حفل توقيع كتاب أبو شقرا برعاية تيمور جنبلاط
برعاية رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، وقعت د. نغم أبو شقرا كتابها “الصين: من الريادة الإقليمية إلى الزعامة الدولية”، في إحتفال نظمته الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم، واللقاء الثقافي في عماطور، وتحدث فيه العميد د.سليم الضاهر، والعميد د. كمال حماد.
الإحتفال الذي أقيم في جامعة MUBS- السمقانية حضره د.ناصر زيدان ممثلا صاحب الرعاية النائب تيمور جنبلاط، ممثل عن سفير جمهورية الصين الشعبية في لبنان وانغ كيجيان، عضو المجلس الدستوري رياض أبو غيدا، معتمد الشوف الأعلى، المعتمدية الأولى سلام عبد الصمد ممثلا وكالة داخلية الشوف في الحزب التقدمي الإشتراكي، العقيد في الأمن العام اللبناني كمال صفا، مدعي عام جبل لبنان القاضي رائد ابو شقرا، رئيسة الجمعية الخيرية للتوعية الاجتماعية مي وهاب بو حمدان، رئيسة لجنة حقوق المرأة عايدة نصرالله حلواني، طلعت حمادة ممثلا عن النائب مروان حمادة، الشيخ نجيب الصايغ ممثلا مدارس العرفان التوحيدية، رئيس مجلس أمناء الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم الدكتور حاتم علامة وأعضاء المجلس، رئيس اللقاء الثقافي في عماطور ومدير بنك MED وجدي عبد الصمد، مدير بنك بيروت والبلاد العربية، فرع بقعاتا د. عماد الغصيني، مفوض العمل السابق في “التقدمي” عصمت عبد الصمد، الرائد عمر أبو شقرا، ، رؤساء بلديات ومخاتير، فعاليات تربوية، ثقافية وامنية، ممثلو جمعيات أهلية وإجتماعية، وحشد من المهتمين ومن أهالي بلدة عماطور.
الضاهر
إستهل الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني وتقديم من منى مشون، تحدث بعدها عميد كلية الحقوق في جامعة فينيسيا د. سليم الضاهر فقال “من خلال نشرها هذا الكتاب حول “الصين: من الريادة الإقليمية إلى الزعامة الدولية”، ميزت د. نغم أبو شقرا نفسها كباحثة جدية، وحجزت لنفسها موقعا بين الأوائل من الباحثين والباحثات العرب الذين بادروا إلى دراسة الصين في علاقاتها الدولية، وهذا أمر جدير بالتوقف عنده والتنويه به”، متسائلا: “ترى ألا يأتي كتاب د. نغم في سياق إضطلاع وطننا لبنان بدوره العلمي والثقافي والحضاري، عبر مساهمة المواطنين اللبنانيين، كل في موقعه، في تمكين لبنان من القيام بهذا الدور ؟”، مشيرا إلى “أن د. أبو شقرا ساهمت من موقعها، وبالتالي قدر إستطاعتها، في هذا الدور” .
وتابع متحدثا عن الكتاب “أو المجلد الكبير، إذ تزيد عدد صفحاته عن 580 صفحة، عكست فيها المؤلفة حرصها وإهتمامها بتناول محاور ومواضيع بالغة الأهمية في السياسات الصينية الدولية الحالية، وعلى الأرجح المستقبلية، وبالطبع لم تغفل د. نغم عن دراسة الأوضاع الداخلية في الصين، وتأثيراتها المتعددة على مجرى سياساتها في العالم، خاصة في علاقاتها مع القوى البارزة على المسرح الدولي”، لافتا إلى عوامل القوة المتعددة والمتنوعة لدى الدول، والتي تشمل “القوة الإقتصادية والسكانية والعسكرية والعلمية والثقافية والسياسية، وغيرها …، والصين تتمتع بهذه العوامل مجتمعة، وإن بنسب متفاوتة” .
وإنتقل إلى الحديث عن الحضارة الصينية قائلا “الصين صاحبة حضارة عريقة، من أبرز تجلياتها السور العظيم، وكتابات الفيلسوف كونفوشيوس، أحد المفكرين القلائل في العالم الذين مارسوا التأثير الكبير على شعوبهم ومجتمعاتهم على مدى قرون عدة، وكان له دورا كبيرا في تطور حقوق الإنسان منذ 2500 عام ونيف”، مؤكدا “أن موضوع حقوق الإنسان هو من المواضيع الخلافية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وقد تناولته د. نغم في الصفحة 474 من كتابها”.
وأردف “خلال المؤتمر الذي عقد في العاصمة الصينية بيجينغ، بادرت إلى تقديم دراسة بعنوان “لبنان وحقوق الإنسان”، يومها أعرب بعض المشاركين عن دهشتهم وإعجابهم عندما قلت لهم أن الدستور اللبناني الذي وضع في العام 1926، سبق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة عام 1948، بالنص على هذه الحقوق، مفردا فصلا خاصا بها”.
وختم بالقول “إنني أومن شخصيا أن العلم لا يكتسب أهميته الحقيقية إلا إذا وضع في خدمة المجتمع، وإنتفع منه الناس، وفي ضوء قناعتي هذه، أرى أن كتاب د. نغم أبو شقرا القيم يحتاجه كل باحث وباحثة في مواضيع تتعلق بالسياسات الدولية للصين، سواء كان عربيا، أم أجنبيا”، داعيا الإختصاصيين في العلوم، والمسؤولين الحكوميين، والدبلوماسيين والإعلاميين اللبنانيين والعرب والصينيين، وغيرهم إلى قراءة الكتاب بتأن وإهتمام، “توخيا للفوائد العلمية والعملية التي يمكن أن تنتج عن قراءته” .
