“النهار”.. رئاسة تحرير للإعارة؟

الحوار الإنساني الذي ظهر فيه الرئيس سعد الحريري عبر منصات “النهار” الالكترونية والورقية، يذكّر بحقيقتين: أن الرجل، يرأس تحرير صفحات جريدة بعد أيام على إغلاق جريدته.. وأن الجريدة نفسها، التي تعاني مشاكل مالية، تبتكر مبادرات لتوفر لنفسها الاستمرارية، من ضمنها إعارة رئاسة تحريرها لشخصيات فاعلة في البلد.  في السابق، ترأس تحرير الصحيفة ليوم واحد، حاكم مصرف لبنان المركزي، رياض سلامة. ومن بعده رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، فضلو خوري. واليوم، يترأس تحريرها الرئيس الحريري الذي كان والده الشهيد يمتلك فيها بعض الاسهم. والثقل السياسي والمالي للحريري وسلامة، في المشهد اللبناني الداخلي، إضافة إلى البرستيج الأكاديمي لخوري، يوحيان بأن رئاسة التحرير معروضة للاعارة/الإيجار بغرض التسويق للصحافة الورقية في لحظات الضعف. هذا بالرغم من أهمية المبادرة، وجرأتها، والنظر اليها على انها غير مسبوقة في التاريخ اللبناني على الصعيد الاعلامي، وفي التاريخ العربي الذي بات معروفاً في الأوساط الدولية أن رؤساءه وحكامه، لا يتنازلون عن الرئاسة لا بشكل مؤقت ولا دائم، ويتمسكون بها حتى الرمق الأخير. 

وحدها جريدة “النهار” تغامر بهذه اللحظة. تختار التاريخ المناسب، وتحسن الترويج له، فتفاجئ الجمهور به. هي خطوة سياسية بالنسبة للحريري، بالتزامن مع انطلاق عمل الحكومة الجديدة. لكنها في الوقت نفسه، خطوة ترويجية للصحيفة التي أقفلت منافذها الالكترونية بالمجان، وتسعى لاستدعاء قراء النسخة الورقية، حينما تنتج عدداً يجمع كماً كبيراً من الاعلانات التجارية.

وللعلم فإن الصحيفة تعاني ضائقة مادية كبيرة، تقول المعلومات ان بعض موظفيها الثابتين، لم يتقاضوا رواتبهم منذ أكثر من 15 شهراً، وباعت في السابق طابقاً من المبنى لتسديد جزء من العجز المالي. 

كتب الحريري في افتتاحية الصحيفة اليوم: ” نكون حيث تكون النهار دائماً”. هي شحنة دعم معنوية كبيرة للصحيفة، لكنها غير كافية لتقديم الدعم المالي للصحافة الورقية ككل. ودفعت أحد مناصريه في “فايسبوك” للقول انه يرأس تحرير “النهار” بعد أيام فقط على إقفال “المستقبل”. 

المدن