الإسرائيليون يردّون على نصرالله بغارة استهدفت “القيادة العامة”
منبر الربيع – المدن
بعد ساعات على كلام الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، والذي هدد فيه الإسرائيليين بإسقاط طائراتهم المسيرة، وعدم السكوت على استهدافهم لمواقع الحزب وقتل عناصره.. نفذ الإسرائيليون غارات على مواقع للجبهة الشعبية – القيادة العامة في منطقة قوسايا في البقاع الأوسط، سمع بعدها أصوات رشقات رشاشة، ربما أطلقها عناصر في الموقع باتجاه الطائرات. القصف الإسرائيلي الذي استهدف مواقع الجبهة، أعطى انطباعاً أن الإسرائيليين لم يقفوا عند تهديدات نصر الله، وعكس إصرارهم على تنفيذ المزيد من الضربات لأهداف قد حددوها.
وحسب مصدر فلسطيني، فإن طائرات مسيرة من نوع mk محملة بالصواريخ استهدفت موقع قوسايا بثلاثة صواريخ. ولم ينتج عنها أي ضحايا بشرية. وتم تطويق المكان خوفاً من وجود قنابل انشطارية خلّفها القصف.
من الواضح أن الإسرائليين يركزون في استهدافاتهم على مناطق حساسة وأساسية، خصوصاً أن مواقع “الجبهة الشعبية” يستخدمها حزب الله كطرقات لتمرير ونقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان، حسبما تفيد المعلومات. وهذا يعني أن الإسرائيليين يستهدفون الطرقات التي يستخدمها حزب الله لنقل أسلحته الثقيلة والمتطورة، كما كانوا يستهدفون الشاحنات التي كانت تنقل الأسلحة إلى لبنان. لكن استهدافها كان يحدث في الأراضي السورية. وحتى المواقع التي كانت تخزن فيها الأسلحة داخل سوريا كانت عرضة للاستهداف. اليوم يوحي الإسرائيليون أنهم يستهدفون ممرات الأسلحة داخل لبنان.
السؤال الملحّ الذي يطرح حالياً، هل إسرائيل تلجأ إلى التصعيد
بعد كلام نصر الله، بهدف إحراج الحزب أكثر واستدراجه إلى معركة مفتوحة؟ أم
حساباتها مختلفة؟
لا شك أن الإعتداءات الإسرائيلية ستستدعي رداً من
قبل حزب الله، لكن استمرارها قد يؤدي إلى انزلاق غير محسوب. وهذا لن يكون
في صالح الطرفين، خصوصاً أن نتنياهو على أبواب انتخابات مصيرية له. وإذا ما
تطورت الأمور إلى حرب، ونفذ حزب الله تهديداته باستهداف الداخل الإسرائيلي
فإن ذلك قد يرتد سلباً على نتنياهو.
بينما هناك فرضية تفيد أن نتنياهو يصر على تنفيذ هذه العمليات
داخل لبنان وسوريا والعراق وغزة، بهدف تعزيز حظوظه الانتخابية وحسب لا من
أجل حرب حقيقية. فمن يريد الدخول في حرب واسعة، لا يمكن فتح أكثر من جبهة،
بل يركز على جبهة واحدة.
في المقابل، بالتأكيد فإن حزب الله يدرس
خيارات الردّ على كل هذه العمليات والإستفزازات التي يستمر بارتكابها
الإسرائيليون، ومما لا شك فيه أن الحزب سيلجأ إلى ردّ نوعي وجديد هذه
المرّة، يوصل من خلاله أكثر من رسالة، وقد يكون الردّ بطائرة مسيرة، على
قاعدة طائرة مقابل طائرة، خاصة بعد ثبوت أن الطائرة التي انفجرت في الضاحية
كانت تستهدف هدفاً معيناً، فإن الحزب قد يلجأ إلى استخدام طائرة مسيرة
ومحملة بالمتفجرات، لاستهداف موقعاً هاماً ويمثل رمزية بالنسبة إلى
الإسرائيليين والمجتمع الدولي أيضاً الذي يتغاضى عن الإنتهاكات والضربات
الإسرائيلية. وقد يستهدف الردّ موقعاً حساساً واستراتيجياً بالنسبة إلى
الإسرائيليين، ربما يكون في منطقة برية وبحرية، في اشارة من الحزب إلى
قدرات جوية وبحرية في آن، لا تكون بعيدة عن مسار ترسيم الحدود الذي سيكون
فيه الحزب مقرراً رئيسياً ومسار حماية النفط كما تحدث نصر الله في مرات
سابقة