“جذوة من ثلوج جبل الشيخ” عمر شبلي يقرأ سلمان زين الدين
استضاف منبر المجلس الثقافي للبقاع الغربي وراشيا بالتعاون مع بلدية جب جنين واتحاد بلديات البحيرة، احتفالية توقيع ومناقشة كتاب ” جذوة من ثلوج جبل الشيخ” للشاعر والناقد ” عمر شبلي” قراءة في شعر ومؤلفات الشاعر “والمفتش التربوي” سلمان زين الدين” حيث قدم للندوة الدكتور علي أيوب وتحدث فيها رئيس المجلس الثقافي المحامي الشاعر صالح الدسوقي، والدكتورة هالة أبو حمدان والدكتورة هدى معدراني، إضافة إلى قراءة نقدية مكتوبة للاستاذة المحاضرة في الجامعة اللبنانية درّية كمال فرحات.
حضر اللقاء النائب السابق الدكتور أمين وهبي، وكيل داخلية التقدمي في البقاع الغربي حسين حيمور ممثلا وزير الصناعة وائل ابو فاعور، مدير مركز عمر المختار التربوي محمد نجم الدين ممثلا النائب عبد الرحيم مراد ووزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد، المدير العام السابق لوزارة السياحة محمد الخطيب، الباحث الدكتور سعد كموني، والسفير علي الجاروش، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ بشير حماد، امين سر المجلس الثقافي مروان درويش واعضاء الهيئتين الإدارية والعامة، وحشد من المثقفين والشعراء والادباء ومتذوقي الادب ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات من القرى.
تحدث في اللقاء مرحبا ومعرفا الدكتور علي أيوب فقال: ” إنّه شرف لي أن أعتلي منبراً ثقافيّاً رائداً في الثقافة والابداع بحجم منبِر المجلس الثقافي للبقاع الغربي وراشيا، وأن أكون مقدّم احتفال لمولولد جديد للشاعر عمر شبلي يتضمّن دراسة نقديّة في شعر الشاعر سلمان زين الدين، القامة الثقافية العريقة. فعمر شبلي شاعر أطلق العنان لنفسه، وأخذ على عاتقه الكتابة الشعرية والنقديّة، وها نحن اليوم أمام مولوده الجديد الذي يحمل الرقم الثاني والثلاثين، منها تسع عشرة مجموعة شعرية، وأحد عشر كتاباً نثرياً، وهذا الكتاب بعنوان “جذوةٌ من ثلوجِ جبلِ الشيخِ” قراءة نقديّة في شعر الشاعر والناقد سلمان زين الدين حيث غاص في الأعماق الفكريّة، وعرّج على الغنائية الشفيفة والجمالية العالية. معلّلاً خياره بالقول: “أحببت شعر سلمان زين الدين فكتبت فيه، ولولا حبّي إيّاه لجفوته، وهذه شهادة للكلمة التي ما زالت تخرج من فم سلمان زين الدين إلى قلوب محبيه”. ويخلص بنتيجة الدراسة إلى أنّ سلمان شاعر جميل ، وآمل أن تستمرَّ جذواته لنرى شعراً جميلاً في عصر أصبحت فيه الأرواح قاحلة، وصارت بحاجة لغيث يعيد لها خصبها”. ويحرّف عمر شبلي قول الشاعر فيرلين في آرثر رامبو: “كان وحشيّاً رائع التمدّن”، فيقول :”كان قرويّاً رائع التمدّن” وهي قرويّة عصمته من تلبّس المدنيّة بما يناقض قرويّتَه باستمرار. فالقرية هي أبجديات كتابته، وجبل الشيخ كان معلّمه الجبليَّ الذي يحدّق في الأعلى كما رأى في شعره.
الدسوقي
الشاعر صالح الدسوقي قال “عمر شبلي” ليس شاعراً وأديباً مُميَّزاً على مستوى لبنان فحسب، وإنَّما هو شاعر العرب بامتيازٍ، والأديب النَّاثر الَّذي لا يُشَقُّ له غبارٌ.وفي مقدِّمة الكتاب، قد أفاض”عمر”، في شرح ماهيَّة النَّقد، الَّذي يراه جرأةً واقتحاماً وإضافةً، وهو بنظره أبعد ما يكون عن الشَّرح والتَّعليق، إنَّه علم التَّأويل، والتَّأويل لا يكون إلَّا في النَّصِّ الإبداعيِّ، حيث يكون بإبداعيَّته حمَّال أوجهٍ.
