قرار لحزب الله… للمرة الأولى في تاريخه!
لم تنتهِ بعد تداعيات الكلام الذي
أدلى به عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي في جلسة مناقشة
البيان الوزاري. في الأمس، حصل تطوّرٌ في القضيّة يعتبر الأول من نوعه في
تاريخ حزب الله.
دخل حزب الله الى الحياة السياسيّة للمرة
الأولى في انتخابات العام ١٩٩٢ النيابيّة. ومنذ ذلك التاريخ، بدأت كتلته،
التي اتخذت لاحقاً تسمية كتلة الوفاء للمقاومة، تتوسّع عدداً.
انضمّ النائب نواف الموسوي الى الكتلة في
العام ٢٠٠٩، بعد أن تولّى مسؤوليّات حزبيّة عدّة كان أبرزها تولّيه
العلاقات الدوليّة التي تستوجب تملّك صفات الدبلوماسيّة والتواصل والقدرة
على الحوار، وهي صفات عُرف بها ابن أرزون في صور.
إلا أنّ الأشهر الأخيرة شهدت تحوّلاً في سلوك
الموسوي عبّر عنه في أكثر من مناسبة، خصوصاً منذ أن دخل عالم “تويتر”
ليسقط فيه مراراً عبر تغريدات مثيرة للجدل، كان أبرزها سخريته من فوز
المخرجة اللبنانيّة نادين لبكي بجائزة التحكيم في مهرجان “كان”.
إلا أنّ السقطة الكبرى التي أحرجت حزب الله،
وأرغمته، للمرة الأولى في عمله البرلماني، على الاعتذار، فكان الكلام الذي
توجّه به الى النائب سامي الجميّل وقوله إنّ رئيس الجمهوريّة وصل الى سدّة
الرئاسة ببندقيّة المقاومة، وأنّ الرئيس الراحل بشير الجميّل وصل على متن
الدبابة الإسرائيليّة، مطلقاً صفة العمالة عليه.
لم يمرّ تصرّف الموسوي مرور الكرام لدى قيادة حزب الله. فقد علم موقع mtv أنّ قراراً صدر بتجميد ممارسة العمل البرلماني للموسوي لمدّة طويلة، عقاباً على سلوكه وكلامه، وهو تغيّب عن اجتماع كتلة الوفاء للمقاومة الذي انعقد أمس (الصورة)، كتطبيقٍ لمفعول القرار.
وتعبّر هذه الخطوة، التي قام بها حزب الله، عن نهجٍ جديد للحزب يندرج في إطار سلسلة خطوات اتّخذها في الفترة الأخيرة وتوقّف عندها المراقبون، وهي تزيد من “لبنانيّته” ومن صورته السياسيّة لا العسكريّة. بعض العارفين يقولون، على هذا الصعيد، “الآتي أعظم”…
داني حداد/ MTV