هل يُترجم تباين “أمل” – “حزب الله” ميدانياً؟
قضي الأمر. ضربت الدولة يوم الأحد 15 أيلول المقبل موعدا للهيئات الناخبة في صور لاختيار خلف للنائب المستقيل نواف الموسوي، الذي اختار، بالشكل على الأقل، تكريس حياته لما يعتبره أولوية الأولويات: حماية بناته وأطفالهن، خصوصا بعد حادثة مخفر الدامور التي وضعت الموسوي في مواجهة “مسلحة” مع صهره في عقر دار القوى الأمنية الشرعية، وإن كان أهم ما في هذا السجال إعادة تسليط الضوء على قضايا العنف الأسري وضحاياه، وأغلبهم من النساء بطبيعة الحال، وممن لا يتمتعن بحظ غدير نواف الموسوي، في أن يكون أهلهم من نواب الأمة القادرين على استخدام السلاح.على أي حال، فإن وزارة الداخلية تبدو عازمة على ملء المقعد الذي شغر باستقالة الموسوي في فرصة تعد الأقرب، علما أن قانون الانتخاب ينص على ملء المقعد في الشهرين اللذين يليان شغوره، على أن تجدد دعوة الهيئات الناخبة قبل شهر من موعد الاستحقاق الفرعي.وإذا كان ما يمكن تسميته “اكتساحا شعبيا” يحظى به الثنائي الشيعي في قضاء صور قد يدفع البعض إلى اعتماد مقاربات مطبوعة بالاستسهال لاستحقاق أيلول الفرعي (في استعادة للمشهد الذي ساد قبيل انتخابات طرابلس الفرعية في نيسان الفائت)، فإن مصادر سياسية مراقبة تنبه عبر “المركزية” إلى أن الانتخابات الفرعية في صور، القضاء الذي يعد معقلا قد يكون الأهم لحركة أمل ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، تأتي في توقيت سياسي لافت. ذلك أن من المفترض أن ينخرط حزب الله في هذه المعركة للحفاظ على مقعده هذا، فيما علاقته مع الرئيس نبيه بري تسجل في الآونة الأخيرة بعضا من التمايز، الذي أظهرته إلى العلن المعالجات الجارية لختم ملف حادثة البساتين الأخيرة.وتلفت المصادر إلى أن الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله، اعلن دعمه لمطلب حليفه رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان بإحالة حادثة البساتين الى المجلس العدلي في حين واجه الرئيس بري احتمالات جر المختارة إلى تصويت على خيار “العدلي”، من باب حمايته سياسيا، مفضلا خوض معركة “على الناعم” مع شريكه الأول والأبرز، حزب الله، معتبرة أن من غير المستبعد أن يعمد بري، والحال هذه، إلى الاستفادة من قاعدته الشعبية الواسعة في صور لخوض الانتخابات الفرعية بمرشح مستقل، وهو ما يمكن اعتباره محاولة لتكريس نفسه زعيما للطائفة الشيعية، شأنه في ذلك شأن السيد حسن نصرالله.غير أن المصادر تلفت إلى أن بالنظر إلى المعطيات المتراكمة حتى اللحظة في المشهد السياسي العام، لا يزال خيار المواجهة هذا بعيد المنال، خصوصا أن حزب الله يستعد للعودة إلى الانخراط بقوة في المشهد المحلي، ما يبرر الحاجة إلى إعادة “شد العصب الشيعي” حوله. مقاربة من شأنها أن تعبد طريق النيابة أمام مرشح توافقي قد يتفق عليه الاقنومان الشيعيان، ليدخل الندوة البرلمانية من باب التزكية، ومن دون أي معركة تذكر.