لقاءات سياسية في بيت الوسط عشية 14 شباط
استقبل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في “بيت الوسط”، رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، يرافقه النائب طوني فرنجية والوزير السابق يوسف فنيانوس، في حضور الوزير السابق غطاس خوري، وعرض معه لآخر التطورات والأوضاع العامة.
وكان الحريري استقبل، نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، الذي قال على الأثر: “السؤال الذي طالما يتردد على ألسنة اللبنانيين جميعا: هل هناك عودة للرئيس الحريري لممارسة العمل السياسي اليومي، كما تعودناه في لبنان بعد قرار العزوف عن المشاركة الذي اتخذ؟ أنا أسارع لأقول بعد هذه الجلسة، وبالاستنتاج، أكرر بالاستنتاج، أن هذه العودة التي تريدونها قد ابتدأت وانطلقت، وهناك عودة حتمية، وأنا أقول ذلك على المستوى الشخصي من دون أي كلمة تلزم أي طرف بهذا الكلام”.
أضاف: “أؤكد أن الرئيس الحريري هو هذه الزعامة السنية التي ستعود لتلعب الدور القيادي والريادي في عملية الشراكة الوطنية، لإعادة بناء دستور الطائف نصا وروحا، ولإعادة إنتاج السلم الأهلي والتآخي الوطني على قاعدة الشراكة الوطنية، بتآلف ما بعده تآلف بين مختلف المكونات في السياسة اللبنانية، على أمل أن تتحقق كل إرادة اللبنانيين في الاستقرار والألق الذي شاءه اللبنانيون دائما بتآلفهم، ولم يكن في يوم من الأيام إلا بعد تآلف أكيد بين مختلف الشرائح اللبنانية. لذلك، أعتقد أن ما يريد الشعب اللبناني أن يسمعه هو هذا التأكيد الذي أستطيع أن أتحدث عنه بمسؤوليتي الشخصية”.
وتابع: “نحن نأمل أن يعود لبنان إلى هذا الازدهار ولأيام الزمن الجميل تلك، التي كان فيها لبنان ينعم بهذا التآلف والازدهار. وأنا أعتقد أن بيت الحريري وآل الحريري والرئيس سعد الحريري بالتحديد هو رمز أساسي في تحقيق هذا الهدف لبلوغه إن شاء الله بعد تحرير البلد من أي احتلال”.
سئل: أنت من أول الداعين لعودة الرئيس الحريري وسبق أن قلت إن الجو الخليجي، لا سيما السعودي، وافق على هذه العودة، فما هي المعطيات لديك؟
أجاب: “ما أقوله هو قراءتي للجو ومعطياتي هي دائما شخصية، بمعنى أني أستطيع أن أشتم الأجواء الموجودة على الساحة المحلية والإقليمية. أنا لا أستطيع أن أتصور الخليج مع شخصية مثل الرئيس سعد الحريري، إلا أن يتعاطف إيجابيا مع وجود مثل هكذا شخصية تمثل المكون وفكرة التآلف، وهي التي صرخت قائلة في 14 شباط: لا أريد أن أكون رأس حربة في أي فتنة سنية شيعية. وكلنا لاحظنا كيف أن كل الخليج وعلى رأسه المملكة العربية السعودية، وبدور قيادي أكيد من سمو الأمير الملكي محمد بن سلمان، مع صياغة علاقات الاستقرار على مستوى الخليج، أمر العلاقة التي شهدناها جميعا مع الجمهورية الإسلامية. هذه الأمور لا بد أن تفرض نفسها وأن تعكس ذاتها، إلى جانب اهتمامات المملكة العربية السعودية كقبلة للمسلمين، دينيا وسياسيا، لأن تكون هذه الجماعات المنتشرة على مستوى العالم العربي والإسلامي في أحسن حال وتنعم بالاستقرار المنشود”.
وقال: “يجب ألا ننسى أن آل الحريري في لبنان، وفي موضوع المملكة العربية السعودية، وسمعتها من الرئيس رفيق الحريري شخصيا، والرئيس سعد الحريري كررها علنا على شاشات التلفزة، أن لحم أكتافنا من خير المملكة العربية السعودية، ولا يمكن أن نقدم على أي عمل يوقعنا في خندق آخر لا تكون المملكة العربية السعودية راضية عنه”.
