هل ينهار البلد؟
داني حداد – موقع mtv
البلد لن ينهار، يُطمئن كثيرون، آخرهم رئيس الحكومة سعد الحريري ليل أمس. نسمع، ولا نطمئنّ. وكيف نفعل، ومصرف لبنان مقفل والسيولة مفقودة والناس في قلقٍ شديد، وقصور العدل معطّلة والعدل مفقود أحياناً، والمرفأ مشلول ومصالح الناس ترمى في البحر، والضمان مقفل والمضمونون لا ضمانة لهم، وطلاب الجامعة اللبنانيّة لن يتوجّهوا الى كليّاتهم اليوم، ولا غداً، والى أجلٍ غير مسمّى.
لن ينهار. حسناً، ولكنّنا لسنا في أحسن الأحوال. نبدو وكأنّنا على الحافة ننتظر من يدفعنا من الخلف لنسقط. والأسوأ ما نراه من استخفافٍ من بعض السياسيّين. الاستخفاف، كي لا نقول ما هو أسوأ، أن يتمّ تسريب الموازنة وتشويهها والكلام عن استهداف جيوب العسكريّين، الى ما هنالك من جنون شهدنا عليه وما زلنا.
الأزمة كبيرة يا سادة، وبعض الناس يموتون من الجوع، وبعضهم يكاد يموت من القلق، وهذا لا يوفّر غنيّاً ولا فقيراً. كلٌّ له همٌّ بحجمه. مسؤولٌ يصرّح بلا مسؤوليّة. ومسؤولٌ يلعب كرة القدم، ومرمى الناس ممزّق من كثرة الأهداف التي يعجز عن صدّها.والمؤسف، فعلاً، أنّ بعض الناس يتلهّون بالسجالات، على “تويتر” و”فايسبوك”، وجيوشٌ الكترونيّة تنشط، وبلدٌ يزداد سقوطاً في كلّ شيء. في القيم ومخالفة القوانين وفي تجارة السياسة. بلدٌ يزداد “مزرعةً”، وديوكٌ تصيح على مزابله، وما أكثرها، وغنمٌ. ما أكثر الغنم.قد تُحلّ الأزمة اليوم أو بعد أيّام. سيعود، عاجلاً أم آجلاً، المضرِبون عن إضراباتهم. وحدها صورتكم ستبقى مضروبة. “تُضربوا”… بلغة الناس.