وتابع إنَّ كثيراً من الصُّور والإيحاءات والابداعات الَّتي يكتشفها النَّاقد أحياناً، لم تخطر أساساً ببال صاحب النَّصِّ، وهنا تُعتبَر إضافةً وكتابةً على الكتابة، وقد يراها ناقدٌ آخرُ على وجهٍ مُختلِفٍ.
وقال “في الدُّخول إلى شعر”سلمان” من باب نقد”عمر”، فقد ولج الكاتب إليه من باب الحبِّ بقوله:” أحبَبْتُ شعر سلمان فكتبْتُ فيه”، وانطلق صريحاً ليؤكِّد أنَّ”سلمان” كان في كلِّ شعره عاشقاً قرويّاً رائع التَّمدُّن، وظلَّ قاموس القرية يُغري الشَّاعر ويلاحقه بكلِّ ما تجسِّدُهُ تفاصيل الطَّبيعة، من شجرٍ وترابٍ وينابيع، وجبلٍ شاهقٍ أبيض.
وأضاف ” تلك الطَّبيعة تطوَّرت وتحوَّلت مع الشَّاعر بتحوُّلات عمره، هذا صحيحٌ فالمتصفِّح شعرَ”سلمان” يجدِ الطَّبيعة مجسَّدةً فيه بكلِّ تفاصيلِها، ويرى فيها عاطفةً مشتعلةً، وعِشقاً لا تنطفئ الحرائقُ فيه.
وتابع “إنَّ “سلمان” ابن القرية الَّتي وهبها “جبل الشَّيخ” ــــ كما قرى وادي التَّيم ــــ ضوءاً لتصبح كوكباً ومنارةً مُشعشِعةً، وعلى ضوء ثلوجها، وزئير عواصف شيخ الجبال، وفي هذا المناخ كان”سلمان” يسرق شعراً، وكان جبليّاً رائعَ التَّمدُّن.
أبو حمدان
الدكتورة هالة أبو حمدان قالت “يحمل سلمان زين الدين كلماته مثل مصباح يضيء به ليل الكون، فتشع مشكاته بنور يرسم الجمال والحب، في استغراق صوفي نابع من قلب يفيض بأسئلة الوجود المرهفة. قصائده هي جرح في الغيب، هي بوح مستمر. يجهد للوصول إلى الحقيقة لكنه لا يصل. فالوصول هو شكل من أشكال النهاية أو الغياب. شعره يشهد على خصوصية وقدرة ولغة متناسلة في ذاتها، في مكانها وزمانها، وتتشابك مع وعي الإنسان والمعرفة والحياة. هو أشبه ما يكون بقيثارة تعزف صوراً اختزنتها ذاكرته من مشاهد الطبيعة في قريته. نزعته صوفية وهاجسه وحدة الوجود. يؤمن بالارتقاء وصولاً إلى الذات المطلقة. كلماته تلامس جوهر الإنسان والحياة، هذا الجوهر الذي لا يمكن مقاربته في شكل نهائي. فهو في محاولة مستمرة لملامسة هذا الجوهر الملتهب. لكن في كل ملامسة، التهاباً آخر، ناراً أخرى مفتوحة على حقول اللهب. يطرح أسئلة ترتاد المناطق القصية في الذات، وينسج ذاته قصائد تعبق بروعة روحانية. وقود شعره هو الحب، والمرأة فيه قضية إنسانية عالية. حواؤه هي شهرزاد التي “كانت تضمر فعل التغيير بانحيازها للحياة بما اختزنته من ألوهة الفعل الإنساني”. قررت صنع الحياة وإعطاءها “معناها القائم على العدل”.
وتابعت ” عمر شبلي هو الآخر شاعر خرج من رحم المعاناة والأسر والصبر. شعره مجبول بقضيته الكبرى، آمن بها على طريقته وبذل في سبيلها أجمل سني شبابه. صقلته مرارة تجربته لتجعله شديد الحساسية، ولتجعل نظرته إلى الدنيا أعمق وأشمل وأكثر إنسانية. شعره بكاء الروح ونزيف الشعور، يذرف فيه مكنوناته، وهو أيضاً قبسات فكرية صوفية وفلسفية، يكشف جمال الوجود ليزيده وجوداً. وحين يكون ناقداً، لا يخلع ثوب الشعر، بل يزخر نقده بالصور الشعرية والبلاغية واستحضار أفكار الكثير من المفكرين والشعراء. يقول إن “الشاعر يجب أن يكون ناقداً قبل أي شيء آخر”. نقده ليس هدماً، بل يهدف لاستخراج ما هو مكنون ومغطى في النص الإبداعي، هو “خلق معنى من المعنى” عبر التأويل. نقده كاشف لمواطن الدهشة والابداع في النص الذي يتناوله. يخوض في شعر سلمان زين الدين دون أن يخلع انحيازه لتلك الجذوة التي تشع نوراً في شعر هذا الأخير. نقده “يتّسم بالحب” كما يقول، “لأن الحب وحده يغري بالاكتشاف ورؤية ما لا يرى”. برأيه، الشاعر الكبير هو مثقف كبير، لكن الوجدان الشعري يتمرّد على الحضور الثقافي، و”الشعر هو الدليل الأبقى على بقاء الحياة”.
