باسيل و”التيار”: زمن الدلع انتهى!
أريد لما سماها طويلا الدائرون في فلك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “حكومة العهد الأولى” أن تكون حكومة وحدة وطنية تستطيع مكوناتها إظهار تضامنها على بعض ما يسميها المسؤولون “انجازات” طال انتظارها. غير أن شريط الأحداث المحلي منذ انتهاء مسلسل التأليف لا ينفك يؤكد أن الفريق الوزاري الجديد لا ينفك يتراقص على حبال التناقضات الكبيرة بين مكوناته. ذلك أن على طريقة “ما تهزني واقف عا شوار” تترنح الحكومة على حبال العلاقات (المتوتر بعضها أصلا) بين أطرافها لا سيما بين ركني التسوية السياسية العريضة، تيار المستقبل والتيار الوطني الحر. ولم يكن ينقص هذين الحزبين اللذين نجحا أخيرا في تجاوز قطوع “سجال الفساد وذيوله بين حزب الله والرئيس فؤاد السنيورة”، إلا الخطاب الناري الذي ألقاه رئيس التيار “البرتقالي” الوزير جبران باسيل في العشاء التمويلي السنوي لـ “التيار” مساء الخميس. ذلك أن باسيل اغتنم الفرصة ليوجه انتقادات حادة إلى المشاركة اللبنانية في مؤتمر بروكسل، مسددا سهما قويا في اتجاه “شريك التسوية”، الرئيس سعد الحريري، كما للمقاربة الرسمية لملف اللاجئين السوريين. ولم يفوت باسيل فرصة انتقاد ركن الحريرية السياسية الأبرز، الرئيس فؤاد السنيورة بشكل مبطن، تحت ستار رفض تطييف ملف مكافحة الفساد. وإذا كان الرد- الذي لا يقل عنفا- لم يتأخر في الصدور عن تلفزيون المستقبل، فإن من شأن هذه الجولة الجديدة من سجال “التيارين” طرح تساؤلات عن مستقبل الانتاجية الحكومية، كما عن العلاقة على خط بيت الوسط- ميرنا الشالوحي.
إلا أن العونيين يسارعون إلى حصر الكباش المستجد في الزمان والمكان. غير أنهم لا يتوانون عن القول إن في كلام باسيل رسالة مبطنة إلى الحريري، كما إلى كل المكونات الحكومية. تبعا لذلك، لا تخفي مصادر تكتل لبنان القوي عبر “المركزية” استغرابها إزاء الرد العنيف الذي ركنت إليه قناة المستقبل الناطقة باسم “التيار الأزرق”، علما أن كل الأحزاب والقوى الحاضرة في الحكومة معنية بالكلام الذي قاله باسيل لا سيما في ما يخص “الانجازات” التي يتوقعها منها اللبنانيون.
أما في ما يتعلق بالرئيس الحريري، فتؤكد المصادر بوضوح أن باسيل ومن ورائه التيار أراد ايصال رسالة واضحة: زمن الدلع والغنج السياسي انتهى وآن الأوان للعمل، خصوصا في ملف اللاجئين السوريين”، مشددة في هذا المجال على أن اللاجئين يجب أن يعودوا إلى ديارهم اليوم قبل الغد، ومفضلة القفز فوق الكلام عن أن خطابي الحريري وباسيل أظهرا عمق التناقض بين الطرفين في ملفات استراتيجية.
وتؤكد المصادر أن التسوية الرئاسية التي كان الحزبان قد أبرماها ليست مهددة لكن هذا لا يعني الصمت إزاء المماطلة غير المقبولة في الانطلاقة الفعلية الحكومة”، مشددة على أن خطاب باسيل يأتي لحث الحريري على المضي في تأمين انتاجية الحكومة، خصوصا أننا في بلد من المفترض أن تعقد فيه جلسات لمجلس الوزراء مرتين أو ثلاثا في الأسبوع على الأقل بدلا من إضاعة الوقت في السفر”.
المركزية