حسن الشاب يتغلب باختراعه على شركات السيّارات
اكتشف المهندس اللبناني حسن الشاب (من بلدة المروانية ومن سكان
الضاحية) طريقة مبدعة، لتخفيض استهلاك الوقود في السيّارات، بنسبة تتراوح
بين 15 و40 في المئة. ونجح في ذلك، بعد ثلاث سنوات من المحاولة، عبر المزج
بين علم البرمجة وعلم الكيمياء، والعمل على برنامج خاص يخفّض آلية حرق
المحرّك للوقود.
ثغرة في الخوارزميات
في مقابلة مع “المدن”،
كشف حسن عن أنه، ومن خلال دراسته للكهرباء، حاول فهم كيفية عمل المحرّك،
فوجد ثغرة في الخوارزميات التي يعمل بواسطتها “كمبيوتر” السيّارات. واستفاد
منها لتخفيف استهلاك الوقود، مع الحفاظ على قوة السيارة وسرعتها. وقال:
“عادة يسجّل كمبيوتر السيّارة كمّية الوقود المستخدمة، وحجم الاحتراق الذي
يحصل، وتوقيته. ومن خلال استخدام برمجية خاصّة، وتحفيز التفاعلات
الكيميائية التي تحدث أثناء احتراق الوقود، تمكّنت من خفض كمّية الاحتراق
وكمّية الحرارة التي تذهب هدراً. وبالتالي تمكّنت من التحكم بالانبعاث
الحراري، ما زاد فعاليّة المحرّك وخففّ الحاجة إلى إنتاج القوة، واستهلاك
الوقود”. فكمبيوتر السيّارة قادر على التحكّم بحركة المحرّك، ومن خلال
إدخال معلومات إلى البرمجيات الموجودة، يمكن التحكّم بالتفاعلات التي تجري
داخله.
محاولات عدّة
كان الشاب قد بدأ بالعمل
على اكتشافه هذا، بعد معاناته مع فاتورة الوقود المرتفعة في لبنان، خصوصاُ
في ظل زحمة السير الكثيرة. وبدأ بتعديل سيّارته الخاصة، وكان له محاولات
عديدة، مكّنته من التوصل إلى الطريقة التي يعتمدها الآن. ثم قام بتنفيذ
اكتشافه على سيّارات معارفه وأصدقائه. ولجأ إليه لاحقاً أصحاب السيّارات
الرياضية، عبر تواتر أخبار اكتشافه من خلال معارفهم.
وأضاف الشاب، بأنه لا يقوم بتعديلات على جميع السيّارات، إذ لا جدوى تذكر لاكتشافه في بعضها. أما تلك التي يعمل على تعديلها، فهي بمعظمها السيّارات الرياضية التي تستخدم في السباقات. فلهذه الأخيرة محركات كبيرة تحتاج إلى الكثير من الوقود، ما يسهل تخفيض استهلاكها بنسب كبيرة، الأمر الذي يجعل من التعديلات استثماراً جيداً. أما السيّارات الحديثة التي تكون ضمن فترة ضمانة شركتها، فيفضل المهندس عدم إجراء أي تعديل على محرّكاتها، خشية فقدان الكفالة.
لغز يصعب حلّه
يطمح الشاب للعمل في مجال
توفير الطاقة، علماً أن أهمية اكتشافه لا تقتصر على خفض الكلفة المادية على
السائقين، بل تتعداها إلى خفض نسبة تلوث البيئة، عبر خفض انبعاثات أول
أوكسيد الكربون.
وعن عدم قيام الشركات المنتجة للسيارات بتخفيض استهلاك الوقود قدر المستطاع، كما فعل هو، فقد أكّد على أنه حاول التواصل مع أشخاص يعملون في شركات عديدة للاستفسار عن الأمر، لكنه لم يحصل على أي جواب.
يبدو الشاب مطمئنّاً على بقاء اكتشافه طيّ الكتمان، معبّراً عن عدم خشيته من تمكّن أحدهم من فكّ اللغز، وفي حال تمكّن من ذلك “فهذا يعني أنه بارع ويستحق ذلك”. وإذ يكشف عن تلقيه عروض من شركات عديدة لعقد شراكة معه، يؤكّد على رفضه لهذا النوع من الشراكات، كونه لا ينظر إلى المسألة كتجارة وحسب، معبّراً عن خشيته من تعرض مشروعه للاستغلال والاحتكار. فطموحه أن يبقى سيّد مشاريعه، حتى لو كانت انطلاقته بطيئة. فالهدف هو خفض التكلفة التي يتكبّدها الناس، بينما العمل في الشركات سيعني فرض تعرفة أكبر عليهم، لقاء حصولهم على هذه الخدمة.
المدن