لبنان الرسمي أعاد زكّا من إيران… فماذا عن هؤلاء؟
على هامش الحدث الذي شكّله أمس إطلاق سراح اللبناني نزار زكا من السجون الايرانية وعودته بعد 4 سنوات من الاعتقال، الى بيروت حيث زار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فرئيس الحكومة سعد الحريري، تسجّل مصادر سياسية سيادية أكثر من ملاحظة على المشهد الذي ارتسم في قصر بعبدا، من حيث الشكل والمضمون.فهي تقول عبر “المركزية” ان الصورة هذه لا بد ان تكون “استفزّت” ذوي المعتقلين والمخفيين في السجون السورية ومنهم مَن انقطعت أخباره منذ عقود، كون ملف أبنائهم موضوعا على الرف يعلوه الغبار، واي متابعة رسميّة له لم تحصل يوما. “فوسيط الجمهورية” المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، قال من بعبدا أمس “إنّ ما يهّمنا نحن، أنّ اي مواطن لبناني وأي حامل للهوية اللبنانية في كل بقاع العالم، حتى ولو خالف قوانين الدولة التي يقيم فيها، من واجبنا كدولة لبنانية أن نستعيده. أعتقد أنّ هذا هو الوقت الذي نثبت فيه للعالم أننا حريصون على مواطنينا أينما كانوا”.والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو “أليس الموقوفون في المعتقلات السورية، مواطنين لبنانيين؟ والا يستحقوّن التفاتة من الدولة، ليس لإخراجهم بل أقلّه، لمعرفة معلومات عنهم تشفي غليل ذويهم.. هل هم على قيد الحياة؟ وإن كان الجواب سلبيا، الا يستطيع لبنان استعادة جثامينهم؟ وفي وقت أكد ابراهيم ان “ما كان ينقص لاكتمال هذا الحدث (تحرير زكا) هو أن يكون العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية”، لافتا الى “حجم الدعم الذي تلقيناه من فخامة الرئيس منذ توليه رئاسة الجمهورية في هذا الملف مروراً بزيارتي الأولى لنزار، وصولاً الى يوم إعادته إلى لبنان”، تقول المصادر ان اثبات الدولة حرصها على مواطنيها كلّهم، لا يكتمل اذا بقيت فئة منهم مهمّشة ومنسيّة، بل يتعيّن إعطاؤهم كلّهم الرعاية والاهتمام نفسه، خاصة أن العلاقات بين رئيس الجمهورية والرئيس السوري بشار الاسد باتت “جيدة”، تماما كما علاقات الرئيس عون بالرئيس الايراني حسن روحاني.من جهة أخرى، تدعو المصادر الى قراءة ما حصل أمس، من زاوية أوسع، متعلقة بالنزاع المتمادي فصولا في المنطقة والعالم بين الاميركيين والعرب من جهة والايرانيين من جهة ثانية. ففيما قال زكّا من القصر امس “مبادرة تحريري، منذ بدايتها لنهايتها، ولدت في لبنان وحيكت في لبنان واليوم تنتهي فيه. اي انها صناعة وطنية 100%. الا اني لا اخفي ان هذه المبادرة اتت بنتائج ايجابية اقليميا، وعلى ما يبدو انها اوقفت الكثير مما كان يمكن ان يصيب المنطقة”، تلفت المصادر الى ان هذا الكلام يدل الى ان بيروت لعبت، في شكل من الاشكال، دورا ايجابيا في تنفيس الاحتقان السائد، ويمكن القول حتى، انها كانت “جسرا” بين القوتين الكبريين المتصارعتين.وبحسب المصادر، فإن هذه الوظيفة “الايجابية” هي التي يجب ان يضطلع بها لبنان، وسبق ان أدّاها بنجاح في الماضي قبل ان تندلع فيه الحرب الاهلية وتتمكّن المحاور الخارجية من اختراق قواه السياسية. وفي وقت يحمل الرئيس عون عاليا، “لواء” تحويل لبنان الى مركز لحوار الاديان والثقافات، وقد طرحه منذ أشهر في الامم المتحدة، تشير المصادر الى ان خطوة تحرير اللبناني- الاميركي نزار زكا، بوساطة لبنانية، تذهب في هذا الاتجاه، لكن المشوار الى اعادة لبنان الى عصره “الذهبي” كدولة “وسطية-حوارية” والتي باتت تلعبها اليوم عواصم عربية اخرى كعمان والكويت، تحتاج اولا الى وقف بعض الاطراف المحليين محاولات وضعه في محور اقليمي معيّن، ضد المحور الآخر.. لكن للاسف، لا مؤشرات حتى الساعة الى توجّه كهذا لدى هذه المكونات، تختم المصادر.