معدراني
يعلم المتلقي أنّ شاعراً كبيراً مثل عمر شبلي لا يلفت انتباهه إلّا الفرادة ولا تستهويه إلّا القمم، فتعانق قامته جبل الشيخ ويقف ندّاً له، ولا يرى فيه إلّا ما هو انعكاس لروحه المتأهبة الثائرة، فتثيره جذوة النار في شعر سلمان زين الدين لتكون صدى لجذوة النار المشتعلة دائماً في خيال عمر شبلي، وتكون ثمرة اللقاح” جذوة من ثلوج جبل الشيخ”.
وكما يقول المثل الشعبيّ المغربيّ: “أحوال الدّار على باب الدار” فإنّ شعرية عمر شبلي تتجلّى للقارئ من صفحة العنوان، إذ يلتقي في هذا العنوان الضدّان ليجمعهما المكان، وليعكسا شخصية الكاتب الثائر المتمرّد.
وقالت “كلمتان متناقضتان على المستوى الحسّي المادي، فلا لقاء بين النار والثلج، فالجذوة، الجمرة، النار المشتعلة على تضادٍ حسّي مع الثلوج. وهكذا، يجمع الشاعر الناقد ما لا يجتمع عادة، لكن سرعان ما يبرز التشاكل المعنويّ المتجانس بينهما. فالجذوة قنديل مضيء لا يمكن إخفاؤه، وثلوج جبل الشيخ بارزة ظاهرة ساطعة عصيّة على التلاشي. كلاهما يلوح من بعيد، يثير الرائي ويستقطبه.
وتابعت ” دخل عمر شبلي مملكة سلمان زين الدين ممدّداً بمدخل، ثمّ بدأ يسير تحت أقواس قزح، وطاب له المقام فتناول المكان والزمان والصياغة والضمائر المنفصلة والدروب ومسالكها. وخرج بمحصّلة هي أنّ سلمان زين الدين كان نسيج ذاته في نتاجه كلّه. ورآه شاعراً مجيداً يعنى بالفكرة والصياغة في آن، ورأى أنّ قول الشاعر فيرلين في الشاعر آرثر رامبو “كان وحشيّاً رائع التمدّن” مناسباً لسلمان زين الدين ” شاعر قرويّ رائع التمدّن” . كلماته بسيطة كالقرية، تشرق مع الشمس وتنأى عن الرمز الغائص في الغموض. أخذ رموزه من الطبيعة، وصارت تفاصيل الطبيعة رموزاً لمكنوناته الداخلية، حلّ فيها وحلّت فيه.
عن طريق الحبّ وجد عمر شبلي نفسه سالكاً درباً تحت أقواس قزح، فكان عوداً على بدء، إذ أكّد بذلك ما ذهب إليه في أثناء تقديمه للنّقد ، دفعه الحبّ إلى سحر التجميل والتأويل، فكان لا يكتفي بالشرح والتعليق، وإنّما يؤوّل ويستعين بالتجارب الشعريّة العربيّة والعالميّة، ليقدّم وجهة نظره، ويدعمها ويقارن بين الشعراء، ليظهر الثقافة والتباعد، فقد يلتقي الشعراء في تناول فكرة ما وكلّ واحد يقدّمها بطريقته، وتبقى الشاعريّة نابعة من صخب الذات في صياغة الكلمات. وبهذا، تبقى لكلِّ شاعر سمته المتحدّرة من تكوينه الروحيّ والبيئي والاجتماعي.
