هل إنتهت جولة الاشتباك الأخيرة بين “حزب الله “وتل أبيب؟
بعد عملية “أفيفيم” التي استهدف فيها حزب الله آلية عسكرية اسرائيلية ردّا على تصفية تل ابيب كادرَين للحزب في دمشق نهاية الشهر الماضي، أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، كما كل المسؤولين والقياديين في الحزب، ان الأخير لن يكتفي بهذه الضربة في الاراضي المحتلة، وانه سيسقط طائرة اسرائيلية انتقاما من “مسيّرتي” الجيش العبري اللتين اخترقتا قلب الضاحية الجنوبية لبيروت. وفي وقت أصرّ الحزب على التمسك بعنصر المفاجأة رافضا الحديث ولو تلميحا، عن شكل او توقيت الرد المنتظر، مفضلا ابقاء العدو “على أعصابه”، قرن قوله بالفعل ونفّذ وعيده اليوم.فقد أعلن حزب الله فجرا، إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية حلقت جنوب لبنان. وقال في بيان “تصدى مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة المناسبة لطائرة إسرائيلية مسيرة أثناء عبورها الحدود الفلسطينية اللبنانية باتجاه بلدة رامية الجنوبية”. وأضاف “تم إسقاط الطائرة المسيّرة في خراج البلدة، وأصبحت في يد المقاومين وذلك اليوم الاثنين”. من جانبه، أقر الجيش الإسرائيلي بسقوط الطائرة المسيرة، وقال إن الطائرة سقطت “خلال عمل روتيني، ولا خشية من تسريب معلومات منها”.في قراءة لشريط الاحداث على جبهة تل ابيب – حزب الله، تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية” إنه يدل الى ان، رغم التهديدات المتبادلة ورفع السقوف بين الطرفين، ثمة تسليم من قبلهما بالعودة الى قواعد الاشتباك التي أرساها القرار 1701 في جنوب لبنان في اعقاب حرب تموز، وعدم الذهاب بعيدا في التصعيد الميداني.فبعد رد “الحزب” الاول، الذي لم يود بحياة اي جندي اسرائيلي، اكتفت تل ابيب بغارات عشوائية نفّذتها في بعض قرى الجنوب بدت شكلية لا أكثر. أما اسقاط “الحزب” المسيّرة اليوم، فمرّ أيضا بهدوء تام ودونما ضجة لا من قبل الضاحية ولا من تل ابيب التي سارعت الى التخفيف من وطأة ما حصل قائلة ان “لا خشية من تسريب معلومات منها”.ووفق المصادر، من المرجّح ان تكون عملية رامية اليوم، طوت صفحة الاشتباك الاخير بين اسرائيل وحزب الله، على قاعدة “وحدة بوحدة”، وبأقل الاضرار والاكلاف الممكنة، بحيث لم يخرج اي من المتصارعين منها خاسرا او رابحا، وحفظا ماء وجهيهما. فلو كان الطرفان ينويان قلب الطاولة على الواقع الذي يسود منطقة جنوبي الليطاني منذ العام 2006، لأتى الفعلُ وردُ الفعل على صورة مختلفة.وفي انتظار ما سيقوله السيد نصرالله في كلمته المرتقبة غدا في ذكرى عاشوراء، والتي سيتطرق فيها الى الشوؤن السياسية المحلية والاقليمية، تعتبر المصادر ان الجولة الجديدة من الكباش يبدو انتهت الى “تعادل” الا ان المنتصر الاكبر يبقى القرار الدولي العريض بتحييد لبنان، أقلّه في المدى المنظور، عن الكباش المستعر في المنطقة. واذ لا تستبعد المصادر ان يكون اصرار الولايات المتحدة على التوصل الى اتفاق ينهي الخلاف الحدودي البري والبحري بين بيروت وتل ابيب في أقرب فرصة – والذي سيقود مبعوثها ديفيد شينكر الى لبنان في الساعات المقبلة – فعل فعله في انتهاء فصل التصعيد الى الصيغة التي انتهى عليها، تؤكد المصادر ان لا بد للدولة من إبداء نية في استعادة قرارها السيادي بالحرب والسلم وبإلزام القوى السياسية كلّها على التزام الـ1701 وبمنع اي توسّع لترسانة حزب الله على اراضيها، فخلاف ذلك سيبقي ساحتها مفتوحة امام عمليات اسرائيلية عسكرية مستقبلية، تختم المصادر.