أضاف: “من هذا المعطى، لا أستطيع أن أشعر إلا أن الخليج يحترم الإرادة الشعبية اللبنانية وإرادة المكون السني، وهذه الصرخة التي سنشهدها في الغد قائلة: نعم لسعد الحريري، فليعد سعد الحريري. كما أني أعتقد أن المملكة ستواكب فكرة عدم التدخل بالشؤون الداخلية والتفصيلية للمجتمع اللبناني، وهذا أمر لا بد أن نشهد له ولدولة الإمارات المشكورة ولكل دول الخليج من دون استثناء، هذا الدور القيادي والريادي الذي يفترض أن تلعبه”.
بعد ذلك، استقبل الحريري السفير المصري علاء موسى وعرض معه لآخر التطورات على الساحتين المحلية والإقليمية والعلاقات بين البلدين.
بعد اللقاء، قال السفير موسى: “إنه يوم مهم بالنسبة إلي أني حظيت بلقاء الرئيس الحريري. وفي الحقيقة أني أراه لقاء طبيعيا في هذه المرحلة، وهو يحمل أهمية. الرئيس سعد الحريري لديه أفكار كثيرة وارتباط بلبنان حتى وهو في الخارج، وقد كانت فرصة لأن أستمع منه لتقييمه للمرحلة ورؤيته لما هو قادم من أيام. أنا سعيد بهذه الفرصة وإن شاء الله نرى ما سيأتي القادم به”.
سئل: هل مصر تشجع على عودة الرئيس الحريري سياسيا؟ وهل الظروف الإقليمية تشجع على ذلك؟
أجاب: “في النهاية، إنه قرار الرئيس الحريري. وبالتالي، أوصيكم بأن تسألوه هذا السؤال لتجدوا لديه الرد، إنما نحن نرى أن أي شخص لبناني وطني لديه الحق الكامل بالمساهمة في بناء دولته واستقرارها. قرار الرئيس سعد الحريري يُسأله عنه هو شخصيا”.
سئل: هل يمكن أن تسقط معاهدة “كامب دايفيد” بسبب العدوان الإسرائيلي على رفح؟
أجاب: “أرجو منكم التركيز أكثر على الجهود التي تتم الآن من أجل إحلال الهدنة في غزة، وصولا إلى وقف إطلاق نار دائم، وأيضا الجهود المتعلقة بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. وأعتقد أن هذا هو الاختبار الحقيقي وما نعمل عليه الآن، وإن شاء الله نجد أمورا طيبة”.
واستقبل الحريري السفيرة القبرصية ماريا حجي تيودوسيو، وبحث معها آخر التطورات والعلاقات الثنائية.
بعد اللقاء، قالت تيودوسيو: “أتيت لكي أعبر عن احترامي وتقديري لذكرى الرئيس الراحل رفيق الحريري في ذكرى اغتياله، ولكي أذكر بالعلاقات الوثيقة التي تتمتع بها بلادي مع لبنان، والعلاقات الشخصية التي تربط الرئيس سعد الحريري بالحكومة القبرصية فترة توليه رئاسة الحكومة”.
كذلك التقى الحريري السفير الروسي ألكسندر روداكوف في حضور مستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان وعرض معه للتطورات والعلاقات الثنائية بين البلدين.
بعد اللقاء، قال روداكوف: “التقينا اليوم مع دولة الرئيس سعد الحريري، وهذه اللقاءات نادرة جدا، مرة كل سنة، ونحن نتمنى أن نعود إلى اللقاءات التي كانت قبل الأزمة، ونحن نلتقي دولته ونناقش بعض الأمور الداخلية والإقليمية مرارا، وطبعا نحن نسعى دائما لإيجاد الحل للبنان بأي إمكانية، إمكانية التوافق بين الأحزاب والحركات، ونعتبر أن دور دولة الرئس مهم جدا في هذا الإطار. وقد رأينا في الأيام الأخيرة العديد من المقالات في وسائل الإعلام والتي تتحدث عن دور روسيا في هذا المجال. وأنا أكيد أن روسيا الاتحادية ترحب دائما بأي زيارة للرئيس الحريري إليها”.