فرحات
الدكتورة درية فرحات قالت ” أوّل ما يستوقفنا عند قراءة كتاب “جذوة من ثلوج جبل الشّيخ ( قراءة في شعر سلمان زين الدين)”، للشّاعر عمر شبلي هو العنوان. والعنوان هو من الهوامش التي تحيط بالنّص، ويعدّ من أهم النّصوص الموازية للنص إذ أنّه أوّل ما يصافح بصر وسمع المتلقي، وهو المفتاح الذي ستُفتح به مغاليق النص، العنوان مفتاح أساسي يتسلّح به المحلّل للولوج إلى أغوار النصّ العميقة قصد استنطاقها وتأويلها ،ودراسة العنوان من الآليات التي اهتمّت بها الدراسات السّيميائية فكانت دراسة مجموع “النّصوص التي تحيط بمتن الكتاب من جميع جوانبه: حواشٍ وهوامش وعناوين رئيسة وأخرى فرعيّة وفهارس ومقدمات وخاتمة وغيرها من بيانات النّشر المعروفة التي تشكّل في الوقت ذاته نظامًا إشاريًّا ومعرفيًّا لا يقلّ أهمية عن المتن الذي يحيط به، بل إنّه يؤدّي دورًا مهمًّا في نوعية القراءة وتوجيهها.
وأضافت” يتكوّن عنوان الكتاب من قسمين: عنوان أساسيّ وعنوان فرعيّ. العنوان الأساسيّ يتكوّن من خمس كلمات، وكما يقول جيرار جينت فإنّ العنوان مجموعة من العلامات اللسانيّة يمكن أن توضع على رأس النّص لتحدّده، ومن خلاله يمكن أن نصل إلى دلالات متعدّدة، فهكذا يقودنا عنوان هذا الكتاب إلى فهم دلالاته ووظيفته، فهو من أهم العتبات النّصيّة الموازية المحيطة بالنّص الرئيس، حيث يساهم في توضيح دلالاته، واستكشاف معانيه الظاهرة والخفية إن فهمًا وإن تفسيرًا وإن تفكيكًا وإن تركيبًا. ومن ثم فالعنوان هو المفتاح الضّروري لسبرِ أغوار النّص، والتّعمق في شعابه التّائهة، والسّفر في دهاليزه الممتدة، ومن خلال ذلك نربطه بنتاج الشّاعر الأستاذ سلمان زين الديّن، واكتشاف مفهوم النّقد عند الشّاعر عمر شبلي.
شبلي
صاحب المؤلف الشاعر عمر شبلي قال “ربما تأخر جيلنا كثيراً في البقاع الغربي وراشيّا في انجاز فعل ثقافي مؤثّر بشكل تغييري وعميق في مجتمعه، وربّما كان للمراحل القاسية التي مررنا بها دور بارز في تأخر مشروعنا الثقافي، مع أن هذا ليس عذراً كافياً، فالولادة قاسيىة ومؤلمة دائماً. كان علينا في هذه المنطقة المملوءة بالمواهب أن نجعل أغنياتنا وثقافتنا آخر ما يسمعه من يموت منّا، كان الضجيج السّياسي الأجوف يصمّ آذاننا وقلوبنا عن معاشرة الكلمة التي كانت في البدء. لقد كانتالكلمة ممنوعة من الصرف، وكانت تباع في سوق الكساد. كانت السياسة في بلادنا مرضاً، وكنّا نعاني منه، كنّا ننزف دماً مقهوراً من الداخل والخارج معاً، وهذا أسّس لشراسة الكلمة وإيمانها ولزوم انطلاقها كالرصاصة على السياسة العربيّة. بقاعنا اليوم يحاول أن يقوم، أعني أنّه يحاول أن يبدأ من الكلمة، لآنّها وحدها التي تخرجنا من حظائر التخلّف في عالم مملوء بالمعرفة. فليست للكلمة قيمة إلّا إذا كانت تناضل تحت راية نظيفة، ومن أجل رفع القيود عن إنسانية الإنسان. وعلى المثقّف اليوم أن يجبر السياسي على احترام الفعل الثقافي، الذي انسحب إلى المقاعد الخلفية في مسيرة أمتنا، أمتنا اليوم بحاجة إلى أقلام مؤمنة برسالتها العظيمة، وعلى الكلمة أن تقف إلى جانب سكيّنة الفتى الفلسطيني عمر أبو ليلى التي استلّها من مطبخ أمّه، تلك السكّينة التي كانت أعلى قدرة من كلّ أسلحة الأنظمة العربيّة. ونحن المثقفين علينا أن نتعلّم الكلمة والكتابة من مرثاة أمّ فتى فلسطين عمر أبو ليلى، التي كانت كلماتها وحدها هي الحاضرة في عرس ابنها عمر الذي زفَّ إلى تراب بلاده في ثوب الشهادة الجميل.
