توطين اللاجئين السوريين: قلقٌ مسيحي سنّي مشترك
إسقاط حال اللاجئين الفلسطينيين على السوريين، هو إسقاط غير علمي. فقط تم استبدل الشعب الفلسطيني بشعب آخر هو المستوطنين اليهود، سكنوا بيوته وقراه ومدنه، وذلك في إطار المشروع الصهيوني لقيام دولة اسرائيل. فلم يعد للفلسطيني مكان يعود اليه. هذه ليست حال السوريين (ما زالت أراضيهم وقراهم فارغة). وإن كان من قلق على هذا الصعيد، فمصدره مشروع حزب الله وامتداده السوري والايراني. وحده هذا المشروع له المصلحة في استقدام “مستوطنين شيعة” ليحتلوا بيوت وقرى ومدن اللاجئين السوريين السنة، وبالتالي تصبح عودته كثيرة التعقيد، إن لم نقل مستحيلة. أما القلق من تغيير ديمغرافي في لبنان نتيجة توطين اللاجئين السوريين فمشروع، لكن التغيير الديمغرافي باتجاهٍ معيّن في لبنان، سيؤدي حتماً الى تغيير ديمغرافي بإتجاه معاكس في سوريا… ليس في ذلك مصلحة للبنان، لكن في ذلك مصلحة للمشروع الايراني في سوريا، ولن يكون متضرراً من ذلك في لبنان، لأنه من السطحية والسذاجة الادعاء بأن الطائفة السنية ومن يمثلها سياسياً، أي رئيس الحكومة سعد الحريري، لهم مصلحة في توطين اللاجئين السوريين (او الفلسطينيين) لأهداف عددية وديمغرافية. هكذا توطين سيؤدي حتما إلى إضعاف الحالة السياسية “السنية اللبنانية”، ويجعلها رهن مصالح وابتزاز “السنية السورية” و”السنية الفلسطينية”. في نموذج المسيحيين الأرمن عبرة، يُسقطون أمين الجميل في الانتخابات، ويجعلون من ميشال المر زعيماً متنياً يوماً، ثم يسقطون عنه الزعامة ويحوّلونه الى مجرد نائب يوماً آخر. كما أننا رأينا حال اللاجئين الفلسطينيين السنّة، فهم حلفاء للمشروع الايراني، وأصبحت المخيمات الفلسطينية ورقة بيد حزب الله، وكيف حضرت جميع القيادات الفلسطينية الى السفارة الإيرانية للقاء محمد جواد ظريف والتنسيق معه. هل من مصلحة لسعد الحريري ان تصبح زعامته رهن خيارات وابتزاز “السوريين والفلسطينيين السنة”؟ القلق المسيحي من التوطين (اي توطين) مشروع، لكن ما ليس مشروعاً، التسليم بأن قلق أيّ فئة من اللبنانيين تكون فيه مصلحة ايجابية لفئة أخرى… هناك قلق مشترك من التوطين، ويجب مقاربته بمسؤولية، من خلال التعاون مع روسيا والمجتمع الدولي بعيداً عن السطحية والسذاجة والمهاترات السياسية الشعبوية.
مروان الأمين / MTV
