لبنان في قلب المواجهة… هذا ما تحضّره واشنطن
المركزية
لا يقتصر مفعول العقوبات الاميركية في نسختها الجديدة التي طالت للمرة الاولى رئيس كتلة نيابية، “الوفاء للمقاومة”، النائب محمد رعد وعضو تكتل نيابي، امين شري، في البرلمان اللبناني اضافة الى مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، على مجرد صدور القرار وكيفية تعاطي المؤسسات اللبنانية الرسمية معه، باعتباره استهدافا “ستلاحقه مع السلطات الاميركية المختصة ليبنى على الشيء مقتضاه،” كما جاء في بيان رئاسة الجمهورية، بل ان الديبلوماسية الاميركية ستحمله وتطير به الى عدد من الدول الاوروبية، حيث يقوم مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية ديفيد هيل راهنا بجولة بدأها من فنلندا وانتقل امس الى إستونيا فالتشيك على ان يحط في مولدوفا غدا ويختتمها في لندن الاثنين المقبل، 15 الجاري، وهي المحطة الاهم في الجولة كون المحادثات هناك ستركز على الوضع في الشرق الاوسط في شكل خاص.
وافاد مصدر في وزارة الخارجية في واشنطن “المركزية” ان تهديدات حزب الله تشكل مدار بحث بين الادارة الاميركية وحلفائها من دول الاتحاد الاوروبي بقصد الضغط على الاتحاد لإعادة النظر في قراره السابق بالتمييز بين “الجناح العسكري/الإرهابي” والجناح السياسي لحزب الله وتصحيح هذا الخطأ بحسب المصدر الاميركي.
فبعد المملكة المتحدة، عين الاميركيين على الدول الاقل انخراطا في سياسة الشرق الاوسط لحثها على التصويت لصالح الغاء التمييز، والسعي الاميركي لدى تلك الدول يأتي مبررا بالخطر الذي يمثله حزب الله على الامن العالمي وليس فقط على الامن القومي الاميركي وعلى جيران لبنان ولبنان نفسه كونه منظمة إرهابية ذات امتداد عالمي، كما يؤكد المصدر نفسه موضحا إن التفاوض مع دول، حليفة او شريكة للادارة الاميركية، يشمل التأكيد من جانبنا على أن هذه خطوة ضرورية، ذلك ان، داخل لبنان، يستخدم حزب الله مكانه في البرلمان وفي الوزارات كغطاء لتجنيب الجناح العسكري للحزب الضغوط التي قد تمارس عليه.
ويضيف المصدر: القرار الاخير لوزارة الخزانة يمثل القدوة اليوم لحلفائنا وشركائنا، وما يجب عليهم القيام به، لجهة ضرورة النظر الى سلوك الأشخاص الذين يصنفونهم كسياسيين في حزب الله، بحيث سيشرح الجانب الاميركي ان هؤلاء ليسوا سياسيين، بل هم في الحقيقة نشطاء عسكريون وبالتالي إرهابيون، وفق التصنيف الاميركي.
ويكشف ان الخناق سيشتد اكثر فأكثر على الحزب في الايام او الاسابيع المقبلة، اذ ان الدفعة الجديدة المتوقعة من العقوبات قد تصيب هذه المرة شخصيات رفيعة المستوى في الحزب، والارجح انها ارفع من تلك التي شملتها راهنا، من دون استبعاد المضي تدرجا في صعود سلم هذه الشخصيات وصولا الى رأس الهرم، وفق المعطيات المتوافرة حتى الساعة في هذا الصدد.
ولا يستبعد المصدر ان تخرج العقوبات هذه من دائرة الحزب الى ضفافه، بحيث تصيب في مرحلة لاحقة بعض من يدورون في فلكه سياسيا من حلفاء سياسيين او مقربين، بما ينقل المواجهة بين واشنطن وايران عبر استهداف ذراعها العسكري في لبنان، حزب الله، الى مكان آخر اشدّ خطورة، قد يقحم لبنان في قلب المواجهة الاقليمية الشرسة، اذا لم يحسن التعاطي مع الحدث.