تصعيد غزة لم ينتهِ.. تهدئة “هشة” وتحذيرات من انفجار الوضع!
رغم إبرام اتفاق وقف إطلاق نار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، عقب تصعيد استمر لمدة 3 أيام أدى إلى 27 شهيدًا فلسطينياً و150 جريحًا، تستمر التحذيرات من تصعيد عسكري محتمل على قطاع غزة.
ويعتبر التصعيد الآخير حسب مراقبين الأقوى والأكثر حدة منذ حرب عام 2014 على قطاع غزة، خاصة عقب استخدام الفصائل الفلسطينية لصواريخ تجاوزت الـ40 كيلو مترًا وضربت أسدود والنقب وعسقلان وأحياء قريبة من تل أبيب، إضافة إلى قصفإسرائيل لبنايات سكنية واغتيالها أحد قيادات حركة حماس.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد أن المعركة مع الفصائل الفلسطينية “لم تنته بعد، وأنها مستمرة لكن الجيش الإسرائيلي في مرحلة الإعداد واختيار التوقيت المناسب، حتى يبدأ المعركة الحاسمة ضد الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة”.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن نتنياهو “أمر ببقاء الآليات العسكرية والدبابات وقوات المشاة من الجيش الإسرائيلي، على طول حدود قطاع غزة، أثناء زيارته لمستوطنات غلاف القطاع، عقب وقف إطلاق النار بين الفصائل وإسرائيل“.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي إبراهيم أحمد، إن “الفصائل الفلسطينية تنتظر بشكل فعلي التزام إسرائيل بالتفاهمات التي تم الاتفاق عليها من خلال الجانب المصري، والتي تشمل فتح المعابر وكسر الحصار، والبدء بتنفيذ الاتفاقيات المتمثلة في إقامة مشاريع بغزة”.
وأضاف أحمد أن “مدى التزام إسرائيل بهذه التفاهمات هو الذي سيعجل أو يبطئ مسألة التصعيد”.
ولفت إلى أنه “ليس لدى الفصائل الفلسطينية في غزة ما تخسره في هذا السياق، خاصة أنها ما زالت تدعو لاستمرار مسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وهذا يعني أن أدوات التصعيد ما زالت قائمة، ويمكن أن تتدهور الأمور الأمنية في أي وقت ودون سابق إنذار”.
وتابع أن “المطلوب من الوسطاء الضغط على إسرائيل لتنفيذ المشاريع والالتزام بالتفاهمات، خاصة أن مماطلة إسرائيل بدأت من قبل الانتخابات بشهور، وهذه المماطلة ستدفع بالفصائل إلى التصعيد من أجل الإسراع في تنفيذ التفاهمات”.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي عبدالرحيم القواسمي، إن “التصعيد الأخير في قطاع غزة، قد يهيئ الأجواء لتصعيد أشد ضراوة في غزة خلال الأيام المقبلة، خاصة أن التصعيد انتهى باستهداف إسرائيل لبنايات سكنية واغتيال مسؤولين في الفصائل الفلسطينية، إضافة إلى أن الفصائل وسعت من مساحة وقوة ردها فأطلقت صواريخ بعيدة المدى، وهذا يعني أن التصعيد القادم سيتطور بشكل أكبر”.
وأضاف القواسمي: “لا أستبعد أن تعمل إسرائيل على اختيار فريسة تبدأ بها الحرب، من خلال محاولة اغتيال قائد كبير، أو استهداف بنية تحتية هامة من خلال المتخابرين على الأرض”.
وأشار إلى أن “التهدئة جاءت بشكل غريب وتوقيت أغرب، وانتهى التصعيد في وقت كان الطرفان يهددان بتوسيع مساحة الرد”.
ولفت إلى تعرض نتنياهو “لضغط كبير من قبل الأحزاب الإسرائيلية والقيادات المتشددة، وهذا يعني أنه لا يملك القرار بنفسه، وعندما يوافق على تهدئة تنفجر الآراء المخالفة في وجهه وتطالب باستمرار العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي”.
غدر وخيانة
من جانبها، حذرت الفصائل الفلسطينية في غزة، مما أسمته “غدر وخيانة الاحتلال الإسرائيلي، واستهدافه للمقاومين أثناء سريان التهدئة”، مؤكدة “استعدادها لأي مواجهة عسكرية محتملة مع إسرائيل في حال لم تلتزم بالتفاهمات وقامت بخرق التهدئة”.
وقالت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية في غزة، في بيان لها، إن “المعركة لن تتوقف، قبل استجابة الاحتلال لمطالب شعبنا”.
رفع حالة التأهب
وذكرت وسائل إعلام عبرية، مساء أمس الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب والحذر على الحدود المحاذية لقطاع غزة، تحسباً لتنفيذ عمليات تستهدف جنوده المنتشرين على طول السياج الأمني.
وقال موقع “مفزاك لايف” العبري، إن “القيادة الجنوبية وقيادة لواء غزة في الجيش الإسرائيلي، أمرت برفع حالة التأهب خلال الساعات القادمة، بعد تحذيرات أمنية تقضي باستهداف جنود إسرائيليين”.
وأضاف الموقع، نقلاً عن قيادة الجيش الإسرائيلي، أن رفع حالة التأهب جاء “بعد ورود معلومات استخبارية حول اعتزام عناصر تنفيذ هجمات من عدة مناطق في قطاع غزة نحو إسرائيل“.