الحريري: لبنان ليس تابعاً لأيّ محور… ولن أسكت!
أشار رئيس الحكومة سعد الحريري إلى أنّ “لبنان ليس دولة تابعة لأيّ محور وليس ساحة لسباق التسلّح في أيّ منطقة بل هو دولة عربية مستقلة لها دستور وقوانين ومؤسسات والتزامات عربية ودولية، وأيّ أمر آخر يكون وجهة نظر لا يُلزم الدولة ولا اللبنانيين”.
وأضاف في كلمة ألقاها في ذكرى 14 شباط، الذكرى الـ 14 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في الواجهة البحرية لمدينة بيروت، أنّ “الجيل الجديد يُريد إجراءات وقوانين تُحارب الهدر والفساد ولا يُريد المُزايدات بل أن يرى دولة “نظيفة”، لافتاً إلى أنّ “أمامنا ورشة عمل كبيرة في الحكومة ومجلس النواب، ولقد دفعنا ثمن شدّ الحبال والخلافات من استقرارنا أمّا اليوم فنقف عند مفترق طرق”.
وتابع: “رفيق الحريري شهيد لبنان والعروبة وحبيب لبنان والمملكة العربية السعودية، مَن منكم لا يذكر الشهيد رفيق الحريري ولا يقول “رزق الله على أيّامه؟”، مضيفاً: “نجتمع اليوم ومشروع رفيق الحريري للإعمار والنمو والاستقرار على لسان كلّ لبنان يُريد أن يعود العمل إلى البلد”.وشدد على أنّ “سنة 2019 هي سنة العدالة التي ننتظرها لنعرف الحقيقة في اغتيال الشهيد رفيق الحريري والحقيقة لا تكون حقيقة إذا لم تصدر بشكلٍ واضح ورسمي عن المحكمة الدولية”، لافتاً إلى “أنّنا لا نعتبر أنّ الحكم في قضيّة اغتيال رفيق الحريري هو سبيل للإنتقام بل هو طريق للعدالة ورفع التغطية على الحقيقة مهما كانت قاسية”، قائلاً: “مَن قتل رفيق الحريري يعرف جيّداً ماذا يعني وقوفه بحجمه وعلاقاته وإمكانيّاته وشعبيّته بوجه “السلبطة” على الدولة وقرارها”.كما قال: “لم يعد رفيق الحريري إلى البلاد ليُشارك في الحرب ولا للقيام باصطفافٍ مذهبي ولا لتغليب طائفةٍ على طوائف أخرى بل عاد بعد اتفاق الطائف لتغليب دور الدولة والمؤسسات، وهو عمل لكي لا يكون لبنان ساحة مفتوحة لحروب الآخرين ولا لحروب الطوائف على السلطة ولرفع المتاريس عن بيروت وليقول إنّنا أبناء وطن واحد و”ما حدا أكبر من بلدو”.
أمّا في موضوع الحكومة، فتوجّه إلى كلّ من يعتبر نفسه غير ممثّل فيها بالقول: “أنا سعد الحريري في خدمة كلّ المناطق والنّاس وتأكّدوا أنّ برنامج عمل الحكومة هويّته لبنانية بامتياز ولا يشمل فئاتٍ مُعيّنة”، مضيفاً أنّ “مؤتمر “سيدر” بنّاء شرط أن تلتزم الدولة قواعد الشفافية والإصلاحات، وهذا يعني أنّ المجتمع العربي والدولي وقف إلى جانبنا وحمّلنا مسؤوليّة التنفيذ والكرة اليوم في ملعبنا والتحدّي مطروح على الجميع وهو تحدّ شخصي لنفسي وللعهد ولمجلس النواب”.
وتابع: “لن أسكت تجاه أيّ محاولة لتعطيل عمل الحكومة وعرقلة برنامجها.. “خلصنا بقا”، وفي وقتٍ تطلب فيه الحكومة الثقة من مجلس النواب أتوجّه إلى جمهور رفيق الحريري وجمهور “المستقبل” لأجدّد طلب الثقة منه”، لافتاً إلى “أنّنا نريد ورشة عمل وليس ورشة مزايدات ونتمنّى “صفر” مشاكل وسجالات بين الشركاء في الوطن لأنّ لا شيء يجب أن يتقدّم على الاستقرار في البلد والكهرباء والنفايات ومزاريب الهدر والفساد”.وأشار إلى أنّ “الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي وأنا قرّرنا تحويل مجلس النواب والحكومة إلى خليّة عمل، وليس مسموحاً أن تضيع الفرصة السانحة أمامنا اليوم فالقرار بين أيدينا والتنفيذ أيضاً”.
وفي ما يتعلّق باتفاق الطائف، أكّد الحريري أنّ هذا الاتفاق “هو الدستور والقاعدة الأساس للعيش المشترك بين اللبنانيين، والكلام عنه واضح في البيان الوزاري وغير خاضع للتأويل أو التفسير والخروج عنه كان يتمّ أيام الوصاية السورية عن طريق التدخل بشؤون الدولة”، مشدداً على “اننا حرّاس اتفاق الطائف أمس واليوم وغداً ولن أقبل أبداً بالتخلّي عنه”.
وعن ملفّ النازحين السوريين، قال الحريري: “إنّ مصلحة لبنان تقتضي أن يعود النازحون إلى سوريا بشكلٍ طوعي بالشروط التي توفر لهم السلامة، وانفتاحنا على المبادرة الروسية يصبّ في هذا الاتجاه والمطلوب من المجتمع الدولي خطوات إضافيّة تُنهي أعباء النزوح”.وتابع: “قناعتي أنّ النظام في سوريا يُريد الانتقام من النازحين ويضع شروطاً لعودتهم والتنسيق قائم بين الأجهزة الأمنية اللبنانيين والنظام لتفعيل عودة النازحين لأنّ هدفنا عودتهم إلى بلادهم وإنهاء الظروف المعيشيّة القاسية، ولكن لا نقبل أن يكون البلد أداة لتسليم النازحين رهائن للنظام”.