حماد
وعرض عميد كلية السياحة في الجامعة اللبنانية سابقا د. كمال حماد لطريق الحرير، أو ما يعرف “حزام واحد، طريق واحد، لمعرفة الإستراتيجية الصينية من خلاله، وما هي المواقف الدولية حوله وخاصة الأميركية والألمانية .
وأردف “يعود الفضل في إكتشاف طريق الحرير للجنرال الصيني زانغ كيان، الذي فتح الطريق الأول بين الصين والغرب في القرن الثاني قبل الميلاد، وهو شبكة طرق برية وبحرية، ربطت آسيا والشرق الأوسط وأوروبا لمئات السنين بروابط تجارية وثقافية ودينية وفلسفية، تم من خلالها تبادل السلع والمنتجات والثقافات والعلوم. وقد أعادت الصين إحياء “طريق الحرير القديم” عبر “طريق الحرير الحديث” في عام 2013 والذي يربط 68 دولة من أفريقيا وآسيا إلى أوروبا، ويشارك فيه 123 دولة تصل إلى أميركا الجنوبية والوسطى” .
وأكد ” تدل المؤشرات بأن الصين ستصبح قطبا دوليا في السنوات المتوسطة القادمة، وذلك، بعد أن قطعت أشواطا في المجالات الإقتصادية والسياسية والمالية والعسكرية”، مشيرا إلى مؤشرات عدة جسدت وستجسد مكانة الصين هذه، ونتجت عنها إستراتيجية ” الحزام والطريق” التي تعد من أوسع المفاهيم الإستراتيجية من الناحية الجيواستراتيجية والإقتصادية”.
وتابع متحدثا عن أهداف إستراتيجية “الحزام والطريق”، ومواقف الدول منها، كالولايات المتحدة الأميركية والهند واليابان وأستراليا التي تنظر بشك كبير تجاهها، أما روسيا، وعلى الرغم من ترحيبها بالمبادرة، فإن العديد من المحللين يرون أن مثل هذا التعاون سيكون مؤقتا. وفي المقابل قادت ألمانيا تيار التحفظ الغربي على مشروع “طريق الحرير” الذي طرحته الصين، وإشترطت تقديم ضمانات لحرية التجارة والمنافسة الشريفة، فضلا عن وجود تحفظات أوروبية بشأن المبادرة الصينية” .
وختم مهنئا د. أبو شقرا على كتابها الجديد، “القيم بموضوعه ومضمونه، متمنيا لها “التخصص في موضوع الصين وكشف أغوار تلك الدولة التي ما زالت ثقافتها وتجارتها وسياستها وحلمها تستحق عناء الدرس، فوثبتها الإقتصادية والمالية القصيرة بالزمن والعميقة بالأثر غيرت وجه النظام الإقتصادي العالمي” .
أبو شقرا
إستهلت مؤلفة الكتاب د. نغم أبو شقرا كلمتها بتنبؤ لنابوليون بونابرت قبل قرون من الزمن، وبالتحديد في العام 1116، إذ قال “حين تستيقظ الصين يهتز العالم”، مؤكدة “هذه المقولة دفعتني إلى الغوص في البحث عن قوة هذه الدولة ومكامن تلك القوة. هذا العملاق الأصفر إستيقظ فعلا وبات كابوسا رهيبا للدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، بعدما دخل الحداثة والتقدم من واسع أبوابهما”.
وتحدثت عن إنتقال الصين من دولة زراعية فقيرة إلى دولة تحتل مقعدا دائما في مجلس الأمن، تملك ثاني أكبر إقتصاد في العالم على مستوى الناتج المحلي الإجمالي وعلى المستوى التجاري، وهي عضو في منظمة التجارة الدولية، شنغهاي والبركس ومجموعة العشرين، فضلا عن أنها تعمل على تطوير برامجها التكنولوجية والتقنية والإلكترونية، ناهيك عن صناعة السيارات والهواتف الذكية والطائرات والصواريخ العابرة للقارات وذات الرؤوس النووية، والغواصات والبوارج البحرية والأقمار الإصطناعية.
وتطرقت إلى إنتهاج الصين لسياسة حسن الجوار مع الدول المحيطة بها، وتعزيز علاقاتها مع الدول الغربية منها، ونسج علاقات إقتصادية وتجارية مع فرنسا وألمانيا والعديد من دول الإتحاد الأوروبي، ودول آسيا الوسطى وصولا إلى دول أميركا اللاتينية. كما أنها تسعى إلى إعتماد سياسة مرنة قائمة على الأمن والمساواة والعدالة.
وعلى الرغم من كل ما تقدم، رأت الدكتورة أبو شقرا، ومن خلال البحث الذي دام أكثر من ثلاث سنوات “أن الصين ما زال أمامها طريق طويل لتطوير إقتصادها، ولتبرز صورتها أكثر كلاعب عالمي ومسؤول موثوق به، على الصعيد التكنولوجي، العسكري، والإنفتاح اللغوي والثقافي”.
وأنهت كلمتها شاكرة كل من صاحب الرعاية، د. حماد، د. الضاهر ود. علامة على المساعدة ومنحها الثقة، زوجها الرائد عمر أبو شقرا وأفراد عائلتها على الدعم والتشجيع لتحقيق النجاح .
توزيع الدروع
في ختام الحفل جرى توزيع دروع شكر وتقدير إلى كل من النائب تيمور جنبلاط تسلمه بالنيابة عنه الدكتور ناصر زيدان، سفير جمهورية الصين الشعبية في لبنان وانغ كيجيان، د. الضاهر، د.حماد، د.علامة، وإلى اللقاء الثقافي في عماطور تسلمه وجدي عبد الصمد.
وتلا حفل التوقيع كوكتيل.