البابا يتحرك… لإنقاذ لبنان!
لطالما أبدى الفاتيكان اهتماما خاصاً بلبنان، انعكس ايجاباً على اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً، ولعلّ مقولة البابا يوحنا بولس الثاني في 7 أيلول 1989 في رسالةٍ عامّة إلى جميع أساقفة الكنيسة الكاثوليكيّة حول الوضع في لبنان: “لبنان هو أكثر من بلد: هو رسالة حريّة ومثل تعدّديّة للشرق كما للغرب” خير مثال على حرص الفاتيكان على العيش المشترك فيه وسعيه الدائم للحفاظ على كينونته وديمومته.من هنا، كشفت اوساط دبلوماسية لـ”المركزية” عن معلومات مفادها ان دوائر الفاتيكان ومن ضمن الدبلوماسية البعيدة من الاضواء، تكثف اتصالاتها مع المسؤولين في عواصم القرار وفي عدد من الدول العربية لا سيما سوريا، في سعي لحل الازمة السورية وحلّ ازمات المنطقة، لأن مثل هذه الخطوة تريح الساحة اللبنانية وتنهي الضغط الذي يتعرض له لبنان ومعاناة المسيحيين في الشرق، مع عودة الهدوء الى هذه الدول ومنطقة الشرق الاوسط.وتشير الاوساط الى “ان اتصالات تجري بين الفاتيكان وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة بشأن مسيحيي الشرق، وقد أنشأ الجانب الاميركي هيئة تعنى بهؤلاء عقدت ثلاثة مؤتمرات في واشنطن حتى الآن. وتتحدث المعلومات عن تواصل واتصال بين مسؤولين فاتيكانيين وآخرين سوريين لبحث سبل ايجاد حل للأزمة. كما ان اتصالات بعيدة من الاضواء تجري بين مسؤولين عرب واجانب حول التسوية”.وتوقفت الاوساط عند لقاء المصافحة الذي تمّ بين أمين عام الجامعة العربية احمد ابو الغيط والوفد السوري في أروقة الامم المتحدة عندما توجّه الاخير صوب الوفد وبادرهم بالقول اشتقنالكم وتصافحوا. واعتبرت الخطوة اشارة واضحة لإمكان عودة سوريا الى مقعدها في الجامعة. وبالتالي عودة سوريا الى الحضن العربي مع ما يعني ذلك من حلحلة للوضع الداخلي السوري، وانعكاسه ايجابا على الوضع المحلي اللبناني، وأهمها حل مسألة عودة النازحين السوريين، وإراحة لبنان من هذا الملف الذي يرهقه.وبدا واضحاَ الاهتمام الفاتيكاني بلبنان في الكلمة التي ألقاها رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، منذ أيام، خلال افتتاح دير مار شربل التابع للرهبانية اللبنانية المارونية في روما، حيث دعا “الكنيسة المارونية للتجذر أكثر في الينابيع والعودة الى جذورها النسكية والرهبانية”، مؤكدا “دورها الطليعي في الشرق الاوسط والعالم”. كما دعا “كل الغيارى على محبة لبنان ومصلحة شعبه وكنيسته للصلاة والتضرع للقديس شربل كي يبقى شاهداً ومنارة على حضوره وحبه لابناء الكنيسة”، مشدداً على “أهمية وجود لبنان وتاريخه، ووجوب ان يعود ليلعب دوره الطليعي على مستوى الكنيسة الكاثوليكية في لبنان والعالم وعلى مستوى الحضور الماروني في العالم كله وليس في لبنان فقط”.وأعلن ساندري أن “قداسة البابا يكن للبنان محبة خاصة ويتابع الاوضاع فيه، ويأمل ان تنتهي الازمة التي يمر بها في أسرع وقت بالتضامن والمحبة بين جميع ابنائه من كافة الاطياف اللبنانية”. وختم مؤكدا “محبة البابا فرنسيس وصلاته ومتابعاته لشؤون الكنائس الشرقية وللبنان بصورة خاصة”.