سئل: هل سيلبي الرئيس الحريري هذه الدعوة؟
اجاب: “نحن نرحب دائما بزيارة الرئيس الحريري متى كان الوقت والإمكانية متوافرين، وأنا أعتقد أن هذه الدعوة ستتم تلبيتها”.
سئل: هل هناك ملفات معينة سيتم بحثها في هذه الزيارة ترتبط بزيارة المسؤولين اللبنانيين إلى موسكو؟
اجاب: “أنتم تعرفون من خلال الأحداث الأخيرة أن أبواب موسكو مفتوحة لكل أطراف المجتمع اللبناني ودور موسكو وموقفها تجاه الأزمة اللبنانية واضحان جدا. نحن نرحب وسوف ننادي بإيجاد الحل للبنان كجمهورية مستقلة ذات سيادة”.
كما التقى الحريري النائب آلان عون في حضور الوزير السابق غطاس خوري.
بعد اللقاء، قال عون: “كانت مناسبة لكي أزور الرئيس الحريري، كما فعلت في العام الماضي لإبقاء هذا التواصل قائما في هذه المناسبة الخاصة والحزينة التي يأتي لإحيائها في لبنان، وإعادة التأكيد على غربتنا في عودته، خاصة بعد الاستنتاج الذي توصل إليه كل اللبنانيين في هاتين السنتين بشأن الفراغ الحاصل والخلل على صعيد المعادلة الوطنية، وما نراه في ظل الأفق المقفل في السياسة. وأعتقد أن الساحة السياسية اليوم بحاجة إلى عاقلين، والرئيس الحريري سواء اختلفنا معه في السياسة أو اتفقنا معه، وربما نختلف معه، وإنما يبقى أحد العاقلين في هذه التركيبة السياسية، ويبقى له دور يلعبه في بلد معقد وصعب للغاية. يمكننا أن ننظّر كثيرا عن لبنان، لكن الواقع الذي يعيشه اللبنانيون مختلف عن كل هذا الكلام، هذا الواقع هو عجز وشلل وأزمات إلى ما لا نهاية، وهذه الأزمات لها مقاربات مختلفة وواقعية وفي أحيان كثيرة تحتاج إلى مقاربات شجاعة، وأعتقد أن الرئيس الحريري، لو كان لا يزال موجودا ومشاركا ولديه الحجم المطلوب داخل المؤسسات، لكان عاملا مساعدا في تفكيك الأزمة التي نعيشها. في هذا الإطار أتي كلامي في مجلس النواب، وفي هذا الإطار أنظر إلى هذا الأمر. طبعا أنا أشعر مع كل جمهور الرئيس الحريري الذي يشتاق إليه، وأنا أقول لهم أني واحد منكم، فقد عشت هذه التجربة مع زعيمي حين غاب عن لبنان قسرا، وربما أكون أكثر شخص يمكنه أن يعيش معكم شغفكم لعودة زعيمكم إلى لبنان، وإن شاء الله تتحقق هذه الأمنية في أول فرصة”.
سئل: هل أنت هنا بشكل فردي أو هناك تنسيق من تحت الطاولة مع “التيار الوطني الحر”؟
اجاب: “أتيت بمبادرة شخصية ورأيت الرئيس الحريري كما فعلت في السنة الماضية وليس بعيدا عن الإعلام. الموضوع لا يحتاج إلى كثير من الأبعاد والخلفيات، إنما رأيي في موضوع عودة الرئيس الحريري يشاركني فيه “التيار الوطني الحر”، رغم كل الخلاف السياسي”.
سئل: حتى الوزير جبران باسيل؟
اجاب: “بالتأكيد، الجميع اليوم في “التيار الوطني الحر” يشاركني بضرورة عودة الرئيس الحريري إلى الحياة السياسية، رغم كل الخلاف السابق الذي كان موجودا والذي ربما يستمر في حال عاد، لكن هذا الموضوع له علاقة بتركيبة لبنان التي تعتبر غير صالحة. إذا أردتم إيجاد تركيبة للبنان غير طائفي بنظام علماني أو عددي فليكن، ولكن في النظام الذي نحن فيه اليوم فإن هذا يحتاج إلى توازنات وزعامات، هي مفقودة اليوم عند شارع الرئيس الحريري بغيابه، وهذه الزعامات ليست مفقودة لأنه حجزها لنفسه، بل هو أعطى فرصة للجميع واعتزل العمل السياسي وفتح الباب للجميع، إنما لم يتمكن أحد من ملء هذا الفراغ”.
