إيران: السلطة تهدد الاحتجاجات..بمعزوفة التدخل الخارجي
تستمر التظاهرات الاحتجاجية على رفع أسعار الوقود في إيران لليوم
الثاني على التوالي، فيما اتهمت جهات رسمية “أطرافاً خارجية” لم تسمها،
بالسعي لإخلال النظام العام.
وقال المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري إن الاحتجاجات
المستمرة في إيران ضد رفع أسعار الوقود، يجري إدارتها في خارج البلاد.
وتوعد السبت، بمواجهة الذين يحاولون الإخلال بالنظام العام بـ “الرد
القاسي”. وأشار الى وجود مجموعة تهدف إلى الإخلال بالنظام العام للبلاد.
وأضاف منتظري أن الشعب الإيراني غير راضٍ عما يقوم به “المندسون”
الذين تمتد جذورهم خارج البلاد ويعملون على تحريض الشعب بواسطة استخدام
وسائل الإعلام الافتراضية، حسب تعبيره. وتابع أن الأنشطة التي يجريها
ب”المندسين” تشكل جريمة تستوجب رداً من قبل قوات الأمن والقضاء.
وقال إن الجهات القضائية في إيران ستتصدى ب”كل حزم” لمن وصفهم
ب”المخلين بالنظام العام” أو من يحاولون “ضرب استقرار الشعب”، مضيفاً أن
الشعب الإيراني سيتصدى ل”الفوضى”.
وتشهد طهران ومدن إيرانية، اعتباراً من ليل الجمعة، استمراراً
لمظاهرات احتجاجية ضد رفع أسعار الوقود. وفقا لمصادر محلية، استخدمت قوات
الأمن، السبت، القوة لتفريق المحتجين في عدة مدن إيرانية.
وأفادت تقارير محلية بسقوط أربعة قتلى خلال الاحتجاجات. ونقلت
مواقع إيرانية غير رسمية أن ثلاثة أشخاص قتلوا في مدينة خورمشهر جنوب
البلاد خلال احتجاجات الليلة الماضية، بحسب “الجزيرة”.
ونقلت حسابات إيرانية على تويتر وقوع أعمال تخريب وإضرام النار في
بعض المؤسسات، وأن قوات الأمن ردت بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل
للدموع على المحتجين.
وأضافت المصادر أن استخدام قوات الأمن للقوة في مدن مثل تبريز وشيراز وخوزستان، أدى إلى وقوع أعمال شغب بين المحتجين وقوات الأمن.
وفي العاصمة الإيرانية طهران، أوقف بعض سائقي المركبات عرباتهم في
الطرقات الرئيسية لشل حركة المرور. كذلك تداولت وسائل التواصل الاجتماعي
صوراً ومقاطع مصورة لمحتجين يغلقون شارع ستاري الرئيسي في العاصمة
الإيرانية طهران، التي أغرقها أول تساقط للثلوج هذا الموسم.
وأكد حاكم مدينة سيرجان بالإنابة محمد محمود آبادي في تصريح
لوكالة “إيسنا” شبه الرسمية السبت، مقتل مواطن وإصابة عدد آخر بجروح في
المدينة، التي تقع على بعد نحو 800 كيلومتر جنوب شرق طهران. ولم توضح
الوكالة سبب الوفاة أو توقيت حدوثها.
وقالت إرنا إن “المتظاهرين حاولوا إشعال النار في مستودع نفط، لكن
الشرطة أوقفتهم”. وأظهرت تسجيلات مصورة نشرت على الإنترنت النار في
المستودع بينما كانت صفارات الإنذار تدوي في الخلفية.
وقال حساب “إيران- إنترناشونال” على “تويتر”، إن هناك انقطاعاً
تاماً لشبكة الإنترنت عن مدينة الأهواز، جنوب غرب إيران، التي تشهد
احتجاجات مستمرة منذ الجمعة. وأكدت بيانات مرصد “Net Blocks” على الإنترنت
حدوث خلل لدى مزودي خدمات الهواتف الثابتة والمحمولة في إيران.
وذكر ناشطون أن القوات الأمنية في مدينة بوشهر، جنوب إيران،
استخدمت المياه لتفريق المتظاهرين. وفي محافظة خوزستان الغنية بالنفط في
إيران، يظهر مقطع مصور الشرطة وهي في مواجهة حشود من المحتجين.
وفي مشهد، ثاني أكبر مدن إيران، ترك عشرات المتظاهرين سياراتهم وسط حركة المرور تعبيراً عن احتجاجهم، وفقا لوكالة “إرنا”.
وأظهرت تسجيلات أخرى ترديد المتظاهرين هتافات ضد رموز النظام
الإيراني. وفي أحد المقاطع هتف متظاهرون: “روحاني! عار عليك! اترك البلد
وحده”. وهتف آخرون: “الموت للديكتاتور”.
ومن جانبها، أعلنت هيئة المنافذ الحدودية العراقية توقف حركة
المسافرين من العراق باتجاه إيران، بناء على طلب السلطات الإيرانية من
معبري الشلامجة والشيب.
وقالت هيئة المنافذ في بيان إن المنفذين الحدوديين يعملان بصورة
طبيعية أمام حركة التبادل التجاري فقط. كما أشارت إلى أن جميع المسافرين
الذين يريدون الدخول الى العراق من العراقيين يدخلون بصورة طبيعية ودون
تأخير.