انقره: التسوية انطلقت في سوريا..والتطبيع بعد الانتخابات
قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي
ومسؤول العلاقات الخارجية في الحزب جودت يلماز، إن التسوية السياسية في
سوريا قد بدأت بالفعل، وذلك بفضل التفاهمات بين تركيا وإيران وروسيا.
وأضاف
يلماز في مقابلة مطولة على “الجزيرة نت”، إنه في حال تم انجاز دستور جديد
تقبله جميع الشرائح سيتم الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، وستبدأ فترة إعادة
البناء في سوريا مؤسسيا وتأسيس بنية تحتية.
وأشار يلماز إلى أن
بلاده مستعدة لإعادة تطبيع العلاقات مع دمشق، لكن “بطبيعة الحال في مرحلة
ما من هذه العملية يلزم أن تكون هناك انتخابات، وعلى الشعب السوري اختيار
حكومة شرعية تمثله من خلال انتخابات يشارك فيها كل الذين يعيشون في سوريا
والذين أجبروا على مغادرة البلاد.. حينها فقط سيتم تطبيع علاقاتنا”.
وحول
عملية “نبع السلام” التي أطلقتها تركيا شرق الفرات بالتعان مع فصائل
معارضة، قال يلماز إن هدف تركيا من عملية “نبع السلام” كان “مكافحة
المنظمات الإرهابية على طول الحدود التركية، وتجهيز مناطق آمنة داخل سوريا،
بحيث يتمكن بعض اللاجئين من العودة طوعا إلى وطنهم، حيث يقيم نحو أربعة
ملايين لاجئ من أشقائنا السوريين في تركيا، وقد عاد بعد عمليتي غصن الزيتون
ودرع الفرات أكثر من 365 ألف سوري من إخوتنا إلى وطنهم”.
وأضاف
“الآن لدينا بعض المشاريع في هذه المنطقة الجديدة أيضا، ولدينا أيضا بعض
التحضيرات لإعادة بناء البنية التحتية، وبناء المساكن، وتهيئة بيئة
اقتصادية، كما أننا نحضر لمؤتمر دولي للمانحين، وقد أعلنت بالفعل بعض
البلدان مثل قطر عن تقديم الدعم، وأبدت ألمانيا وبلدان أخرى بعض الملاحظات
الإيجابية”.
من جهة ثانية، قال يلماز إن لأنقرة علاقات
إستراتيجية وقوية مع الدوحة. وأضاف “نحن دائما مع قطر في الوقت الصعب،
مثلما وقفت هي معنا في أزماتنا، والزيارات التي تجري على أعلى المستويات
تزيد من تعزيز هذه العلاقة. وزيارة الرئيس الأخيرة كانت ناجحة حقا، فقد
أبرمنا اتفاقات من أجل تطوير قاعدتنا العسكرية هناك، وكذلك أبرمت اتفاقات
تجارية مهمة للبلدين، ويجري المضي قدما عبر تحقيق إنجازات في عدد من
المشاريع الجديدة”.
وعن توتر العلاقات بين الإمارات والسعودية من
جهة، وتركيا من جهة ثانية، قال يلماز، إن “البلدان العربية (حاولت) تشويه
سمعة تركيا والعثمانيين في العالم العربي، وحاولت جلب الانقسام والخلاف
بيننا، لكن حادثة مقتل خاشقچي أثارت مشكلة في العلاقة بين السعودية وتركيا،
فلا يمكن لأي بلد أن يوافق على حدوث شيء من هذا القبيل في سفارة تعمل
بموجب قانونها، وهي موجودة في أراضيها”.
وأوضح “تركيا لا ترغب في أن
تدخل صراعا مع بلد ما، لكن عندما تنفذ دولة نشاطا ضد مصالحنا لا يمكننا أن
نتركها من دون حساب، فهناك بلدان دعمت المحاولة الانقلابية في تركيا وتضم
إرهابيين دوليين يعملون مستشارين لديها”، في إشارة إلى القيادي المفصول من
حركة “فتح” الفلسطينية محمد دحلان.