سئل: هل لديكم ندم؟
اجاب: “لا علاقة للموضوع، إذا اختلفنا في السياسة مع أحد فهذا لا يعني أنه يجب أن يغادر. هو لديه ظروفه وقرر أن يغادر. أتمنى أن تتغير هذه الظروف ويعود وإن كنا في مواقع مختلفة. حتى حين يكون البلد منطلقا يكون الجميع مختلفين فيما بينهم، منطلق بأضداده. حين نريد أن نكون إيجابيين نقول عن ذلك تنوعا داخل الشعب، وحين نكون سلبيين نقول أننا شعب مليء بالأضداد. نحن مكونات طائفية مختلفة وهذه الطائفية تنعكس أيضا في السياسة. لننطلق من هنا. جميعنا مختلفون، وتبقى قدرة كل شخص على أن يحاول أن يتفق مع الآخر، وأعتقد أن هذا التحدي سيبقى موجودا عند اللبنانيين طالما أن هذا النظام قائم على مبدأ التوافق. لا أحد يتوافق مع نفسه بل مع من ضده وخصمه”.
سئل: هل سنرى الوزير جبران باسيل في بيت الوسط هذا الأسبوع؟
اجاب: “هذا الأمر يعود إليهما إن كانت لديهما الإرادة باللقاء من عدمه. في كل الأحوال، أتمنى الخير والتقارب بين كل اللبنانيين”.
سئل: كيف كان جو الرئيس الحريري؟
اجاب: “جو الرئيس الحريري إيجابي، وهو يعي كل الظرف القائم في لبنان والمحيط بالبلد”.
سئل: هل هو منفتح على إعادة الشراكة من جديد مع التيار الوطني الحر؟
اجاب: “لم ندخل بهذا القدر بتفاصيل الموضوع. تحدثنا قليلا في الوضع السياسي العام وكيفية الخروج من الأزمة في لبنان وقراءة الوضع في غزة وما يحصل فيها وما يمكن أن ينعكس على لبنان. لم ندخل كثيرا في هذه الجلسة بدهاليز السياسة اللبنانية، ولكن الرئيس الحريري يملك علاقاته السياسية ووفقا لتجربته السابقة سيعرف كيف يعيد ترميم العلاقات أو غير ذلك.
ما يهمني أن أقوله أنني اليوم أضع وزني في هذه العلاقة في خدمة تقريب العلاقات بين الفريقين والجمهورين والمكونات التي أنا جزء منها والرئيس الحريري جزء منها، فأنا في النهاية لست مقطوعا من شجرة بل لدي رمزيتي وحيثيتي، وبالتأكيد أخدم فريقي بكل تقارب يمكنني أن أحدثه على المستوى الوطني مع الآخرين”.
سئل: هل تشاورت مع الوزير باسيل بخصوص هذه الزيارة؟
اجاب: “ماذا يهم ذلك؟ أنا اليوم لست مكلفا بأي وساطة أو غير ذلك. ما الذي يهم إن تحدثت معه أم لم أتحدث. كل الأمور تأتي ضمن سياق سياسة التيار، وجميعنا لدينا هامشا نتحرك من خلاله، وبالتأكيد عودة الرئيس الحريري إلى الحياة السياسية هي رغبة عبّر عنها التيار سابقا بعد رحيل الرئيس الحريري وهو يعبر عنها دائما، ووجودي هنا ليس خارج هذا السياق بل ضمنه”.
واستقبل الرئيس الحريري السفير الأسباني خيسوس سانتوس أغوادو بحضور الوزير خوري، وعرض معه للعلاقات الثنائية بين البلدين وآخر التطورات.
كما التقى السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو وعرض معه للأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.
كذلك التقى الحريري كلا من: مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، يرافقه رئيس شعبة المعلومات العميد خالد حمود، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي ونائب رئيس جهاز أمن الدولة العميد حسن شقير، وعرض معهم للأوضاع الأمنية في البلاد.