أميركا نحو التنفيذ: 120 ألف جندي في الشرق الأوسط
حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران
من «عواقب أليمة» إذا ارتكبت «خطأً كبيراً جداً» ضد مصالح وقوات بلاده في
الشرق الأوسط، فيما كشفت تقارير أن وزير الدفاع الأميركي بالإنابة باتريك
شاناهان قدّم خطة «مطوّرة» تقضي بإرسال نحو 120 ألف جندي أميركي إلى
المنطقة إذا هاجمت إيران القوات الأميركية أو سرّعت وتيرة العمل لإنتاج
أسلحة نووية.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز»، ليل
الاثنين – الثلاثاء، عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، لم تذكر أسماءهم، أن
شاناهان قدّم الخطة الأولية في اجتماع لكبار مساعدي ترامب الأمنيين،
الخميس الماضي.
وأكدت مصادر الصحيفة أن الخطط الأميركية «لا تهدف إلى
احتلال أراض إيرانية، لأن ذلك يتطلب مزيدا من القوات البرية»، وأنه جرت
مناقشة تفاصيل خطط عدة، وأن الخيار الأقوى «دعا إلى نشر 120 ألف جندي، وهو
ما يستغرق أسابيع أو أشهر لإتمامه».
وأشارت إلى أن «مراجعة الخطط
العسكرية الأميركية بخصوص إيران جاءت بطلب من الصقور في إدارة ترامب، من
أمثال مستشار الأمن القومي جون بولتون».
ووفق الصحيفة، فإنّه ليس مؤكّداً أنّ ترامب قد اطّلع على تفاصيل الخطة.
وأشارت
«نيويورك تايمز» إلى أن 6 من مسؤولي الأمن القومي الأميركي «صدموا» بعد
اطلاعهم على حجم القوة التي تخطط وزارة الدفاع (البنتاغون) لإرسالها إلى
الخليج، لأنه يوازي حجم القوات الأميركية التي شاركت في حرب العراق 2003.
لكن
الصحيفة رأت أن نشر مثل هذه القوات «من شأنه أن يعطي طهران المزيد من
الأهداف للضرب، وربما أكثر من سبب للقيام بذلك، ما يهدد بتورط الولايات
المتحدة في صراع طويل كما أنه سيعكس سنوات من تقليص الجيش الأميركي في
الشرق الأوسط الذي بدأ بسحب الرئيس باراك أوباما للقوات من العراق في العام
2011».
ونقلت «نيويورك تايمز» عن اثنين من مسؤولي الأمن القومي أن
إعلان ترامب في ديسمبر الماضي عن سحب القوات الأميركية من سورية، والوجود
البحري المتناقص في المنطقة، «ربما يكون قد شجع بعض القادة في طهران وأقنع
الحرس الثوري بأنه ليس لدى الولايات المتحدة الشهية الكافية لمحاربة
إيران».
إلى ذلك، قال ترامب إن طهران «ستعاني بشدة» إذا استهدفت المصالح
الأميركية، ملوّحاً بأنه «إذا فعل (الإيرانيون) أي شيء، فسوف يتألمون
كثيرا».
وأضاف، خلال لقائه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في البيت
الأبيض، «سنرى ما سيحدث مع إيران، إذا فعلوا أي شيء سيكون ذلك خطأ فادحاً
جداً وسيعانون بشدة»، متوقعاً أن تواجه طهران «مشكلة كبيرة… إذا حدث شيء
ما، ولن يكونوا سعداء».
في الأثناء، قال الممثل الأميركي الخاص بشأن
إيران، برايان هوك، إن وزير الخارجية مايك بومبيو أطلع الحلفاء الأوروبيين
والمسؤولين في حلف شمال الأطلسي على معلومات عن تهديدات «متصاعدة» من إيران
خلال لقاءات في بروكسيل.
وأضاف «إيران تمثل تهديدا متصاعداً… نعتقد
أنه يجب عليها أن تجرب المحادثات بدلا من التهديدات، كان اختيارهم سيئا
بالتركيز على التهديدات».
وأكد أن واشنطن «لن تتجاهل الاعتداءات الإيرانية».
في
غضون ذلك، أعلنت قيادة القوات المركزية الأميركية أن مقاتلات تابعة لها
نفذت، فوق سماء الخليج العربي، مهمتها الأولى المتمثلة بـ «طلعات ردع»
لإيران.
وقال الناطق، بيل أوربان، إن طائرات سلاح الجو نفذت، الاثنين،
«طلعات ردع» ضد إيران، موضحاً أن الهدف منها «ردع العدوان وإثبات الوجود
الأميركي، والدفاع عن الوجود الأميركي في المنطقة».
ولفت إلى أن الطلعات جرى تنفيذها بواسطة مقاتلات «اف 15» و»اف 35».
ونقل
موقع « ذي هيل» الأميركي عن القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية أن
قاذفات القنابل «بي 52 اتش»، التي نُشرت في الشرق الأوسط أخيراً، قامت
بمهمتها الأولى بطلعات جوية، الأحد.
في المقابل، قالت مصادر ديبلوماسية
أوروبية مطلعة على المحادثات بين إيران والاتحاد الأوروبي إن طهران تصر على
تصدير نحو 1.5 مليون برميل من النفط يوميا، بما يعادل ثلاثة أمثال
المستويات المتوقعة في مايو الجاري في ظل العقوبات الأميركية، وذلك شرط
البقاء في الاتفاق النووي.
وأوضحت المصادر أنه جرت اتصالات بخصوص هذا الرقم خلال اجتماعات عُقدت في الآونة الأخيرة بين مسؤولين إيرانيين وغربيين.
على صعيد آخر، اندلعت مواجهات بين طلبة في جامعة طهران خلال تظاهرة ضد فرض ارتداء الحجاب.
وذكرت وكالة «إيسنا» أنّ «عددا من
الطلبة تجمعوا… زاعمين أن شرطة الأخلاق وقوات الأمن اقتحمت الجامعة»
لتحذير الطلبة من مغبة عدم الالتزام بقوانين الحجاب.