زين الدين
ثم تحدث المحتفى بشعره الشاعر سلمان زين الدين فقال:” في المرات السابقة التي وقفت فيها على هذا المنبر كان الآخرون من الاصدقاء هم الموضوع، هذه المرة انا هو الموضوع، هكذا اراد الشاعر الكبير عمر شبلي عندما وضع كتابه كتابي “جذوة من ثلوج جبل الشيخ”.
وقال زين الدين” يتهمني عمر شبلي “بالجمر في زمن الرماد” صحيح يا صديقي نحن محكومون بالرماد المقدس الذي وصل الى قمة اجسادنا، لكن الصحيح ايضا ان هذا الرماد المقدس لن ينال ابدا من غور ارواحنا العميقة، انا اعترف بهذه التهمة ، واقبض على الجمر، وسأبقى اقبض عليه ومستعد لدفع ضريبة الاحتراق بكل طيبة خاطر.
وتابع ” في 4 ايلول من العام 2016 التقيت بالشاعر عمر شبلي في ثانوية المنارة على هامش احتفال تربوي، يومها لم تكن معرفتي وثيقة به وقد سبق ان التقيته في مكتب المجلس السياسي للحركة الوطنية في بيروت، ولكن بين اللقاءين كنت قد قرأت له العناد في زمن مكسور واعترف ان الكتاب أوجعني. وتابع اهديت عمر شبلي مجموعتي الشعرية ” ضمائر منفصلة” التي منحتني جامعة سيدة اللويزة عليها جائزة سعيد عقل للشعرفي العام 2015، ثم اتصل الشاعر عمر شبلي بعد بضعة ايام ليقول ” في منطقتنا شاعر كبير ولا أعرفه، فكان ذلك الاتصال بداية صداقة اعتز بها، وكتب عمر شبلي 18 صفحة عن المجموعة نشرت في مجلة في نويورك وفي جريدة الانوار ايضا، ثم اقيمت ندوة في ثانوية راشيا في 21 نيسان في العام 2017 حول مجموعتي الشعرية دروب، وكان من دواعي سروري ان يكون عمر شبلي مشاركا فيها مع الدكتور علي زيتون والدكتورة هالة ابو حمدان،فكتب 12 صفحة وعندما قرأ هنري زغيب المقال اتصل بي وقال اريدك ان تعرفني بهذا الشاعر.
واضاف “خلال مشاركتي في ندوة حول مجموعته الشعرية ” أذان الحكام لها حيطان” يومها قال لي اريد ان اكتب كتاب عن اعمالك الشعرية وكان لهذا الخبر وقع فرح كبير علي ثم صدر الكتاب الذي نحتفي به اليوم وانا افتخر بان قامة شعرية ادبية كبيرة بحجم عمر شبلي كتبت عني بوصفه مثقفا وناقدا وشاعرا كبيرا وهو صديق كبير.
ثم شكر زين الدين الشاعر صالح الدسوقي الذي “عرفته منذ اربعين عاما عندما كنت تلميذا في دار المعلمين والمعلمات في بيروت آتيا من الريف واحس بغربة المدينة” ، وجاءنا استاذ التربية الوطنية يومها واخذ يصول ويجول بنبرته الخطابية وقافه المفخمة وبلهجته البقاع غربية التي احب، فخفف الى حد كبير من غربتي، واليوم شرفني بكلمته الرائعة التي اعتز بها.
وقال” اما الصديقة الدكتورة هالة ابو حمدان “هذه السيدة المثقفة التي ربحها الأدب ولم يخسرها القانون” فهي من القلة ممن يجمعن بين تليد القانون وطريف الادب فشكرا لك. ثم شكر الدكتورة هدى معدراني الصديقة العزيزة “التي كتبت بحثا رصينا ومحكما عن مجموعتي الشعرية “أحوال الماء “نشر في مجلة الحداثة المحكمة الفصلية وهي من المرات القليلة التي يصدر فيها بحث قبل صدور الاثر الشعري، واليوم شرفتني بكلامها الجميل وتحليلها الرائع.
واعرب عن شكره للدكتورة درية فرحات التي كان ينبغي أن تكون في هذه الندوة وينبغي ان اكون انا في العباسية مشاركا معها في توقيع مجموعة شعرية.
وإذ شكر المجلس الثقافي للبقاع الغربي وراشيا على الإستضافة أعرب زين الدين عن فرحه ببشرى البناء الجديد للمجلس الثقافي، وشكر مقدم الاحتفال الدكتور علي ايوب والحضور والفعاليات .