هذه كواليس واشنطن – الفاتيكان… وعرض للبنان؟
التطورات تتسارع في المنطقة. الرياح الأميركيّة هبّت وشملت وُجهتها لبنان و”حزب الله”، وما لا يعلمه أحد حول الكواليس سيُفصح عنه موقع mtv في هذه السطور. مُشوّقة هي السياسة الأميركية، وهنا نتكلّم عن سياسة الولايات المتحدة حيال العرب ولبنان على وجه الخصوص. يعتقد المتابع من بعيد أنّ الأميركيين أخلوا الساحة اللبنانية، أقلّه خلال السنتين الماضيتين، لـ”حزب الله” والمحور السياسي والعسكري الذي يُمثّل، إلاّ أن ما يجري فعلاً تكتيكٌ أميركيّ جديد سيظهر تباعاً. في أميركا اليوم كلمةٌ من نوع آخر بدأت تتجلّى بشكل واضح في بيروت. كثّفت واشنطن زيارات موفديها الرسميين إلى لبنان ورفعت مستوى إرسالاتها، و”رسائلها”، وصولاً إلى المساعد الأول لوزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد الذي عبّر عن مواقف واضحة ومرتفعة السقف خلال مجالسه الخاصة واجتماعاته مع القيادات اللبنانية حول النفوذ المتنامي لـ”حزب الله” داخل الدولة، إلى حدّ استدعى الأمر زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو شخصياً. ولكن، قبل الحركة الأميركية المستجدّة، قامت الفاتيكان بخطوةٍ استثنائية تمثّلت في زيارةٍ هي الأولى من نوعها لدولة الإمارات العربية المتحدة. مصدر رفيع على تواصل مباشر مع الإدارة الأميركية كشف، لموقع mtv، عن “تماهٍ عميق بين واشنطن ودوائر الفاتيكان على صعيد الخطوات التي يقوم بها الدبلوماسيون الأميركيون تجاه الشرق الأوسط، والدول العربية، مقابلةً مع الخطوات الإستثنائية التي وضعها البابا فرنسيس على أجندة العمل منذ ما قبل زيارته التاريخية إلى الإمارات ضمن إستراتيجية هادفة للسلام والتعايش وتعزيز حضور المسيحيين”، لافتاً إلى “وجود دراسة رسمية حديثة أظهرت مقتل أكثر من مليون مسيحي في منطقة الشرق الأوسط منذ العام ٢٠٠٥ حتى ٢٠١٥ من أصل ٢٥٠ مليون مسيحي مضطهد”. وفي صدارة الإهتمامات المشتركة أيضاً، الدور المفقود الذي على المسيحيين أن يستعيدوه في ظل التبدلات الإقليمية والدولية التي طرأت خلال الخمس سنوات الأخيرة. ووفق المصدر، فإنّ “التماهي الأميركي – الفاتيكاني بلغ الوضع السياسي والديموغرافي المتراجع الذي وصل إليه المسيحيون في لبنان- قيادات وجماعة- أمام توسّع نفوذ “حزب الله” والتأثير الإيراني في بيروت وتضاعف قدرته على تجيير قرار الدولة، خصوصاً أنّ لبنان هو الجمهورية العربية الوحيدة التي يترأسها رئيسٌ مسيحي عربياً في موقع جغرافي يصل الشرق بالغرب”. وعلى هذا الخط، ينقل المصدر أنّ “نتائج زيارة بومبيو قد لا تظهر في القريب العاجل، وهي تقف عند الجواب الذي سيسمعه من الرئيس ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل”، كاشفاً أنّ “بومبيو قام بطرح عرض جدّي يضع لبنان على خارطة التأثير ويرتبط بملف النازحين السوريين والملف الإقتصادي ودعم الجيش اللبناني ومواجهة الإرهاب الديني، إلاّ أنّ هذا العرض مشروط بتوجّه الدولة نحو معالجة السرطان الداخلي الذي يتحكّم بها كي تتمكّن الإدارة الأميركية من إعادة صبّ أموالها في لبنان”. في جعبة واشنطن الكثير باتجاه بيروت عشية عودة دونالد ترامب رسمياًّ إلى السباق الرئاسي الأميركي… أميركا لم تُخلِ الساحة، فأيّ بصمة سيترك ترامب في السجلّ السياسي للبنان؟ بومبيو يملك الجواب، ولعلّ السطور المذكورة ستتبعها أخرى أكثر سخونة قريباً…