى 10 ملايين في المائة مع نهاية عام 2019. وقال مدير قسم شؤون النصف الغربي للكرة الأرضية في صندوق النقد أليخاندرو فيرنر إن “قفزة وتائر التضخم الذي كانت نسبته قريبة من مليوني في المائة في 2018، قد تصل إلى مستوى حوالي 10 ملايين بالمئة في عام 2019”.